في غضون الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم في أروقة ليفربول، خصوصاً اعتزام انسحاب مجموعة quot;نيو انغلاند سبورتس فينتشرزquot; من صفقة الـ300 مليون جنيه استرليني لشرء أنفيلد إذا صدر حكم رابطة الدوري الممتاز بخصم 9 نقاط منه، فإن مصادر في النادي كشفت النقاب على أن المنافسة على تقديم العطاءات لم تنته بعد، فقد اتصل الوصيف في الصراع الملياردير السنغافوري بيتر ليم بمجلس الإدارة بهدف تقديم عرضاَ جديداً لشراء النادي.

ووفقاً لمصادر مقربة من ليم فقد كان عرض السنغافوري الأعلى حتى المراحل الأخيرة من بيع النادي بالمزاد، حيث سبق له أن اجرى محادثات مع رئيس ليفربول مارتن بروتون حول الطريقة التي سيتم بها الإعلان عن الاستحواذ عليه، وكانت لديه ثقة كبيرة للفوز بالسباق، إلا أنه علم بعدم فوزه بالصفقة قبيل ساعات قليلة من إعلان بروتون يوم 6 الجاري أن ليفربول سيباع إلى جون هنري من مجموعة نيو انغلاند سبورتس فينتشرز بمبلغ 300 مليون استرليني.

ومازال ليم يجهل - الذي أخذ المشورة من شركة quot;ماكفرلنسquot; البريطانية للمحاماة وquot;ونغquot; السنغافورية - لماذا وافق بروتون على بيع النادي للمجموعة الأميركية التي تملك نادي بوسطن ريد سوكس للبيسبول، على رغم أنه كان يعتقد بأن عرضه، من الناحية النقدية، كان الأكثر جاذبية من العروض الأخرى، حيث عرض أيضاً تسديد كل ديون رويال بنك أوف اسكتلاند وquot;واكوفياquot;، التي تقدم خدمات مالية شخصية، الـ200 مليون استرليني من الديون الطويلة الآجر ودفع 60 مليوناً من الديون الأخرى وحقن النادي بـ40 مليوناً من رأس المال العامل.

وما هو أكثر من ذلك، فإن تقديم هذه الأموال كانت ستأتي من موارد ليم النقدية الخاصة به التي اعتبرها أمراً حاسماً، وأنه لم يخطط لاقتراض أي مبلغ لدعم عرضه. بالإضافة إلى أنه وفر عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية للمدير الفني روي هودجسون لتمكينه من شراء خدمات لاعبين عند فتح فترة الانتقالات الشتوية في كانون الثاني المقبل.

ووفقاً للمسؤولين التنفيذيين المقربين من الملياردير السنغافوري، فقد قيل له من قبل بروتون إن قدرته على تمويل عملية الاستيراء وحجم موارده النقدية يعني أنه الأكثر جاذبية من عرض مجموعة نيو انغلاند. بالإضافة إلى ادعاء مجلس إدارة ليفربول شعوره بالقلق من المجموعة الأميركية التي ستضطر إلى الاقتراض لتمويل عملية الاستيلاء التي قد تثير تساؤلات حول ما إذا كان ليفربول سيتحرر فعلاً من قيوده المالية التي فرضت عليه من قبل أصحابه الحاليين الشريكين الأميركيين جورج جيليت وتوم هيكس. وعلى رغم أن المجموعة كانت قد أصرت على أنها لن تثقل انفيلد بالديون، إلا أنه لا توجد أي ضمانات بخفض ديون النادي بصورة ملحوظة التي يمكن أن تحدد مقدار المالي الذي سيحقن به هنري ورفقائه ليفربول في المستقبل.

ويراقب ليم الآن عن كثب القضية في المحكمة العليا التي ستبدأ اليوم الثلاثاء، التي من المفترض أن تصدر حكمها في ما إذا كان باستطاعة بروتون من بيع ليفربول إلى المجموعة ضد رغبات هيكس وجيليت.

ويعتقد الملياردير السنغافوري بأن الحكم سيمنحه فرصة أخرى لتقديم عرضه أياً كانت رغبة بروتون. ويستعد أيضاً لشراء ليفربول حتى لو انهار في نهاية المطاف وخضع للإشراف الإداري تحت إطار لوائح المملكة المتحدة لإجراءات الافلاس.

ووفقاً لمصادر مقربة من ليم، فإنه شعر باستبعاده لأن المجموعة قدمت عرضاً لرويال بنك أوف اسكتلاند لدفع بعض من رسوم الغرامة البالغة 40 مليون استرليني التي يطالب بها. وإذا كان هذا صحيحاً، فإنه يعتقد بأن البنك وافق على صفقة سقيمة، لأنه ليم كان مستعداً لدفع أكثر من عشرة ملايين استرليني له ولواكوفيا، أو المبلغ ذاته الذي وضعته المجموعة على الطاولة. وذكرت هذه المصدر أنه لم تتح له أي فرصة للتفاوض مع البنك مباشرة. وكان متوقعاً أن يفعل ذلك بعد موافقة مجلس إدارة ليفربول على عرضه.

ووفقاً لمجلة فوربس، فإن ثروة بيتر ليم تقدر بـ1.6 بليون دولار (بليون جنيه استرليني) التي اكتسبها من الخدمات اللوجستية والأعمال التجارية الزراعية والأزياء. واهتمامه بكرة القدم الانكليزية نبع من امتلاكه لحانات عدة في آسيا تحمل اسم مانشستر يونايتد التي أقنعته بأن هناك إمكانيات عالمية ضخمة للحصول على أرباح كبيرة من الاستثمار في أندية الدوري الممتاز الكبرى.

وفي غضون ذلك، أعلن البنك الاسكتلندي الاثنين عن حصوله على الموافقة القانونية لمنع مالكي النادي هيكس وجيليت من إقالة بروتون أو أي عضو في مجلس إدارة ليفربول قبيل صدور قرار المحكمة العليا.