تطرقت أكثر من مرة في هذا العمود عن الحقوق المتبقية لكثير من اللاعبين الذين اعتزلوا كرة القدم، البعض منهم مكرهاً والفئة الثانية بطوعهم، والفئة الثالثة بحكم تقدم السن وعدم القدرة على العطاء، وكل هؤلاء يستحقون منا التكريم الذي يتناسب وتاريخهم وما قدموه لمنتخب بلادهم وأنديتهم بكل جد واخلاص عبر تلك العقود الزمنية المليئة بالمتاعب والصعاب.

وللأسف الشديد أن الكثير منهم يصرخ بأعلى صوته مطالباً بحقوقه المتخلفة ولم تجد تجاوباً إنسانياً من تلك الإدارات التي تعاقبت على كرسي الرئاسة وكل منهم يلقي بالمسؤولية على من قبله بحجج واهية ليس لها ما يبررها سوى الاصرار على أكل تلك الحقوق الثابتة حسبما هو ثابت من مسيرات الرواتب الشهرية التي تبين عدم استلام اللاعبين لحقوقهم والبعض منهم الآن يعيش تحت خط الفقر لا يجد ما يؤمن أسرته من متطلبات الحياة اليومية التي تضاعفت بشكل مخيف لا يحتمله المواطن العادي.

من وجهة نظري أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولجنة الاحتراف لديها كامل الاستعداد أن تتقبل الشكاوى وتصدر الحكم الفاصل بين الطرفين، إلا أن بعض أولئك اللاعبين لا يجيدون طرق الأبواب والدخول إلى الساحة والمطبخ لن يجد من يعطيه كامل حقوقه الثابتة، أما الشكاوى الشكلية عبر الجرائد المختلفة فلن تجدي أبداً. وقد تحدثت مع أحد المسؤولين في لجنة الاحتراف وقال لي نحن لم نتلق أي شكوى ونحن مستعدون للفصل في تلك القضايا المعلقة التي نسمع عنها ونقرأها في بعض الصفحات الرياضية وأن حقوق اللاعبين محفوظة وسوف تصرف لهم من ما يثبت ذلك أذكر أن الحرس الملكي البريطاني قام بتكريم أحد الخيول التي خدمت خمس عشرة سنة في بلاط ملكة انجلترا وعندما تقدم بها السن اعتزلت القيام بالبرنامج اليومي حسب تقرير المشرف. ونحن نرى الكثير من البشر الذين قدموا كل ما لديهم في الساحة لا يجدون حتى الحصول على حقوقهم النظامية وحالتهم الاجتماعية مليئة بالنقص من الاحتياجات الضرورية، عسى أن يجدوا حلولاً حتى لو كانت تعويضية بالقدر المنصف الذي يساعدهم على متطلبات الحياة.

جريدة الرياض السعودية