إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحت عنوان quot;لما ينبغي على أوباما أن يتعلم حب القنبلة النووية ؟quot; تكتب مجلة quot;النيوزويكquot; الأميركية تقريرا ً مطولا ً عن جدوى القنبلة النووية ولهث بعض الدول وراء امتلاك خبرات التكنولوجيا النووية من منظور السياسية الأميركية وفي إطار ما يبذله الآن الرئيس الأميركي باراك أوباما - شأنه شأن سابقيه - من جهود لتخليص العالم من شرور quot;النوويquot;، ويتجلى ذلك بوضوح في محاولاته ومعه غيره من قادة العالم في سبيل إجبار إيران على التخلي عن طموحاتها النووية. المثير في هذا التقرير هو المعنى الذي أكدت عليه المجلة بأن مثل هذه المساعي التي تبذلها واشنطن لتخليص العالم من النووي تعتبر quot;خطأ فادحquot; !! - وهنا، توّضح المجلة وجهة نظرها بالإشارة إلى تلك الدراسات البحثية المتزايدة التي تؤكد على أنّ الأسلحة النووية قد لا تجعل العالم في حقيقة الأمر أكثر خطوة، كما يفترض أوباما وغيره كثيرين.

فتشير إلى أن مثل هذه الأبحاث ترى أنّ القنبلة النوويّة قد تجعلنا نشعُر بقدر أكبر من الأمان في واقع الأمر. وهي الفكرة التي تبدو خاطئة بصورة واضحة، في تلك الحُقبة التي تتواجد بها دولا ً مارقة وإرهابيين عابرين للحدود، ولم يتقبلها إلا عدد قليل من الساسة وصناع القرار. وهو ما اعتبرته المجلة نوع من أنواع الخطأ، مشيرة ً في الوقت ذاته إلى أن معرفة الحقيقة الخاصة بالقنابل النووية سيكون لها تأثير كبير على السياسة الحكومية. وتنوه إلى أنّ الحملة النموذجية التي يقوم بها أوباما لمناهضة السلاح النووي ndash; إنطلاقا ً من الطابع العملي للإدارة الأميركية - لن تصل على الأرجح ( لأبعد مما ناضل من أجله الرؤساء السابقين وفشلوا فيه ). كما شددت المجلة على أنّ هناك المزيد من التدابير الهامة التي يُمكن للولايات المتحدة - وينبغي عليها - أن تُنفِذها لجعل العالم الحقيقي أكثر أمانا ً، وأنه لا يمكن إنكار تلك التدابير باسم عالم مثالي حالم خال من السلاح النووي.

وتمضي المجلة في سياق حديثها لتشير في محور آخر إلى تلك الفرضية التي تقول إنّ quot;السلاح النووي قد يكون عامل سلام أو دمار استنادا ً على ملاحظتين بسيطتينquot;: أولهما، أن الأسلحة النووية لم تستخدم منذ العام 1945، والثاني، هو عدم نشوب حربا ً نووية، أو حتى غير نووية، بين دولتين تمتلك تلك الأسلحة. ثم تسهب المجلة في تناول الموضوع، منوهة ً إلى انعقاد مجلس الأمن في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر / أيلول الجاري بنيويورك لمناقشة سبل تخليص العالم من الأسلحة النووية. كما أكدت المجلة على أن تلك القمة التي سيحضرها الرئيس باراك أوباما وإلى جانبه 14 آخرين من قادة العالم، ستكون أحدث خطوات الإدارة الحالية في حملتها التي ترمي إلى القضاء على الأسلحة النووية، من خلال منع إيران من امتلاك القنبلة النووية والعمل في الوقت ذاته على إبعاد الأسلحة عن أيدي كوريا الشمالية.

وفي هذا الشأن، تنقل المجلة عن كينيث والتز، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد بجامعة كاليفورنيا في بيركلي ، قوله :quot; لدينا الآن 64 عاما ً من الخبرة منذ انفجار هيروشيما. ومن الملفت للنظر، وعلى عكس السوابق التاريخية كافة، أنه لم تنشب خلال تلك الفترة الطويلة أي حرب بين الدول النووية quot;. ولفهم أسباب حدوث ذلك، وكذلك الأسباب التي تضمن استمرار الأمور على حالها خلال الـ 64 عاماً المقبلة أيضا ً، تقول المجلة إننا بحاجة للبدء أولا ً في إدراك أن جميع الدول تسير وفق سياسة عقلانية على المستوى الأساسي. وتشير إلى أن المشكلة التي كانت تحدث عند نشوب الحروب هي ذات صبغة تاريخية، فغالبا ً ما كان يلجأ قادة الدول لتنفيذ المقامرة الخاطئة، كما كانوا يقللون من شأن الطرف الآخر ndash; وفي النهاية يدفع الثمن الملايين من الأبرياء.