براءة الأيوبي: العمل الخيري يحتاج لتضافر جميع الجهود

بهية مارديني من دمشق: أكدت براءة الأيوبي مديرة دار الرحمة لرعاية اليتيمات إن العمل الخيري يحتاج إلى تضافر جميع الجهود. وحول الدار التي زارت quot;إيلافquot; مبناها في منطقة ركن الدين بدمشق، قالت الأيوبي إن دار اليتيمات تابعة لجمعية الأنصار الخيرية، وهي تضم 156 بنتا، ولا مجال لاستقبال فتيات أخريات، واعتبرت ان ما جمع البنات هو اليتم والفقر معا، وأشارت إلى ان الموجودات من سن 3 سنوات الى سن 17 سنوات، والدار عبارة عن 11 شقة اضافة الى صالات ومكاتب، و كل شقة فيها من 14 الى 16 بنت تقوم الدار على رعايتهن الصحية والتربوية والجسدية والتعليمية، وقالت ان هناك لكل شقة خالة وأم، الخالة متواجدة 8 ساعات بينما الأم (البديلة) موجودة باستمرار تقوم على الاهتمام والرعاية بالفتيات دراسيا واجتماعيا. وأضافت ان كانت العائلة الحقيقية تريد ان ترى البنات وتطمئن عليهن فيمكن للعائلة ذلك عبر الهاتف او عبر الزيارة، وأكدت ان تواصلْ الأهل غالبا ما يتم عبر الهاتف كما يمكن ان يتم اخذ البنات في نهاية الاسبوع.

وحول ما ينقص الدار قالت ينقصنا المواصلات وأماكن اكبر و أوسع لعيش البنات، وأماكن نستطيع ان نصطحب البنات اليها للنزهة عبر وسائل مواصلات مخصصة لنا، إضافة الى عمل استثماري يفيد البنات ويكون بمثابة ريع للدار.

وقالت ان التبرعات والكفالات أحيانا لا تكفي اذ لا يوجد تغطية كاملة للمصاريف وجمعية الأنصار الخيرية هي التي تدعم الدار وتسدد مصاريفها.

وطالبتنا ان نقابل البنات وان نجول في أنحاء مبنى الدار التي قمنا بتصويرها، وقالت عندما تلتقين البنات لن تجدين علائم الفقر او اليتم او الاضطهاد.

استقبلتنا البنات في احد شقق الدار بالأناشيد والأغاني، وغنوا أناشيد تشيد بالرئيس السوري بشار الأسد وتدعو له.

زرنا احدى الشقق بعد ان غادرنا مكتب المديرة و كانت الشقة تبدو أنها مخصصة لزيارة الضيوف كشقة نموذجية، كانت الشقة عبارة عن جناحين للنوم جناح للصغيرات وجناح للفتيات الأكبر سنا، وجناح للجلوس ومطبخ فيها ثلاجة مليئة بالطعام والعصائر، ووشوشت إحدى الطفلات الصغيرات المديرة، وقالت لها انها ذهبت للطبيبة، وأشارت لها الى الدواء، فكان مقوي عام وفيتامينات، وكانت الصالات تتزين بأشغال الفتيات اليدوية، كما قابلنا بعض الأمهات البديلات والخالات وبعض الموظفات، وكان يبدو بشكل عام على البنات علائم الذكاء وكان بينهن شقيقات الا انه لا يمكنك خلال مقابلة البنات ان تمنع دموعك حزنا عليهن بينما تتساءل كيف يمكن لعوائلهن ان يرميهن في الدار رغم الفقر واليتم، الا أنهن لاشك أوفر حظا من بنات كان يمكن ان يكون مصيرهم الشارع لو لم يجدن مكانا يطعمهن ويأويهن.