تزعزعت أركان فريق الهلال السعوديّبعد أنخسر موسمه الآسيويّ.


الرياض: لحظات قليلة وحدث المتوقع منذ شهور، وبالتحديد منذ أن بدأ الهلال السعودي موسمه الآسيوي، إذ ما إن خسر الفريق وغادر البطولة الآسيوية حتى تزعزت أركان الفريق وأعلن رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد الاستقالة، فيما أكمل مدربه البلجيكي إيريك غيريتس حزم حقائبه استعداداً للرحيل للمملكة المغربية، ورحيل نائب الرئيس ومدير الفريق بات شبه مؤكد أيضاً.

قبل سنتين تسلم الشاعر الشهير الأمير عبدالرحمن بن مساعد دفة قيادة أكبر الأندية السعودية جماهيرياً وبطولات، وقال حينها quot;إنني لم آتِ للهلال لأكرر ما فعله غيري من الرؤساء السابقين، بل أتيت لعمل شيء مختلف وإلا فإنني لم أحدث الفرقquot;.

وذلك مافهمه كل متابعي الكرة السعودية وعلى رأسهم جماهير quot;الزعيمquot; بأنها إشارة نحو بطولة العالم للأندية والسعي للمشاركة فيها رسمياً بعد أن تعثرت المشاركة الأولى في العام 2001 بسبب إفلاس الشركة المنظمة لبطولة العالم للأندية.

كان هذا الهدف هو الشيء الوحيد الذي لم يفعله رئيس قبله، أما باقي الانجازات فقد حققها الجميع بما فيها بطولات آسيا نفسها الذي لازال الهلال يتصدر فرقها بعدد ٦ بطولات مقسمة بالتساوي على فئاتها الثلاث (أبطال الدوري، أبطال الكأس، السوبر).

ومع أول موسم للأمير عبدالرحمن تعرض الفريق لخسارة مفاجئة في دور الستة عشر الآسيوي أمام فريق أم صلال القطري المغمور، ولكن عذر الخروج كان سميناً، فالهلال تعرض لكارثة تدريبية بطرد مدربه الروماني كوزمين أولاريو قبل أيام من مباراته الآسيوية، بسبب ماعتبر إهانة عالية المستوى استوجبت قراراً سريعاً من اتحاد القدم السعودي يقضي بإبعاده من البلاد.

وعاد الأمير عبدالرحمن مع بداية الموسم الحالي للبدء من الصفر، وأعد الفريق لموسم آسيا الطويل في أرقى معسكرات التدريب في أوروبا، وأبقى على المدرب البلجيكي غيريتس رغم أن الأخير وقع عقداً مع الجامعة الملكية المغربية لتدريب quot;أسود الأطلسquot; في حين أن عقده سارٍ مع الفريق الأزرق، وكان عذر الشاعر بأن المرحلة لا تحتمل التغيير، وبقي المدرب على سدة الهرم مع أخبار شبه يومية منها ما يؤكد مغادرته في أي لحظة ومنها ما ينفي ذلك، وبينهما كان الهلال يشق طريقه الآسيوي بتذبذب وارتباك، فتارة يفوز بالثلاثة وأخرى يخسر بالنتيجة ذاتها ووصلت في ليلة quot;غرافة قطرquot; إلى أربعة لولا أن نجمي الفريق عيسى المحياني وياسر القحطاني تكفلا بتعويض النتيجة وأطالا عمر الفريق في موسم القارة الصفراء.

وقبل خطوة من العشاء الأخير، أكل الإيرانيون الكبسة السعودية كاملة الدسم أمام مرأى 68 ألف متفرج غصت بهم جنبات إستاد الملك فهد الدولي بالرياض الأربعاء، وخسر الهلال النتيجة بهدف دون مقابل ومستوى سيء ولاعب مطرود، ومدرجات طبقت الإخلاء السريع قبل نهاية المباراة.

الخسارة الهلالية لم تكن على مستوى النتيجة، فالرئيس الشاعر أعلن المغادرة، ومدرب الفريق يرتب حجوزاته للرباط، ومع هذا وذاك، فإن نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد كان قد ربط بقاءه في النادي بتواجد الرئيس رغم أن كثيرون طالبوه بتعويض غياب الرئيس في حال مغادرته التي كانت منتظرة مع صافرة الخروج الآسيوي، وبالتأكيد فإن مدير الفريق وعراب اللاعبين سامي الجابر لن يكون بعيداً عن وليّه الحميم الأمير عبدالرحمن.

أمام الهلاليون أياماً صعبة في مقبل المواعيد، فالفريق بحاجة لرئيس ومدرب، في حين أن الأعباء المالية المكلفة التي تكاد تخنق صاحب أغلى عقد استثماري سعودي، بالتأكيد ستثقل كاهل شجاعة أي رجل يريد الإمساك بزمام المرحلة الصعبة المقبلة.

وعلى من يتقدم لكرسي الهلال أن يعي جيداً أن الآسيوية في أعلى سلم الترتيب الهلالي، ويأتي بعدها العقود المرهقة للاعبين الأجانب الأربعة (الروماني ميريل رادوي والسويدي كريستيان فيلهامسون، الكوري لي يونج، البرازيلي ثياغو نيفيز) ومدرب جديد، وتأخير في استلام التمويل من الشركة الراعية، لأن الإدارة الحالية سحبت منها دفعات مقدمة.