مرة أخرى ظهرت في معظم وسائل الإعلام البريطانية عن أنباء عن صرف مانشستر سيتي مبالغ كبيرة، ولكن هذه المرة لانتاج فيلماً وثائقياً باسم Blue Moon Rising يتضمن الموسم الأول للنادي تحت ملكية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.

وتأتي خطوة النادي إلى عالم السينما مع اطلاق فيلمه الوثائقي هذا، الذي يعرض بالتفصيل ما حدث وراء الكواليس وفي أروقة ايستلاند في الموسم الأول لسيطرة الشيخ منصور عليه، ويتضمن أيضاً مقابلات مع اللاعبين والموظفين والمشجعين وبعض من عازفي الجيتار في فرقة أويسس الموسيقية المشهورة، ليست فقط في مانشستر بل في كل أنحاء العالم، والتي يقودها نويل غالاغير.

ومن السهولة أن يسخر بعضهم من فكرة انتاج أفلام تتعلق بكرة القدم، ولكن قد تكون لمثل هذا الفيلم القصير والحصري القدرة على أن يكون جيداً نوعاً ما، بل وأكثر من quot;ملعون المتحدةquot; (انتج في 2009 ويتحدث عن الـ44 يوماً التي أمضاها المدير الفني الاسطورة الراحل برايان كلاف في ليدز يونايتد) أو quot;عندما يأتي السبتquot; (انتج في 1996 وهو عن تألق عامل مصنع تم تدريبه في نادٍ غير معروف وتميز عن الشرود في كرة القدم).

وانتاج فيلم Blue Moon Rising لم يكن مفاجأة كبرى، نظراً إلى أن مانشستر سيتي اختار ستيوارت سوج، المخرج الفائز بجائزة quot;بافتاquot; (الأكاديمية البريطانية لفنون السينما التلفزيون)، وشركة quot;إندمولquot; المعروفة لإنتاجه.

وفي البداية كانت الخطة هي عرض الفيلم على شاشات التلفزيون، ولكن بما أن مانشستر سيتي أكثر طموحاً من ذلك، فقد حصل على اتفاق quot;بوينا فيستا الدوليةquot; ودعمها لتوزيع الفيلم في دور السينما كافة، إلا أنه سيعرض في البداية في دور سينما مختارة اعتباراً من 17 أيلول الجاري.

ويعقب مدير التسويق في ايستلاند ديفيد بولان على أن الفيلم سيعزز مكانة النادي باعتباره أروع قصة في عالم كرة القدم. وقال: quot;نريد أن نقدم لجماهير كرة القدم في العالم رؤية فريدة عن النادي ومستقبله عن طريق دفعهم لمعرفة العمل الذي قام به النادي خلال العام الفريد من نوعهquot;.

وسيكون الفيلم شهادة دائمة لأحد الأعوام الأكثر إثارة في تاريخ مانشستر سيتي. إذ ليس هناك أدنى شك أن الموسم 2009/2010 ndash; الحملة الأولى والكاملة للنادي تحت ملكية الشيخ منصور ndash; احتوت على الكثير من الدراما ليتمسك بها المخرج سوج، من توقيع صفقات سخية لكارلوس تيفيز وايمانويل أديبايور إلى فصل الصيف عندما اقيل المدير الفني مارك هيوز وتعيين روبرتو مانشيني ليحل محله مطلع هذا العام. ثم كانت هناك المنافسات التي أبرزها مباريات الداربي ضد مانشستر يونايتد في الدوري الممتاز وكأس رابطة المحترفين والفوز 4-2 على تشلسي في شباط الماضي.

وحرية الوصول إلى كل أنحاء النادي ساعدت سوج في اخراج هذا الفيلم بنجاح، خصوصاً فرضه بالقوة اجراء مقابلات مع كبار الشخصيات، وتم بالفعل مقابلة غاري كوك، الرئيس التنفيذي في ايستلاند.

وكما يظهر في الفيلم، فإن المخرج استطاع الدخول في غرفة تغيير الملابس أيضاً عندما تفكك أمل مانشستر سيتي ببطء من حجز مكان له في دوري أبطال أوروبا.

ولعل الجانب الأكثر متعة في الفيلم هو وجهة نظر مشجعي النادي. فقد تحدث عنه بشكل كبير نويل غالاغر - وكذلك مجموعة من المشجعين الأقل شهرة - الذي كشف كم هو رائع لمرافقة نادٍ الذي أصبح فجأة من كونه غير مشهور لعقود عدة ماضية ومن دون انجازات إلى أن يجد نفسه على اعتاب نجاحات كبيرة.

وولاء هؤلاء المشجعين كان واضحاً، إن لم يكن مبالغاً فيه إلى حد ما. فعلى سبيل المثال، قال آدم وايت في الفيلم إنه صوّت طوال حياته لحزب المحافظين في الانتخابات لمجرد أن لونه الرسمي هو أزرق.

وسيعرض الفيلم في quot;برنتسوركسquot; في مانشستر يوم الخميس. ومن المتوقع أن يحضر مانشيني وتشكيلة فريقه الكاملة عرض افتتاح الفيلم، مع سجادة زرقاء حجزت لهذه المناسبة. ولكن الوقت وحده سيكون كفيلاً ما إذا كان هذا الفيلم الذي سيشاهدونه، مثل ملكية النادي الحالية، هو نجاح دائم أم هبوط مفاجئ ومكلف!