إنتخابات حركة فتح تجري اليوم وسط منافسة بين عدد كبير من المرشحين


مؤتمر فتح: التأكيد على حق المقاومة بكل أشكالها

مبارك يهنىء عباس بانتخابه قائدا لحركة فتح

بيت لحم، تلأبيب، وكالات: بدأ اعضاء حركة فتح المجتمعون في بيت لحم، في الضفة الغربية، الأحد عملية الاقتراع لاختيار أعضاء قيادتهم في اللجنة المركزية والمجلس،وأدلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الأحد، بصوته بمقر انعقاد المؤتمر السادس للحركة ببيت لحم جنوب الضفة الغربية. وقال نبيل عمرو المتحدث الرسمي باسم المؤتمر السادس للحركة المنعقد حتى الثلاثاء، quot;سنتفرغ هذا اليوم ما قبل الاخير بشكل كامل للانتخاباتquot;. وتأجلت انطلاقة الانتخابات لحوالى الساعة، لأسباب تقنية، حسب ما قال عمرو، الذي أكد أن الانتخابات ستجري بشكل متزامن مع قطاع غزة دون ان يوضح الطريقة التي سيصوت فيها كوادر الحركة في غزة الذين منعتهم حماس من التوجه الى مدينة بيت لحم.

وخفف الناطق باسم المؤتمر السادس لحركة فتح نبيل عمرو، من وطأة التصريحات التي أطلقها بعض أعضاء المؤتمر حول المقاومة واستراتيجية المفاوضات، مشددًا على أن الحركة قوة سلام جدية تسعى إلى تحقيق السلام العادل المنسجم مع الشرعيات الفلسطينية والعربية والدولية. وقال عمرو في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم الأحد في بيت لحم جنوب الضفة الغربية quot; هناك خط سياسي تنتهجه فتح من خلال المنظمة والسلطة، والإسرائيليون يعرفون هذا الخط وإذا صدرت بعض التصريحات هنا أو هناك ينبغي عدم تكبير شأنها ووضعها في سياقها الصحيح quot;.

الى ذلك، اكد فيصل ابو شهلا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح والعضو في مؤتمرها السادس ان اعضاء المؤتمر في قطاع غزة بدأوا التصويت لاختيار اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري عبر الهاتف، وذلك بالتزامن مع عملية الاقتراع التي تجرى في مقر المؤتمر في بيت لحم، في الضفة الغربية.

وأكد فيصل ابو شهلا لوكالة فرانس برس ان quot;اعضاء المؤتمر في غزة بدأوا بالتصويت لانتخابات الحركة عبر هواتفهمquot;. ومنعت حركة حماس اعضاء المؤتمر في قطاع غزة من السفر والمشاركة في المؤتمر ردًا على اعتقال اجهزة الامن الفلسطينية لعناصرها في الضفة الغربية.

وكان بعض أعضاء المؤتمر أعلنوا خلال مداخلات لهم على ضرورة التمسك بالكفاح المسلح، ودعوا إلى مراجعة لمسار المفاوضات وتحديد سقف زمني لها مع وضع شروط عديدة للقبول بها. ودفعت هذه المواقف وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية في القدس اليوم الأحد إلى القول أن quot;هذه الخطابات والتصريحات التي نسمعها من قيادة حركة فتح ذات طابع خطر ومؤشر سلبي وغير مقبولة لديناquot;.

وأضاف quot; مع كل هذه التصريحات يجب عليهم أن يفهموا أنه لا حل لقضية الشرق الأوسط سوى عن طريق النظام والاتفاق quot;. غير أن الناطق باسم مؤتمر فتح دعا إلى عدم المبالغة في تطرف quot;فتحquot;، وقال quot;نحن لم نتغير نحن على الأرض صامدون مقاومون وفي الوقت نفسه متمسكون بخيار المفاوضات ومستعدون له quot;، مجدداً التمسك بشروط استئناف المفاوضات المتمثلة في موافقة إسرائيل على حل الدولتين وتجميد الاستيطان. وقال quot;كل القضايا بعد ذلك خاضعة للمفاوضاتquot;. وأضاف quot;نريد مفاوضات سلام على اساس الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق ونريد اعتراف إسرائيل بحل الدولتين وتجميد الاستيطانquot;.
وشدد على أن quot;المفاوضات ليست هدفًا بحد ذاتهquot;، ولكنه أشار إلى عدم إمكانية تحديد سقف لها نظرًا لضعف السلطة وعدم امتلاكها مقومات القوة من طائرات ودبابات.

هذا وقال رئيس لجنة الانتخابات في المؤتمر السادس لحركة quot; فتح quot; المنعقد في بيت لحم أحمد الصياد في بيان إن رئاسة المؤتمر حددت فترة إجراء انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري اليوم بين الثالثة بعد الظهر (بالتوقيت المحلي)، والواحدة من فجر الاثنين. وذكر الصياد أن عدد المرشحين للجنة المركزية بلغ 96 شخصًا، سيتم انتخاب 18 منهم وسيعيّن 4 آخرون، فيما بلغ عدد المرشحين للمجلس الثوري 617 شخصًا، سيتم انتخاب 80 منهم ويتم تعيين 20 آخرين من أصحاب الكفاءات المدنية والعسكرية إضافة الى تعيين 20 أسيراً فيما بعد.

وقال إن عدد أعضاء المؤتمر الذين يحق لهم الانتخاب هو 2355 شخصا، لافتاً إلى أن عدد المنسحبين من الترشيح للجنة المركزية بلغ سبعة أشخاص، ومن المجلس الثوري 42 شخصاً، وذلك بعد الدعوة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ضوء تزايد أعداد المرشحين.

وأوضح الصياد أن مكان الانتخابات هو مكان المؤتمر في بيت لحم، وأن عدد الصناديق 10، لافتاً إلى أنه يمكن أن يشارك 99 عضواً في الانتخابات في اللحظة نفسها من أجل تسهيل العملية. وقال مصدر في حركة quot;فتحquot; إن مشهد قيادة quot;فتحquot; المقبلة غير واضح حتى الآن في ضوء المنافسة الشديدة والأعداد الكبيرة من المرشحين، مشدداً على ان المؤتمر هو quot;سيّد نفسهquot;.

وأقرّ المصدر بأن هناك تكتلات واستقطابات، أبرزها تكتل quot;الحرس القديمquot;، كما هناك تكتل للقيادي الأسير مروان البرغوثي، وتكتل للقيادي محمد دحلان، وآخر للقيادي جبريل الرجوب، لافتاً إلى وجود تناغم بين بعض هذه الكتل، في وجه تكتلات أخرى.

هذا وترشح اوري ديفيس اليهودي الذي يحمل الجنسيتين الاسرائيلية والبريطانية، لعضوية المجلس الثوري لحركة فتح التي التحق في صفوفها في العام 1984. وقال اوري ديفيس (66 عاما) لوكالة فرانس الاحد انه انتسب الى الحركة على يدي الزعيم الراحل ياسر عرفات، والراحل خليل الوزير (ابو جهاد) مسؤول الاراضي الفلسطينية، في 1984 في العاصمة الاردنية عمان.

واعرب اوري عن سعادته كونه يشارك في اعمال المؤتمر السادس للحركة في مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية. واوري من مواليد مدينة القدس في العام 1943، ويحمل الجنسية البريطانية اضافة الى الجنسية الاسرائيلية.ويعمل اوري مدرسا لعلم الاجتماع السياسي في جامعة القدس (ابو ديس)، ويسكن في مدينة رام الله مع زوجته ميسر ابو علي.

وفي رده ان كان يعتقد بانه فلسطيني، خاصة وانه يشارك في مؤتمر خاص بحركة فتح، قال اوري quot;احمل جواز سفر اسرائيلي، لكني في الاصل فلسطينيquot;.وقال اوري انه لمس تشجيعا من اعضاء المؤتمر، وهو الامر الذي دفعه الى ترشيح نفسه.واوضح quot;ترشحت بعدما لمست دعما لي من قبل اخواني في المؤتمر، وها انا اعمل من اجل تحقيق النجاحquot;.

وعمل اعضاء من المؤتمر على الترويج للمرشح اوري، من خلال توزيع منشورات تحمل توجهاته الانتخابية.وقال مهدي نجيب، الذي وزع منشورات لاوري في ساحة المهد quot;يجب ان نصوت لاوري، وانا اعمل بين الاعضاء من اجل التصويت له في الانتخاباتquot;.

وقال اوري في بيانه الانتخابي quot;اهدف من وراء ترشيحي لهذا المقعد ان امثل مئات والاف المناضلين غير العرب الذين شاركوا في النضال الفلسطيني منذ بدايته الاولى وحتى الانquot;. واضاف اوري في بيانه quot;رشحت نفسي من اجل التواصل معهم واعادة الاعتبار لهم، وتوثيق تاريخهم النضالي وتكريمهمquot;. وقالت عضو المؤتمر، المرشحة لعضوية اللجنة المركزية نجاة ابو بكر quot;ساصوت لاوري ديفيس وادعمه، لانه يؤيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ومناضل عريق وبطل في فتح، وهذه التعددية تعطي لفتح لونها الامميquot;.

ولا يوجد في النظام الداخلي لحركة فتح ما يمنع انضمام اي من الاعضاء الامميين والعرب الى صفوفها، حيث شهد تاريخ الحركة انضمام اعضاء من عدة دول عربية. وقالت زوجته ميسر ابو علي quot;انا لست عضو مؤتمر، ولكن لدي بطاقة تؤهلني الدخول لقاعة المؤتمر، وبالتالي ساعمل بكل قوتي لايصال رسالة ديفيس ونجاحه في عضوية المجلس الثوريquot;.

إلى ذلك صادق المؤتمر مساء السبت على البرنامج السياسي للحركة الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبكل الاشكال، حسب ما جاء في بيان. وقال قيادي في حركة فتح رفض ذكر اسمه ان quot;المؤتمر صادق على عدة نقاط اساسية في البرنامج السياسي اهمها حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بكل الاشكالquot;. ومن ناحيتها، نشرت وكالة الانباء الرسمية للسلطة الفلسطينية وحركة فتح النقاط التي صادق عليها المؤتمر.

وأوضح البيان quot;ان حركة فتح تتمسك بكونها حركة تحرر وطني تهدف الى ازالة ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطينيquot; مؤكدًا ان الحركة quot;هي جزء من حركة التحرر العربية ومن جبهة القوى العالمية الساعية الى حرية واستقلال الشعوبquot;. واضاف quot;تؤكد حركة فتح ان تناقضها الاساسي هو مع الاحتلال الاسرائيلي وان اي تناقضات اخرى هي تناقضات ثانوية تحل بالتواصل والحوارquot;.

ولم يستبعد البيان القيام بخطوات اخرى للدفاع عن الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية. وأوضحت حركة فتح في بيانها quot;نؤكد على الإحتفاظ بالحق في استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية والقرار الوطني الفلسطيني المستقلquot;. ولم يذكر البيان هذه الوسائل وذلك في اشارة لمحاولة فتح استعادة السيطرة على قطاع غزة من حركة حماس التي تسيطر عليه منذ حزيران/يونيو عام 2007.

وأوضح البيان ان quot;حركة فتح ستبقى كما كانت وفية للشهداء وتضحياتهم وتناضل من اجل حرية الأسرى وتؤكد على تمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني المتعلقة بالارض والقدس وتحريرهما والاستيطان وإزالته واللاجئين وعودتهمquot;.

وشدد البيان على quot;التمسك بخيار السلامquot; لكنه اوضح quot;انه على الرغم من تمسكنا بخيار السلام العادل وسعينا من اجل انجازه، فإننا لن نسقط أيًا من خيارتنا وإننا نؤمن بان المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتليهاquot;. واضاف quot;يعتبر هذا الإعلان جزءًا لا يتجزأ من البرنامج السياسي الصادر عن المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتحquot;.

وكان المشاركون في المؤتمر العام السادس لفتح انتخبوا السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسًا للحركة. وقال عباس في كلمة بعد انتخابه إن quot;هذا المؤتمر يجب ان يكون انطلاقة جديدة لحركة فتحquot;. وأضاف أن quot;الامانة صعبة والمسؤولية صعبة لكن قدر لنا جميعًا ان نتحمل المسؤولية (...) والمسؤولية أن كانت علي وحدي فلن اتحملها، المسؤولية علينا جميعًاquot;. وتعهد عباس عقب انتخابه بتحرير الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية.

إسرائيل تهاجم البرنامج السياسي لفتح

وحمل سياسيون اسرائيليون بعنف اليوم الاحد على البرنامج السياسي الذي اقرته حركة فتح امس خلال مؤتمرها العام السادس ويؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبكل الاشكال. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي العمالي ايهود باراك لصحافيين الاحد ان quot;مؤتمر فتح مخيب للآمال وغير مشجع لانه في الشرق الاوسط ليس هناك وسيلة اخرى سوى الجلوس لابرام اتفاق حول برنامج سلامquot;.

من جهته، قال وزير الاعلام الاسرائيلي يولي ادلستاين الذي ينتمي الى حزب الليكود اليميني quot;حسبما رأينا في برنامجها فتح ليست اقل تطرفا من حماس وهذا مقلق لانه يضر بامكانية تسوية مع قيادة السلطة الفلسطينيةquot;. وصادق المؤتمر العام السادس لحركة فتح مساء السبت على البرنامج السياسي للحركة الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبكل الاشكال، حسب ما جاء في بيان.

من جهة أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم ان الإنسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة قبل أربع سنوات كان خطأ ولن يتكرر. وقال نتانياهو في بدء جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ان quot;الانسحاب من قطاع غزة لم يجلب لنا السلام ولا الامن. تحول هذا القطاع الى قاعدة تسيطر عليها حماس الموالية لايران، ولن نرتكب مجددا مثل هذا الخطأquot;.

وتابع quot;لن نعمد مجددا الى اجلاء سكانquot; في اشارة الى المستوطنين الذين قد يتم اجلاؤهم من الضفة الغربية المحتلة في اطار اتفاق دائم مع الفلسطينيين. وقال نتانياهو بحسب ما نقلت عنه الاذاعة الاسرائيلية العامة quot;نريد اتفاقا يعترف بان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وينص على ترتيبات تضمن امنناquot;. وانسحبت القوات الاسرائيلية في ايلول/سبتمبر 2005 من طرف واحد من قطاع غزة بعد احتلال دام 38 عامًا عملاً بخطة وضعها رئيس الوزراء انذاك ارييل شارون. وبموجب هذه الخطة تم اجلاء حوالى ثمانية الاف مستوطن من القطاع.