واشنطن: بعد زيارة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الى بيونغ يانغ وحصوله منها على عفو عن صحافيتين اميركيتين، يتساءل الكثيرون هل ما جرى هو انفتاح تاريخي في وقت يعتزم فيه كيم جونغ ايل نقل السلطة الى نجله، ام انه مجرد حلقة جديدة من مسلسل شد الحبال النووي مع واشنطن. وفي هذا الاطار يقول حاكم ولاية نيو مكسيكو (جنوب غرب) الديموقراطي بيل ريتشاردسون الذي زار في السابق هذا البلد في اطار مهام دبلوماسية، ان الكوريين الشماليين quot;سبق لهم وان شاركوا في الماضي في هذه اللعبةquot;.

واضاف quot;عندما تكون التوترات شديدة بين البلدين، اليوم كما بالامس، يخرج الكوريون الشماليون ورقة لعبquot;، مؤكدا ان اعتقال الصحافيتين quot;شكل ورقة لعب ممتازة امكنهم استغلالها لارسال رسالة الى الولايات المتحدة عبر موفد اميركي خاصquot;. وكان الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون قام بزيارة مفاجئة وخاطفة الى كوريا الشمالية عاد بنتيجتها الاربعاء مصطحبا معه الصحافيتين الاميركيتين لورا لينغ ويونا لي اللتين حكمت عليهما بيونغ يانغ في حزيران/يونيو بالسجن 12 عاما مع الاشغال الشاقة لعبورهما الحدود دون ترخيص، وعفا عنهما الزعيم الكوري الشمالي اثر زيارة كلينتون.

ولم يرشح اي شيء عن هذه الرسالة، ان صح وجودها اصلا، التي نقلها كلينتون اثر زيارته التي ميزها حدث نادر الا وهو تناول الغداء مع الزعيم كيم جونغ ايل. غير ان العديد من الخبراء يقولون ان هذه الزيارة يفترض ان تكون قد اتاحت لكلينتون تلمس حقيقة موقف بيونغ يانغ من المفاوضات المجمدة حاليا والرامية الى نزع قدراتها النووية، بالاضافة الى تكوين صورة اوضح عن صحة كيم جونغ ايل الذي بدا في الصور التي التقطت له مع كلينتون هزيلا وواهنا، في غمرة الحديث عن تهيئته احد انجاله لخلافته.

من جهته نفى البيت الابيض ان يكون الرئيس الاسبق حمل اي رسالة من الرئيس باراك اوباما الى بيونغ يانغ، مشددا على الطابع الانساني للمهمة التي قام بها كلينتون. وقال البيت الابيض في اول رد فعل على التداعيات السياسية المحتملة للافراج عن الصحافيتين quot;قلنا للكوريين الشماليين ان هناك طريقا اوحد لعلاقات افضل وهذا يتطلب ان يتوقفوا عن تطوير اسلحة نووية وان يكفوا عن السلوك الاستفزازي الذي انتهجوهquot;.

وبدورها اعتمدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خطابا مماثلا بهذا الشأن غير ان وزارتها ساعدت في التحضير للمهمة التي قام بها زوجها وممثلين عن الوزارة رافقاه في زيارته. ومن المقرر ان يقدم كلينتون تقريرا عن زيارته الى البيت الابيض. واعتبر سكوت سنايدر الخبير في شؤون كوريا الشمالية في تحليل نشرته مجموعة ابحاث quot;كاونسيل اوف فورين ريلايشنزquot; على موقعها الالكتروني ان هذه الزيارة quot;وسعت قنوات تبادل الرسائل بين واشنطن وبيونغ يانغquot;.

واضاف ان quot;المعلومات التي جمعت خلال زيارة كلينتون يمكن ان يكون لها تأثير ما على سياسة الادارةquot; الاميركية حيال كوريا الشمالية. وفي الواقع فان لدى واشنطن الكثير من الاسباب التي تدعوها لتوخي الحيطة والحذر في التعامل مع كوريا الشمالية، لا سيما وان هذا البلد برهن في السابق ان ردود فعله لا يمكن توقعها، حيث وافق مرارا على تفكيك برنامجه النووي ليعود ويتراجع عن قراره.

من ناحيته اعتبر فيكتور تشا الخبير بشؤون كوريا الشمالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان زيارة كلينتون يمكن ان تكون قد وفرت لبيونغ يانغ مناسبة للعودة الى طاولة المفاوضات ورأسها مرفوع، بعدما ادارت ظهرها للمجتمع الدولي خلال الاشهر الفائتة واجرت تجارب على اطلاق صواريخ بالستية وتجربة نووية ثانية. وقال تشا على الموقع الالكتروني للمركز quot;في هذا الاطار توفر هذه الزيارة مناسبة لتخفيف حدة التوترات التي تصاعدت منذ التجربة النووية في ايار/مايو، وفتح الباب امام استئناف المفاوضاتquot;.