رغم مرور 8 جولات فقط عن انطلاق منافسة الدوري الجزائري في موسمه الجديد إلا أنها كانت فترة كافية لمدربي اغلب الأندية لاكتشاف مكامن الضعف التي تعاني منها ، مما دفعهم إلى مطالبة الرؤساء بالتحرك عاجلا لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان ، من خلال البحث عن قطع غيار يرونها ضرورية لتحسين النتائج بالنسبة لفرق قاع الترتيب ، و للإبقاء عليها بالنسبة لفرق الصدارة.

وظهر واضحا أن المدربين قد وقفوا على الواقع المر الذي تعيشه أنديتهم من حيث عدم توفر العدد الكافي من اللاعبينوالتباين الكبير بين إمكانياتهم الفنية ، مما يفرض على المدرب التعامل فقط مع نصف التعداد و تهميش البقية التي فيها لا تتناسب مع خياراته التكتيكية أو تفتقر للمستوى المطلوب ، بينما تعاني بعض الأندية في بعض المراكز ، ومن هذا المنطلق فان الاستمرار بنفس التعداد يؤدي إلى مغامرة محفوفة المخاطر، كما وجد عدة لاعبين أنفسهم خارج حسابات مدربيهم و بقوا أسرى دكك الاحتياط ، مما أجبرهم على اتخاذ قرار تغيير الأجواء مبكرا لانقاد موسمهم.

وتعاني بعض الأندية على غرار اتحاد العاصمة من تخمة في تعدادها البشري تتطلب تخليها عن عدد من اللاعبين و لو مؤقتا على سبيل الإعارة. و يرجح أن يكون اللاعبون الأجانب و عددهم 24 الضحية الكبرى للميركاتو الشتوي بعدما قل ظهورهم في المباريات السابقة. و ساهمت ظاهرة تغيير المدربين المبكرة في استعجال الدعم ، فكل مدرب يرغب في العمل مع التشكيل الذي يريده.

ويبقى القاسم المشترك بين الأندية الـ16 هو حاجتها لمهاجمين من الطراز الرفيع ، أصبحوا عملة نادرة في الجزائر خلال العشرية الأخيرة ، مما انعكس سلبا على المنتخب الجزائري ، بدليل أن هداف الدوري لحد الآن لم يسجل سوى خمسة أهداف .

وتؤكد هذه الخطوات التي تقوم بها الأندية الجزائرية على اختلاف مراكزها في الترتيب العام و أهدافها - إلى درجة أن بعضها وضع لوائح مسبقة للاعبين المسرحين و البعض الآخر باشر مفاوضات مع اللاعبين - بان المعايير الفنية غيبت أثناء الانتقالات الصيفية التي عرفت حركة نشيطة ، و كل فريق كان له متسع من الوقت لتحديد احتياجاته ، غير ان سيطرة لغة المال على هذه السوق جعل الأندية تنتدب و تسرح الأغلى أو الأرخص بغض النظر عن مدى حاجته لهذا اللاعب ، و هو ما جعل عدد الصفقات الفاشلة يزداد من موسم لآخر ، كما يؤكد بان المدرب هو الحلقة الأضعف في هذه السوق و الرئيس هو الذي يتكفل بكل التفاصيل الفنية منها و المالية.و وفقا للمعطيات الحالية فان الأندية ستظهر بحلل جديدة في المرحلة الثانية من الموسم.

ولأن سوق الانتقالات الشتوية لن تفتح أبوابها قبل منتصف شهر كانون الأول ، فان الأندية طالبت الاتحاد الجزائري بفتح فترة استثنائية للتعاقد مع اللاعبين الذين فشلوا في الإمضاء لإحدى الأندية خلال الانتقالات الصيفية ، و الذين وجدت فيهم متنفسا ، و استجاب الاتحاد لهذا الطلب بشكل غير مباشر ، إذ انه منح موافقته المبدئية لتأهيل أي لاعب من فئة البطالين أي الذين يتواجدون بدون فريق بمجرد توقيعه على عقد مع فريقه الجديد. و هو ما سمح لشبيبة القبائل بالتعاقد مع المدافع الدولي الأسبق عبد الرءوف زرابي العائد من تجربة احترافية دامت عدة سنوات في أوروبا قبيل أيام لتدعيم خط دفاعه الذي تسبب في هزائم عدة بعد إصابة التي غيبت سعيد بلكالام و استدعاء خليلي و بيطام للمنتخب الاولمبي ، كما تتجه إدارة وفاق سطيف إلى التعاقد مع قائد المنتخب الجزائري الأسبق متوسط الميدان يزيد منصوري و المهاجم المغترب يوسف سفيان و ربما الحارس المخضرم وناس قواوي و كلهم لاعبين بلا فريق بايعاز من المدرب السويسري ألان غيغر.

من جهته أكد المدرب الجديد لمولودية الجزائر الفرنسي فرانسوا براتشي أن دعيم تركيبة الفريق في الميركاتو الشتوي لا مفر منه إذا ما أراد تحقيق البقاء ، بعدما سجل نتائج سلبية في المباريات الثماني الأولى ، جعلته ضمن الفرق الأكثر تهديدا بالهبوط إلى الدرجة الثانية ، السيناريو الذي عاشه الفريق الموسم المنصرم، و حسب وجهة نظر التقني الفرنسي فان الفريق يحتاج إلى تدعيم في جميع خطوطه بما فيهم حراس المرمى رغم تواجد الثنائي فوزي شاوشي و محمد عز الدين ، إلا أن المركز الذي يراه يحتاج لدعم هو الخط الهجومي إذ طالب بانتداب رأس حربة حقيقي يجسد الفرص إلى أهداف ، كما بدا براتشي قلقا من أداء دفاعه و يحتمل إعادة المدافع المحوري سفيان حركات العائد من تجربة احترافية فاشلة قادته إلى الدوري السعودي ، و بات في حكم المؤكد تسريح الثنائي الأجنبي موبي تونغ و اسالي اللذان لم يقدما الإضافة المرجوة منهما.

وبدوره يعيش مولودية وهران وضعية لا يحسد عليها بعدما سجل انطلاقة خاطئة جعلته يحتل المركز ما قبل الأخير ،واتفق جميع المتابعين لشؤونه أن الفريق يدفع ضريبة غالية لتفريطه في لاعبيه الركائز الصائفة الماضية ، لذلك وضع الرئيس الجديد القديم للنادي يوسف جباري لائحة تضم ستة أسماء جلهم من أبنائه ينبغي التعاقد معها هم المدافع فريد بلعباس وسليم بومشرة و فاهم بوعزة و زوبير واسطي و الصديق براجة و محمد مغربي ، و هم لاعبين لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم الحالية و ابدوا رغبة في العودة إلى وهران.

وحدد وفاق سطيف احتياجاته الشتوية بثلاث عناصر على اقل تقدير بداية بحارس مرمى قد يكون فريد مسارة العائد من المهجر، لكن عملية التدعيم تبقى مرهونة أولا و قبل كل شيء بتسريح عدد من اللاعبين لإفساح المجال أمام أخرى و من بين العناصر غير المرغوب في بقائها بعين الفوارة المهاجم يوسف غزالي الذي أصبح عبئا ثقيلا على خزينة الفريق و قد ينتقل إلى مولودية الجزائر أو اولمبيك الشلف كما تأكد تسريح الغانيين ابونغ عبد الصمد و اليكس اصامواه الذي لم يلعبا أي مباراة منذ انطلاق الموسم.

ويحتاج اولمبيك الشلف حامل اللقب إلى تدعيم نوعي بالدرجة الأولى على مستوى صناعة اللعب بعد ذهاب عموري جديات و إلى مهاجم صريح يعوض الفراغ الذي تركه احتراف الدولي العربي سوداني في البرتغال ، خاصة أن الفريق مقبل على المشاركة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا التي تتطلب تركيبة بشرية ثرية ، و تتجه الإدارة إلى تسريح الثنائي الكمروني فرانسيس امباني الذي لم يتأقلم و بول بياغا من اجل استقدام ثلاثي أجنبي آخر يعتمد عليه خاصة في المنافسة القارية.

وأعلن شباب قسنطينة الوافد الجديد عن خصاص في خطي دفاعه و وسط ميدانه بمعدل لاعبين اثنين لكل منهما ، بينما تدعيم القاطرة الأمامية مرتبطة ببقاء أو رحيل الأجنبيان جيل و ايفوسا فرحيلهما نحو الخارج قد يجلب للشباب عقما لهجومه.

وتحاول أندية أخرى استغلال المباريات المتبقية من مرحلة الذهاب لتقييم أداء لاعبيها قبل الكشف عن نقائصها ، كما أن الانتدابات الشتوية تبقى مرتبطة بانفراج الأزمة المالية لدى أندية أخرى رغم معاناتها من سوء النتائج.