عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: في تطور جديد للعلاقة المتأزمة بين بغداد ودمشق دخل الرئيس السوري بشار السد على خط التصريحات التصعيدية الاثنين بوصفه اتهامات بغداد لدمشق بتورطها بدعم إرهابيين بينهم المتهمون بتفجيرات ما بات يوصف بالأربعاء الدامي في التاسع عشر من شهر آب بغير الاخلاقية. وزادت تصريحات الأسد من تشدد الحكومة العراقية في طلبها فتح تحقيق دولي من قبل مجلس الأمن حيث رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مقترحا تقدم به وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الذي يقوم بجهود وساطة بين البلدين يقضي بتخلي بغداد عن المطالبة بالتحقيق الدولي، وعرض تشكيل لجنة ثلاثية بين بغداد ودمشق وأنقرة للتحقيق في اتهامات بغداد وهو ما رفض أيضا من قبل العراقيين.

وأبدى أوغلو بعد اجتماعه في دمشق الأسد الإثنين، تفاؤله بحل الخلاف بين دمشق وبغداد من دون تصعيد. وقال أوغلو للصحفيين بعد لقائه الأسد quot; أنا متفائل بأننا سنحل هذه المسألة دون تصعيد وبالطبع اذا توافرت النوايا الحسنة ،ونحن نعلم أن كلا الطرفين لديه نوايا حسنة وإرادة سياسية قوية فكل المسائل سوف تحل بسهولة quot;. وأضاف quot;سوف أبقى على اتصال بالجانب العراقي بعد المشاورات هنا في دمشق وسوف نعمل مع بعضنا بشكل ثنائي وثلاثي quot;.

وكان الرئيس الأسد صرح في وقت سابق اليوم بأن الاتهامات ضد دعم بلاده للارهاب في العراق بأنها quot;اتهامات غير اخلاقية وأن سورية تحتضن نحو مليون و200 ألف عراقي على أراضيها، مبينا بأنها اتهامات سياسية، إذ توجد دول في المنطقة تدعم الارهاب نفسه quot; حسب وصفه.

واشترط المالكي خلال لقائه الوزير التركي أحمد داوود أوغلو تسليم المطلوبين الرئيسين من البعثيين المتهمين بالوقوف وراء تفجيرات الأربعاء قبل إعادة العلاقات مع دمشق التي قال إن نحو 90 بالمائة من المسلحين العرب يدخلون إلى العراق عبر أراضيها.

وأكد المالكي أن quot;موقف العراق هو المضي بمطالبة الأمم المتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم البشعة التي استهدفت أمن واستقرار العراق وسلامة شعبه وأودت بحياة العديد من الأبرياء.quot;

وقد عرض التلفزيون العراقي الاسبوع الماضي اعترافات رجل وصف بأنه المسؤول عن تفجير الشاحنة التي استهدفت وزارة المالية حيث بين في اعترافاته أن القيادي في حزب البعث المنحل محمد يونس الأحمد وصطام فرحان أمراه من دمشق بتسهيل وصول الشاحنة من محافظة ديالى شرق بغداد لتفجيرها قرب وزارة المالية. وقد رد حزب البعث جناح يونس الاحمد نافياً الاتهامات العراقية.

ورغم تبني تنظيم القاعدة في العراق quot; دولة العراق الاسلاميةquot; التفجيرات، إلا ان بغداد تصر على أن لديها ادلة تثبت تورط ما تصفه بالتحالف البعثي التكفيري ( في اشارة لحزب البعث وتنظيم القاعدة) في تفجيرات يوم الأربعاء.

وضمن لغة التصعيد بين البلدين الجارين عرض الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي الاحد اعترافات متهم سعودي الجنسية قال إنه تدرب في سورية في معسكر في محافظة اللاذقية على أيدي ضباط مخابرات سوريين.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم طالب الاحد بفتح تحقيق دولي لجميع الجرائم التي ارتكبت في العراق منذ عام 2003. وهي دعوة رد عليها نواب عراقيون بانها دعوة غايتها خلط الاوراق، مبينين عدم أحقية غير العراقيين بالمطالبة بفتح تحقيق دولي في العراق.

لكن جبهة التوافق العراقية طالبت بعد تصريحات المعلم بفتح تحقيق في جميع الجرائم لكشف جميع الدول والاحزاب المتورطة في العراق.

ويتهم ساسة عراقيون جميع دول الجوار العراقي بالتورط في العمليات الارهابية في العراق، وكانت الجارة الشرقية إيران توجه لها الاتهامات دائما بدعم الارهابيين متهمين اطرافا في الحكومة العراقية بالتغطية على التورط الإيراني.

وقد رد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي صادق الركابي على تصريحات الأسد بأن الحكومة العراقية تأسف لتصريحات الاسد وان قتل العراقيين هو العمل غير الاخلاقي

وطالب المالكي دمشق بطرد من أسماهم بالبعثيين والتكفيريين الذين يتخذون من سوريا قاعدة لشن هجماتهم داخل العراق. مؤكداً أن يقوم quot;الجانب السوري بتسليم المطلوبين الرئيسين في هذه الجريمة - محمد يونس الأحمد وسطام فرحان - وبقية المطلوبين الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض بواسطة الشرطة الدولية الانتربول، وإخراج الإرهابيين والبعثيين والتكفيريين الذين يتخذون من الأراضي السورية مقرا ومنطلقا للقيام بأعمال إجرامية داخل العراق.quot;

ويقول المسؤولون العراقيون إنهم سلموا ضيفهم التركي أدلة تثبت صحة اتهاماتهم لدمشق.