واشنطن: قال معلقون سياسيون ودبلوماسيون إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يتبع اليوم استراتيجية يحاول فيها تدعيم قوته عبر إحاطة نفسه بالموالين له في طهران فيما يبدو أنه يوجّه بعض الإشارات إلى المجتمع الدولي بأنه على استعداد للتخاطب بشأن مسألة بلاده النووية . وقرأ المجتمع الدولي تعيين نجاد لعلي أكبر صالحي في منصبي نائب رئيس الدولة، ورئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية على انه محاولة من نجاد لتدعيم الحكومة بالموالين له، فصالحي يعتبر من الفيزيائين الموثوقين جداً لديه. ورحّب الوسطان الدبلوماسي والعلمي في العالم بصالحي معتبرين أن تعيينه يؤشر ربما إلى سياسة نووية إيرانية أقل عقائدية وأكثر براغماتية.

ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركيةquot; عن الدبلوماسيين إشارتهم إلى دلالات عدة ظهرت مؤخراً على أن طهران قد تكون على جهوزية تامة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. ولفتوا إلى ان تطوراً آخر ظهر مؤخراً وهو قرار الرئيس الإيراني بإبقاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في منصبه من دون تسليم ذلك المنصب إلى حليف محافظ أكثر من متكي. وأفاد خبراء بأن الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قد يكونا احتسبا أن حل المسألة النووية يمكن أن يحل مشكلة الوضع الاقتصادي الإيراني المضطرب عبر إلغاء العقوبات الجديدة وربما إلغاء القديمة أيضاً ، وبالتالي فإن ذلك سيكسب الزعيمين الإيرانيين مصداقية أكبر لتحقيقهما هدفاً سياسياً هاماً.

واعتبر خبراء آخرون أن كل تلك الافكار هي مجرد آمال، فالأزمة السياسية الحادة التي شهدتها إيران تسببت بشلل لا سابق له وصراع على أن الرئيس نجاد لن يقدر على تحقيق سياسة متماسكة في ظل حكومة منقسمة بشكل مرير. وقالت quot;نيويورك تايمزquot; إن غالبية الخبراء اعتبروا ان الاضطرابات التي حصلت في طهران بعيد الانتخابات الرئاسية سوف تنتقل إلى داخل مؤسسات السلطة ،ربما لتقييد قدرة نجاد على المناورة. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين الذي أمضى سنوات في إيران وبات أكثر يأساً حول المستقبل السياسي فيها quot;إنه يرى بارقة أملquot;، وأضاف quot; يبدو أنه وفي الأيام القليلة الماضية أظهر الإيرانيون تعاوناً مفاجئاً مع quot;الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;quot;.

وقال دبلوماسيون ان طهران سمحت الأسبوع الماضي لمفتشي الوكالة الدولية بزيارة موقع مفاعل آراك بعد سنة على منعهم من ذلك. وصرّح ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطاني هذا الأسبوع أن إيران يمكن ان تقبل quot;بإجراء محادثات من دون شروط مسبقةquot; وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس إن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا ستجتمع في الثاني من أيلول المقبل لمناقشة البرنامج النووي الإيراني. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا أعطتا طهران مهلة حتى نهاية أيلول كي تردّ على المطالب الاخيرة وإلا فإنها، أي إيران، سوف تخضع لعقوبات جديدة.