في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن هوية المدرب الجديد للمنتخب المغربي لكرة القدم الذي لم يعرف بعد، برزت اصوات مطالبة بالاهتمام بالرياضة المدرسية والأحياء التي خرّجت لاعبين كبارًا وأبطالاً مغاربة من أجل انتشال الكرة المغربية من واقعها المرير الذي تمر به حاليًا.

عبدالله زقوت - إيلاف: لا صوت يعلو هذه الأيام في المغرب سوى قضية تعيين مدرب جديد للمنتخب المغربي الذي شهد انتكاسة كبيرة العام الماضي بإقصائه من بطولة كأس أفريقيا ومونديال العالم ، حيث برزت العديد من الأسماء المرشحة لتدريب أسود الأطلسي.

وانصب اهتمام وسائل الإعلام، بدورها، على تداول العديد من الأسماء إذ بلغت أسماء المدربين المحتملين للمنتخب، التي نشرتها الصحف المغربية ، ما يقارب 16 مدربًا، دون أن يتدخل الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة علي الفاسي الفهري لوضع حد لهذه التخمينات، التي أنست الجمهور العنصر الأساسي في لعبة كرة القدم، وهو اللاعبون.

وفي ظل الحديث عن هوية المدرب دون ذكر اللاعبين وتأثيرهم وتركيبتهم ، خرجت أصوات مغربية مطلعة تطالب بضرورة الاعتماد على الرياضة المدرسية والأحياء الشعبية لتفريغ لاعبين جدد يكونوا بمثابة العماد الجديد للمنتخب المغربي في المرحلة المقبلة.

ويتساءل مراقبون حول آلية عمل المدرب الجديد ndash; الغير معلن حتى الآن ndash; في ما يخص إعلان أسماء اللاعبين الذين سيعتمدهم المدرب ، لإعادة الثقة للمغاربة في منتخبهم، وتساءلوا إن كان سيختارهم من الدوري المحلي، أم سيستدعيهم من البطولات الأوروبية أو الخليجية؟ أم سيحتفظ بالتشكيلة الحالية، التي خيبت آمال الجمهور في التأهل للمونديال وكأس أفريقيا ، أم سيتخلى عن الجميع، ويبدأ من الصفر؟

وإذا كان الخيار الأخير وهو أن يبدأ من الصفر ليس بالمعنى المقصود بقدر ما هو إيجاد توليفة جديدة لمنتخب المغرب يكون عمادها من النشء الصغير الذي يلقى اهتماما في بداية عمره خصوصًا في الرياضة المدرسية والساحات الشعبية أي البدء من القاعدة خصوصًا إذا ما لاحظنا أن أفضل اللاعبين في العالم أتوا من الرياضة المدرسية، أو من مدارس الأندية.

والشيء بالشيء يذكر، فإن العديد من المدارس الكروية تتواجد في الأندية المغربية الكبيرة مثل الوداد والرجاء البيضاويين، والجيش الملكي، والفتح الرباطي، حيث يتعلم فيها اللاعب أبجديات كرة القدم، منذ الصغر، كما نتوفر على بطولة مدرسية.

وتتداول الأوساط الإعلامية المغربية أسماء العديد من اللاعبين الصغار الذين ينتظرهم مستقبل رائع بعد ظهورهم اللافت في البطولة المدرسية الماضية أمثال طائف شادي، وأحمد رضا تاكناوتي، ومحمد ميري، ومحسن العبايدي، والمهدي إمني، وأمين الشليوي... وهي بالمناسبة أسماء لا يعرفها كثيرًا الرأي العام المغربي ، لكنها، في اعتقاد المتتبعين لكرة القدم المدرسية، ستكون النواة الأساسية لتشكيلة المنتخب المغربي بعد 10 سنوات على الأقل إذا توفرت شروط المتابعة والاهتمام بها، مع العلم أن هذه الأسماء اختيرت من قبل لجنة فنية ، تابعة للجامعة الملكية للرياضة المدرسية، بتنسيق مع متتبعين من وزارة التربية الوطنية.

من إحدى مباريات المنتخب المغربي ومن الجدير ذكره أن العديد من النجوم العالميين أمثال كاكا ورونالدينيو وزيدان وروبن وغيرهم برزوا في البطولات المدرسية، قبل أن يتحولوا إلى لاعبين مشهورين، يساوون ملايين الدولارات؟

وحتى في المغرب أنجبت الرياضة المدرسية لاعبين مرموقين، لبوا لصفوف المغرب منهم القائد السابق لمنتخب المغرب طلال القرقوي، السفري، زمامة، وآيت العريف.

وبالعودة لقضية المدير الفني للمنتخب فقد أعلن رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم أن المغرب لن يعين قبل يونيو/حزيران 2010 مدربًا جديدًا للمنتخب المغربي، كما أنه لن يتسلم أي إطار فني جديد مهامه قبل انتهاء الدوريات المحلية والأوروبية.

وقال علي الفاسي الفهري لوكالة الأنباء المغربية quot;يجب أن نأخذ الوقت الكافي وننتظر (مع احترام قواعد الاتحاد الدولي quot;الفيفاquot;) انتهاء الدوريات الدولية قبل أن نبدأ تعاوننا مع مدرب أجنبي من عيار دوليquot;.

واعتبر أن اختيار مدرب للمنتخب يجب أن يتم quot;في جو من الهدوء والترويquot;، مؤكدًا أنه quot;يجب أن يأخذ في الاعتبار القوانين المعمول بها وخاصة تلك التي تمنع على كل اتحاد مباشرة الاتصالات أو التعاقد مع مدرب إذا كان الأخير مرتبطًا بعقد مع نادٍ أو اتحاد وطني لا يزيد عن ستة أشهرquot;. وأضاف أن quot;اختيار المدرب يجب أن يحدد بكل دقة خصوصيات المؤهلات التي يتميز بها هذا المدربquot;.

ولم يمنع إعلان الفاسي عن إرجاء التعاقد مع مدرب جديد من التكهن بهوية العديد من المدربين، حيث طرحت أسماء أمثال الفرنسي برونو ميتسو -المدير الفني لمنتخب قطر لكرة القدم- الذي دخل دائرة المرشحين بقوة لتولي تدريب المنتخب المغربي، مع العلم أن ميتسو يحمل ذكريات أليمة مع الكرة المغربية، حينما قطع الطريق على المنتخب المغربي عام 2001، حينما قاد منتخب السنغال للتأهل إلى مونديال كأس العالم لأول مرة في تاريخهم العام 2002 على حساب المغرب ومصر.

يذكر أن وزير الشباب والرياضة المغربي منصف بلخياط أكد في تصريح صحافي أن مسألة تعيين المدرب الجديد للمنتخب المغربي تهم بالأساس الاتحاد المغربي لكرة القدم ورئيسه علي الفاسي الفهري الذي اعتبره المسؤول الوحيد عن التعيينquot;، رافضًا، في السياق ذاته، التفضيل بين المدرب المحلي والأجنبيquot;.