محمد حميدة من القاهرة: قبل وصول الصيادين المصريين إلى موطنهم واثناء إبحارهم من الصومال الى مدينة دمياط، تضاربت الأنباء وتعددت السيناريوهات بشأن عملية تحريرهم من قبضة القراصنة الصوماليين الذين احتجزوهم منذ شهر ابريل/نيسان الماضي، في وقت حاولت فيه جهات رسمية البحث لها عن دور ونسبت الأمر إلى نفسها.

وعلى الرغم من أن الرواية الصحيحة من المنتظر ان تجلو عقب وصول الصيادين اليوم، وان وزارة الخارجية المصرية شددت في بيان لها أنها اجرت quot;اتصالات ناجحة مع العشائر الصومالية التي ساهمت في تمكنهم من كسر احتجازهمquot;، الا ان السيناريوهات الواردة حتى الان تنفي دور الخارجية المصريةفي عملية اطلاق السراح، او حتى المفاوضات او المساهمة بجزء من الاموال، حسبما قال احد اقارب الصيادين من بلدته ببرج العرب فى دمياط في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot;.

واذا كانت الانباء الاولية التي وردت من خلال وقوع الحادث، اشارت الى ان الصياديين المصريين وعددهم 43 حرروا انفسهم بانفسهم من قبضة القراصنة فى معركة قصيرة، استخدمت فيها معدات الصيد وادوات بسيطة، اثناء انشغال القراصنة، وقتلوا اثنين منهم قبل ان يفروا بالمركب الى السواحل اليمينية فى اتجاه عدن، الا ان عددًا من السيناريوهات استجدت خلال رحلة المركبين quot;ممتاز واحد quot; وquot;احمد سمارة quot; في إتجاه السواحل المصرية وعلى متنه الصيادين.

والرواية الشائعة في عزبة البرج، موطن الصيادين، حسبما اضاف المصدر المقرب إلى quot;ايلافquot;، ان مالكي السفينتين المذكورتين سافرا الى الصومال واتفقا مع القراصنة عبر وسطاء يمنيين لدفع مبلغ 400 ألف دولار، ولأن المبلغ ليس متوفرًا بشكل كامل فدفعوا 150 ألف دولار في إطار عملية لخداع للقراصنة، وتم الاتفاق مع مجموعة أخرى من القراصنة الصوماليين المنافسين لمختطفي السفينتين المصريتين على عملية تحرير الصيادين، بموجب الاتفاق صاحب القراصنة الجدد مالك السفينة quot;ممتاز واحدquot; الشيخ حسن خليل إلى السفينة وباغتوا منافسيهم الخاطفين، وحرروا الصيادين.

وهناك رواية اخرى تقول ان الشيخ حسن خليل اتفق مع مجموعة من المسلحين الصوماليون، من قرية القراصنة ايضًا، على انهاء الموضوع نظير المبلغ الذي يتوفر لديه، ووافق هؤلاء وحملوا الاسلحة وتوجهوا مع عدد من خفر السواحل اليمنية الى مكان احتجاز المركبين، وحصل تبادل لاطلاق النار بين الجانبين نتج عنه وقوع عدد من القتلى بين القراصنة قدرت الانباء عددهم بـ 7، وجدت جثثهم طافية فوق سطح المياه وحمل القراصنة الخاطفون مسؤولية ذلك على المصريين الذين فروا بالسفينتين بعد حدوث اطلاق النار.

ورواية ثالثة حسبما قال مصدر مسؤول لـquot;ايلافquot;، ان خلافًا حادًا ثار بين مجموعتي القراصنة المسيطرتين على السفينتين، بسبب قبول عدد منهم العرض الذي تقدم به صاحب مركب الصيد المختطف quot;ممتاز واحدquot;، بتخفيض الفدية إلى 400 ألف دولار بعد أن كانت 800 ألف دولار، بينما رفضه آخرون. وتطور إلى تبادل لإطلاق النار، فاستغل المسلحون والصيادون المصريون الفرصة وفروا بالسفينتين بعد مناوشات وتبادل لإطلاق النار مع القراصنة، وما إن دخلت السفينتان إلى المياه الإقليمية اليمنية حتى أحاطت بهما طائرتين مروحيتين حامتا على مدى منخفض من السفينتين لحمايتهما.

وتردد فى رواية رابعة ان صاحب المركب quot;ممتاز واحدquot; تظاهر بدفع مبلغ 200 الف دولار للقراصنة لصرف انتباهم عن خطة هجومية مباغتة قام بها المسلحون مع المجموعة اليمنية وكانت بتدبير وتسهيل وتنسيق من جهة سيادية مصرية فضلت الا تكون فى الصورة لتضليل القراصنة والحفاظ على ارواح الصيادين.

وتضاربت الأنباء بخصوص عدد الأسرى وفي الوقت الذي أكدت فيه أنباء احتجاز 4 قراصنة، أشارت أنباء واردة على لسان الصيادين أنفسهم عبر اتصالات هاتفية معهم انهم اسروا 8 قراصنة، وأنباء أخرى قالت 9 قراصنة، وبينما قالت أنباء ان عدد القتلى اثنين الا ان القراصنة الصوماليين قالوا أنهم وجدوا 7 جثث طافية لزملائهم

وجرى اختطاف مركبي الصيد المصريين بينما كانا في رحلة صيد اعتيادية في العاشر من شهر أبريل الماضي بدعوى قيامهما بالصيد بطريقة غير مشروعة قبالة السواحل الصومالية، وعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية لم تتمكن السلطات المختصة في إقليم البونت لاند الذي يتمتع منذ عام 1998 بالحكم الذاتي شمال شرق الصومال من التدخل لإقناع الخاطفين بالإفراج عن المركبين وطاقميهما.

في المقابل طلب القراصنة مبلغ مليوني دولار أميركي لإنهاء عملية احتجاز المركبين، لكن جرى الاتفاق علي تخفيضهما إلى نحو 800 ألف دولار أميركي بعد سلسلة من المفاوضات التي قادها مالك المركب laquo;ممتاز واحدraquo; عبر وسطاء يمنيين وصوماليين.

جدير بالذكر أن أكثر من سفينة شحن مصرية قد تعرضت للخطف من قبل القراصنة، وكان آخرها سفينة الشحن المصرية laquo;بلو ستارraquo;، والتي كانت تحمل على متنها طاقمًا من 28 شخصًا، وأفرج عنها، إلى جانب سفينة أخرى تحمل على متنها 25 شخصًا اختطفت في سبتمبر/أيلول الماضي وتم الإفراج عنها بعد ثلاثة أسابيع.