رغم الأحداث السياسية المتلاحقة والفارقة في التاريخ، التي عاشتها مصر على مدار عام 2011، الذي يلملم أوراقه ويستعد للرحيل بعد ساعات قليلة، إلا أنه، وعلى الصعيد الرياضي، لم يكن عاماً إيجابياً إلى حد بعيد من وجهة نظر الكثير من المصريين.


شكل عام 2011 منعطفاً تاريخيّاً لمصر بعد الأحداث السياسيّة، التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس محمد حسني مبارك، وبالتالي إنشغل الكثيرون بمراقبة مستقبل مصر الجديد، لينعكس سلباً على نتائج الرياضة المصريّة في العام الحالي، الذي شارف على الرحيل.

تابع أيضاً

رياضة اليمن في تفاصيل صور من عام التغيير

فقدان الفراعنة للعرش الإفريقي

البداية كانت محبطة للغاية، خاصة وأنها اقترنت بنتيجة كانت أبعد ما تكون عن توقع كثيرين، فمن كان يتصور أو يتخيل ألا يتمكن منتخب مصر الأول لكرة القدم،بطل القارة السمراء لست سنوات متتالية، من الوصول إلى النسخة المقبلة من البطولة الأفريقية المقرر إقامتها عام 2012 في غينيا والغابون.

فمن كان يتوقع فشل هذا الجيل الذهبي من اللاعبين بقيادة المعلم حسن شحاته في اجتياز التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه، في وقت كانت تضم مجموعته منتخبات ضعيفة ومغمورة، مثل سيراليون والنيجر، إلى جانب المنتخب الجنوب أفريقي.

المحزن في الأمر أن المنتخب لم يحصد في تلك التصفيات سوى خمس نقاط من ست مباريات، جعلته يتذيل المجموعة، رغم كوكبة اللاعبين المتميزين، الذين يضمهم الفريق، من أمثال عصام الحضري ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة وعماد متعب وعمرو ذكي ومحمود فتح الله وحسني عبد ربه وسيد معوض وجدو.

أعقب تلك النتيجة المخيبة للآمال صدور قرار بإقالة الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاته وشوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان، والتعاقد مع الأميركي بوب برادلي، الذي جاء مفعماً بالتمنيات والطموحات لإكمال مسيرة الفراعنة.

إخفاق منتخب الشباب المونديالي

برغم المستوى الجيد، الذي قدمه منتخب مصر للشباب في البطولة الأفريقية، والذي نجح من خلاله في التأهل لبطولة كأس العالم في كولومبيا الصيف الماضي، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة منه، وودع البطولة المونديالية، عقب الهزيمة التي تلقاها من الأرجنتين بنتيجة 2 / 1. وقد تحوّل لاعبو هذا المنتخب إلى المنتخب الأولمبي، بينما تحول مدرّبهم ضياء السيد إلى مدرب عام مع برادلي للمنتخب الأول.

إخفاقات الأندية

كانت بداية إخفاقات الأندية على صعيد القارة هذا العام مع خروج النادي الإسماعيلي من دور الـ 32 لكأس الاتحاد الأفريقي أمام نادي سوفاباكا الكيني في مفاجأة من العيار الثقيل. ثم جاء خروج الزمالك من دور الـ 32 لدوري أبطال إفريقيا في نيسان- ابريل على أيدي الإفريقي التونسي، بعد الواقعة الشهيرة التي شهدت اقتحام جماهير الزمالك ملعب إستاد القاهرة، والتي عرفت إعلامياً بـ quot;موقعة الجلابيةquot;.

لم تمض سوى بضعة أيام على خروج الإسماعيلي والزمالك، حتى خرج نادي حرس الحدود من دور الـ 16 لبطولة الكونفدرالية أمام نادي موتيما بيمبي الكونغولي في أيار- مايو الماضي بركلات الترجيح.

ولم تكن الأوضاع أحسن حالاً مع النادي الأهلي، الذي خيّب الآمال، رغم وصوله إلى دور الثمانية من بطولة دوري الأبطال، نتيجة لابتعاده عن مستواه في المباريات التي خاضها بالمجموعة، سواء داخل قواعده أو خارجها، ما جعله يحتل المركز الثالث، ويودّع البطولة من تلك المرحلة.

إنجازات نهاية العام

ومع أن العام كاد يرحل من دون أن يترك بسمة على وجه المصريين، على الصعيد الرياضي، إلا أن ذلك لم يحدث، بعد تحقق إنجازين كبيرين. أولهما، نجاح المنتخب الأولمبي بقيادة المدرب هاني رمزي في الوصول إلى الأولمبياد، الذي ستستضيفه لندن عام 2012، بعد احتلاله المركز الثالث في دورة التصفيات التي استضافتها المغرب بمشاركة 8 منتخبات.

وقد تأهل شباب مصر للأولمبياد على حساب شباب السنغال، بعد تفوقهم عليهم في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بنتيجة هدفين نظيفين، لتنضم مصر إلى المغرب والغابون في الأولمبياد كممثلين عن القارة السمراء، بينما سيخوض السنغال مباراة فاصلة مع منتخب آسيوي في آذار- مارس المقبل.

أما الإنجاز الثاني فتمثل في فوز مصر بلقب دورة الألعاب العربية الـ 12، والتي اختتمت قبل أيام في العاصمة القطرية الدوحة ndash; وهي المرة السابعة التي تتوجّه فيها مصر بهذا اللقب - حيث تصدرت مصر جدول الترتيب العام للدورة منذ بدايتها وحتى نهايتها.

ونجحت مصر في حصد الكمّ الأكبر من الميداليات المتنوعة خلال الدورة، متفوقة على كل البلدان التي شاركت في المنافسات، برصيد 233 ميدالية (90 ذهبية و76 فضية و67 برونزية)، بفارق كبير عن أقرب الملاحقين تونس، التي حصدت 138 ميدالية.

جوائز الاتحاد الإفريقي

رغم النكهة السعيدة، التي صبغت حصاد مصر الرياضي في نهاية العام، إلا أن أمراً محزناً آخر قد عكّر صفو الأجواء، بصورة نسبية، بعدما خرج المصريون خاليي الوفاض من حفل توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي لاختيار الأفضل عام 2011، حيث لم تشمل القائمة النهائية للفائزين أي مصري، سواء كان لاعباً أو مدرباً أو نادياً أو منتخباً وطنياً.