أعلن أحد قياديي الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك شرق أوكرانيا عن تشكيل quot;حكومة موقتة لجمهورية دونباسquot;. في وقت أكدت الأجهزة الأوكرانية أن نحو ستين quot;رهينةquot; محتجزون في المقر المحلي لهذه الأجهزة في لوغانسك.


دونيتسك: قال تشيرنياكوف quot;شكلنا حكومة موقتة في دونيتسكquot; عاصمة منطقة دونباس، مشيرًا الى ما اعلنه الناشطون الموالون لروسيا بعد احتلالهم مبنى الادارة المحلية في دونيتسك الاحد لجهة اولوية الدعوة إلى اجراء استفتاء قبل 11 ايار/مايو حول ضم المنطقة الى روسيا.

واوضح تشيرنياكوف في حديث الى وكالة فرانس برس ان موعد الاستفتاء والاسئلة التي سيتضمنها سيتم تحديدها بالتنسيق مع مجموعات اخرى موالية لروسيا في المنطقة، في خاركيف ولوغانسك تحديدًا.

واكد القيادي ان مجموعات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا ستسيطر على الطرق في المنطقة وعلى المطار ومحطات القطار quot;من اجل ضمان النظامquot;. ونقل صحافي في فرانس برس الثلاثاء ان الموالين لروسيا لا يسيطرون سوى على مبنى الادارة العامة المحلية في دونيتسك.

وقدم تشيرنياكوف (33 عامًا) نفسه على انه مسؤول سابق في مجموعات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا في دونيتسك.

وفيما اعلنت السلطات الموالية لاوروبا في كييف الثلاثاء ان المتظاهرين، الذين يعتدون على المباني العامة سيعاملون كـquot;ارهابيين ومجرمينquot;، يعمل هؤلاء على تعزيز المتاريس حول مقر الادارة المحلية.

وقال دنيس، وهو شاب ملثم في العشرين من عمره، وفي يده عصا لعبة البيسبول، quot;نخشى اعتداء من قوات مكافحة الشغبquot;.

احتجاز ستين رهينة
هذا واعلنت الاجهزة الامنية الاوكرانية (اس بي يو) الثلاثاء ان نحو ستين quot;رهينةquot; محتجزون في المقر المحلي لهذه الاجهزة في لوغانسك في شرق اوكرانيا، الذي يحتله منذ الاحد انفصاليون موالون لموسكو. واورد بيان نشرته الاجهزة الامنية الاوكرانية على موقعها الالكتروني ان quot;الانفصاليين، تحت تهديد السلاح والمتفجرات، يمنعون ستين شخصًا من مغادرة المكان والعودة الى منازلهمquot;، منددة بـquot;وسائل يستخدمها ارهابيونquot;.

واكدت ان quot;المهاجمين فخخوا المكانquot;، واعلنت الاجهزة الاوكرانية انها تبذل ما في وسعها quot;ليفرج المهاجمون عن الرهائن ويسلموا اسلحتهمquot;. وهي المرة الاولى التي تتحدث الاجهزة الامنية الاوكرانية عن احتجاز رهائن في مقرها في لوغانسك منذ ان احتله الاحد موالون لروسيا. وتعذر تأكيد هذه المعلومات لدى مصادر اخرى.

واشنطن قد تعيد النظر بوجودها العسكري في أوروبا
على صعيد آخر اعلن مسؤول كبير في البنتاغون الثلاثاء ان التحركات العسكرية لروسيا في القرم يمكن ان تؤدي الى اعادة نظر في الوجود العسكري الاميركي في اوروبا الذي واصل تراجعه منذ انتهاء الحرب الباردة. وقال ديريك شوليه المكلف شؤون الامن الدولي في البنتاغون ان quot;التحركات (الروسية) في اوروبا واوراسيا يمكن ان تدفع الولايات المتحدة الى اعادة النظر بانتشارها العسكري واحتياجاتها في مجال الانتشار المستقبلي والتدريبات والتمارين في المنطقةquot;.

واوضح امام نواب لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان واشنطن quot;لا تسعى الى المواجهةquot; مع موسكو. وينتشر حاليا نحو 67 الف عسكري اميركي في القارة الاوروبية، وخصوصا في المانيا (40 الف رجل)، وايطاليا (11 الفا) وبريطانيا (9500). وكان عددهم 285 الفا في نهاية 1991 حين انهار الاتحاد السوفياتي.

ولم يوضح المسؤول الاميركي ما يمكن ان تعنيه اعادة النظر في الانتشار العسكري، فيما يواجه البنتاغون قيودا في الموازنة ويسعى الى اعادة نشر قسم من امكاناته في منطقة آسيا-المحيط الهادئ في اطار استراتيجيته الجديدة. وفي معرض حديثه عن quot;التدخل العسكري غير المشروع لروسيا في اوكرانياquot;، اعتبر شوليه ان هذا التحرك quot;يغير الخريطة الامنية في اوروباquot; ويتسبب بزعزعة استقرار على حدود حلف شمال الاطلسي.

ولطمأنة دول اوروبا الشرقية الاعضاء في حلف الاطلسي، نشرت واشنطن ست مقاتلات من نوع اف-15 كتعزيزات في دول البلطيق و12 اف-16 وثلاث طائرات نقل في بولندا. كما ستصل المدمرة قاذفة الصواريخ quot;يو اس اس دونالد كوكquot; الى البحر الاسود في الايام المقبلة.

من جهة اخرى اعتبر مسؤول البنتاغون ان السيطرة على مبان للادارة المحلية في دونيتسك وخاركيف في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية quot;تثير القلقquot; لا سيما وانها quot;ليست تظاهرات عفويةquot;. وحذر من ان اي تدخل روسي في شرق اوكرانيا quot;سيشكل بوضوح تصعيدا خطيرا جدا للازمةquot;. من جانب آخر قال في افادته الخطية ان ضغوط موسكو لا تنحصر باوكرانيا، وهي فقرة لم يتلُها امام النواب. واوضح ان quot;مولدافيا على سبيل المثال لديها قوات روسية على اراضيها، ونظريا هي قوات حفظ السلام، لكنها في الواقع تدعم منطقة ترانسدنستريا الانفصاليةquot;.

هولاند: لتفادي أي خطوة من شأنها تأجيج التوتر
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الى quot;تفادي اي خطوة مباشرة او غير مباشرة، من شأنها تأجيج التوترquot; في اوكرانيا، بحسب بيان صادر من قصر الاليزيه. وخلال لقائه الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، اكد الرئيس الفرنسي انشغاله بالوضع في اوكرانيا، quot;مشددا على ضرورة تفادي اي خطوة مباشرة او غير مباشرة من شأنها تأجيج التوتراتquot;، وفق البيان.

من جهته قال راسموسن بعد اللقاء ان quot;موقفنا واضح: التصرفات الروسية في اوكرانيا غير قانونية وغير شرعية، وقد طلبنا من الروس الانسحابquot;. واضاف quot;نحن لا نناقش الخيار العسكري، ولكن اذا تدخلت روسيا اكثر في اوكرانيا، سأبحث العقوبات الاقتصاديةquot; ضد موسكو.

في هذا الصدد، اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء روسيا بارسال quot;عملاء وعناصر استفزازيةquot; الى شرق اوكرانيا quot;لاثارة الفوضىquot;. ووفقا للرئاسة الفرنسية، فان الرجلين بحثا ايضا الوضع في افغانستان. واشاد هولاند quot;بالشجاعة والعزم الديموقراطيين اللذين برهنهما الشعب الافغاني خلال الانتخابات الرئاسية في الخامس من نيسان/ابريل، فضلًا عن دور قوات الامن الافغانية التي ضمنت سلامة عملية الاقتراعquot;.

وتابع هولاند ان quot;القمة المقبلة للحلف الاطلسي (المفترض عقدها في ايلول/سبتمبر في بريطانيا) ستشكل فرصة مناسبة لوضع جدول حول وجود قواته (الحلف) في افغانستانquot; والتطرق الى الآفاق المستقبلية بعد 2014. وذكر الرئيس الفرنسي بـquot;التزام فرنسا الكامل الى جانب الحلف الاطلسيquot;. كما شدد على quot;اهمية تطوير التعاون بين الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي وضرورة تعزيز فعالية المنظمة في مواجهة التحديات الجديدة في الدفاع المشترك من اجل السماح بتقاسم افضل للعبء، حتى بين الاوروبيينquot;.