فينوس فائق من لاهاي: رغم إجراء التعديل على قانون الإنتخابات في العراق، و رغم عدم إجراء الإنتخابات البرلمانية في كردستان العراق و تأجيلها شهران و نصف، إلا أن قراراً من المفوضية العليا للإنتخابات في العراق حرم الأكراد المقيمون خارج الإقليم من التصويت، رغم أن قانون التصويت خارج بلدانهم يسري في تجارب غالبية الدول في العالم، و آخرها في الإنتخابات الإيرانية حيث تمكن الإيرانيون المقيمون حتى داخل إقليم كردستان من ممارسة حقهم في التصويت لقوائمهم..
مشاركة المقيمين خارج إقليم كردستان في التصويت الإنتخابات المزمع إجراءها في الخامس و العشرين من تموز القادم كانت موضع جدل و إستياء من قبل الكورد المقيمون في الخارج، و رغم أنه كان للناخب الكردي جضوراً فعالاً أثناء التجربتين العراقية خارج العراق..
و في تصريح سابق للدكتور أسامة عبدالمجيد لوسائل الإعلام: تمت دراسة هذا الموضوع بدقة لكن ثمة مشاكل مالية واخرى فنية تحول دون مشاركة هؤلاء وسوف تعمل المفوضية من اجل مشاركة هؤلاء في الدورات القادمة. هذا يعني أن العائق مادي، و في بلد غني مثل العراق.. حول هذا الموضوع أبدى الكثير من المواطنين الكرد المقيمين في الخارج..

هاوڕێ باخهzwnj;وان
كاتب و باحث مقيم في هولندا حول حرمان الجالية الكردية من التصويت و المشاركة في الإناخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق يقول: كان بإمكان الإدارة السياسية الكوردية أن تؤمن للكرد المقيمين خارج الإقليم ذلك الحق من خلال الضغط على المفوضية العليا للإنتخابات، ففي الإنتخابات العراقية تمكن الكرد من ممارسة حقهم الشرعي في المشاركة في التصويت، مثلما تم وضع أربعة صناديق إقتراع الشهر المنصرم في كل من مدن السليمانية، أربيل و سوران و مناطق أخرى، جيث تمكن الإيرانيون المقيمون من المشاركة في الإنتخابات الإيرانية بالتصويت لمرشحيهم..

و يقول باخوان، رغم أن فتح صناديق الإقتراع يحتاج إلى إمكانيات لوجستية و ليس من السهل تأمينها، لكن بدون شك كان بالإمكان وإنشاء مواقع ألكترونية خاصة، على غرار ما يتبع في أوروبا.
بتقديري أنه لم يكن من مصلحة السلطة الكردية أن يصوت أكراد خارج الإقليم، لأن غالبيتهم غاضبون و متذمرون، وخوفاً من أنهم سيصوتون لقائمة التغيير، حيث أنه و حسب إحصائية غير رسمية فإن 90% من أعضاء الإتحاد الوطني الكردستاني في أوروبا يؤيدون قائمة التغيير و كانوا عازمين على التصويت لصالحها، لذلك فإن تصويت أكراد خارج الإقليم كان سيكون بمثابة ضربة للقائمة الكوردستانية و إنتصار لقائمة التغيير..

علي محمود، مسؤول لجنة هولندا لمنظمة (جاك) لمناهضة أنفلة لكورد الدولية حول حرمان الناخب الكردي المقيم خارج كردستان من التصويت يقول: هذه ليست المرة الأولى التي يجرم الناخب الكردي من ممارسة حقه الشرعي في الإنتخاب، فقد حدث هذا سابقاً، و قد كانت الأصوات التي أدانت قرار الحرمان ضعيفة، لذلك أدعوا من الآن أن نكون في التجارب القادمة أكثر إستعداداً و قبل عملية الإنتخاب بفترة كافية و ليس قبلها بأسابيع أو أيام..

الدكتور كامران، طبيب أخصائي مقيم في هولندا، حول الموضوع قال: في هذه الحالة أشعر بالضعف و الغضب في آن واحد، ضعيف أي لا حول ولا قوة، لأنني لا أستطيع تغيير أي شيء، في الوقت الذي أمتلك الحق في المشاركة في هذه الإنتخابات المهمة جداً لمستقبل بلدي و مستقبل الحكم فيه.. و غاضب لأن هذا القرار يعطيني الإحساس أنني لست كردياً (بالنسبة لهم بطبيعة الحال)، و في الوقت الذي لم أشاهد أحد على شاشة التلفاز لكي يشرح لي لماذا حرمت من هذا الحق.. ينتابني الشعور بالإحباط من اللذين بإسم القانون/الحكومة يتحدثون بإسمي، و يبعدونني عن ممارسة أبسط حقوقي..

برزان هستيار، شاعر كوردي مقيم في ألمانيا

أريد من خلال هذه الوقفة القصيرة و السريعة أن أقول، أن الأسباب التي تحججت بها المفوضية العليا للإنتخبات في العراق لكي تمنع بها الأكراد المقيمون في خارج إقليم كردستان من التصويت في تلك الإنتخابات ليست مقبولة، خصوصاً ما يتعلق بعدم كفاية الوقت و الحاجة إلى الإستعدادات اللوجستية أو قلة الميزانية ما إلى ذلك من أسباب، لأنه كان بالإمكان تدارك الوقت و قلة الميزانية نكتة لا تضحك أحد. يتذكر الكل كيف تمكنوا من توفير كل شيء من أجل أن نكون عراقيين و نشارك في الإنتخابات. ففي الوقت الذي لا أولول لعراقيتي، لكنني أضع اللوم على حكومة الإقليم التي لم تقم بواجبها الحقيقي و لم تسع لتمكين المقيمين خارج الإقليم من المشاركة في تلك الإنتخابات، هذا لغز لم أفمهه لحد الآن..

رغم أنني أعي أن الوقت قد فات على هذا الكلام، غير أنني أعرف تماماً حتى لو كنا قلنا هذا الكلام لما كانت المفوضية ستستمع، ترى ماهو السر؟؟

كوران هةلةبجةيي كاتب و صحفي مقيم في الدانمارك
بتقديري أن عدم إشراك الكرد المقيمين خارج الإقليم في الإنتخابات البرلمانية الكردستانية تقصير كبير، وإذا كانت الميزانية هي الحجة، فهذه حجة ضعيفة، فكان بإمكان حكومة الإقليم تخصيص بعض الملايين من الدولارات لتأمين مشاركة الناخبين الكرد في الخارج. أرى أن السبب هو نتيجة الإنتخابات و ليس الميزانية كما يدعون، فيبدوا أن السلطة الكردية قد أدركت أنه بمشاركة الكرد المقيمين خارج الإقليم في التصويت، لن تكون النتائج لصالحهم، و أن الأصوات ستذهب لقوائم أخرى،و ذلك لأن الناخب المقيم في الخارج يمارس حقه بحرية أكثر في الخارج و لا يتعرض لتلك الضغوط و الممارسات التي يتعرض لها الناخب داخل كوردستان.

هاندةر جمال رفعت ناشط سياسي مقيم في هولندا حول حرمانه من المشاركة في التصويت في الخارج يقول: الإنتماء إلى الأرض و الوطن عند الأكراد المقيمون في المهجر في السابق واضح في مواقفهم خصوصاً أثناء الإنتخابات البرلمانية العراقية، حيث أثبتوا أنهم وطنيون مخلصون، و كان لحضورهم و مشاركتهم التأثير الكبير على العملية السياسية في العراق. و جدير بالذكر هنا أن المشاركة الكردية في المهجر في الإنتخابات البرلمانية العراقية عام 2005 قد ضمنت لهم في الخارج أربعة مقاعد من مجموع المقاعد التي حصلت عليها قائمة الإئتلاف الكردية. و هذه النسبة تقول لنا أن نسبة الكرد في المهجر كبيرة جداً و كان من المفروض مشاركتهم في الإنتخابات.

زانا آلاني، إعلامي كوردي شاب مقيم في هولندا بهذا الصدد يقول: برأيي حرمان الكورد خارج كوردستان من المشاركة في التصويت في الإنتخابات، هو تعبير عن مخاوف سابقة من نتائج الإنتخابات، لأن المجتمع الكردي تربى و تطور في ظل نظام ديمقراطي حر، يقوم على أساس النقد و نقد الذات و تنوع الآراء و إختلاف الألوان، و هذا ما سيؤدي إلى مستقبل مشرق، و هذا يدل على أن هذه الأصوات لم تكن لتذهب إلى قائتمهم، لذلك لم يتحمسوا لإشراك أكراد المهجر الإنتخابات في الخارج.

آراس عبدالقادر كوردي مقيم في الدانمارك، كاتب ومدير تحرير موقع (روانكة) (المرصد) على شبكة الإنترنت بصدد نفس الموضوع يقول: حرمان أكراد المهجر من المشاركة في الإنتخابات هو بتقديري يعبر عن مخاوف القيادات الكردية الحالية من الكورد المقيمين في المهاجر و الذين عايشوا تجارب الإنتخابات في البلدان الأوروبية التي تستضيفهم وحتى الإتحاد الأوروبي، قد علمتهم الكثير عن كيفية ممارسة حقهم في الإقتراع بحرية، و على أساس ما تعلموه و عايشوها من تجارب بإمكانهم وضع اليد على مناطق الضعف في الميكانزمية السياسية في كردستان. وهذا السبب هو الذ جعل القيادة السياسية الكوردية أن تحرم الكورد في المهجر من هذا الحق لأنهم واثقون أن أصواتهم لن تذهب إلى قائمتم..
عليه فإن حجة قلة الميزانية و عدم توفر الإمكانية اللوجستية اللازمة لإنجاح العملية الإنتخابية في الخارج هي حجة لا تقوم على أساس من الحق و غير واقعية، فبلد تعوم على آبار النفط من زاخو حتى الفاو، كيف لا تقدر على تخصيص ميزانية لذلك الغرض؟

نازنين.ح.م، مواطنة كردية مقيمة منذ سبع عشرة سنة في ألمانيا تقول: كمواطنين نمتلك حس وطني عالي نشعر بالغبن إزاء عدم إشراكنا في التصويت في الإنتخابات القادمة في الإقليم. و هذا حق مشروع لنا كما هو حق مشروع لكل إنسان يمتلك شعور بالإنتماء لبلده، لكن قرار حرماننا يعني قرار خنق شعورنا بالإنتماء الوطني..

سامان صابر حسن، مواطن كردي عراقي مقيم أيضاً في ألمانيا و منذ ثلاث عشرة سنة، يقول: نحن كرد، و وطنيون مخلصون، و مثلما قمنا بواجبنا الوطني في تجربتين إنتخابية عراقية، و رأينا كيف كان مكسبه ثميناً، كان من الحق أيضاً أن نقوم بنفس هذا الواجب الذي يتعلق بإقليم كردستان، هذا القرار مجحف و نحن ككورد مخلصون لوطننا لا نجد له أي تبرير..

سروة ق. ح.، مواطنة كردية بهدينية مقمية في هولندا منذ ثلاث عشرة سنة، تقول: عدم إشراكنا في إنتخابات إقليم كردستان كان قرار غير مدروس و ليس فيه أي مصلحة، بالعكس يضر العملية الإنتخابية و يجعلنا نشعر بالغبن..

مهاباد عثمان: مواطنة مقيمة في هولندا حول هذا الموضوع تقول: لا أدري كيف تم إجراء التعديل و كيف صدر قرار عدم إشراكنا في الإنتخابات؟ فقط أريد الإجابة على هذا السؤال.. نحن كورد و وطنيون و مخلصون، ثم أن هناك أعداد هائلة من الكورد المقيمون ليس فقط في هولندا بل يتوزعون على الكثير من بلدان العالم، و كان من الممكن أن يكون هذا بمثابة مكسب سياسي كبير، عدم إشراكنا في التصويت للإنتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق، هو خسارة سياسية كردية أولاً و عراقية ثانياً. لأننا قمنا بواجبنا الوطني أثناء الإنتخابات العراقية مرتان، و كان الأجدر أيضاً منحنا هذه الفرصة لكي نشارك في هذه التجربة..