رغم الأزمة المالية التي عانتها دبي في السنوات الثلاث الماضية، ورغم انعكاساتها السلبية على المجالات الإقتصادية والعمرانية، إلا أنَّ كرة القدم بدت خلال هذه الفترة تغرّد خارج السرب تمامًا، بل على العكس زاد حجم إنفاق أندية دبي بصورة لا تعكس حقيقة الأزمة المالية التي عانتها هذه الإمارة.


صورة للأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا أمام نادي الوصل الإماراتي

دبي: نهج المسؤولون عن أندية كرة القدم أسلوبًا جديداً في الترويج لدبي ومحاولة إقناع العالم بأن الأزمة المالية ليس لها تأثير قوي، كما روّجت وسائل الإعلام العالمية لذلك، حيث اتجهت إلى التعاقد مع العديد من النجوم العالميين، واستقطبت الدوري الإماراتي كوسيلة تأكيد على عدم وجود أزمة مالية من جانب، والترويج لإمارة دبي لاستقطاب الاستثمارات وإنعاش السياحة من جانب آخر.

كانت البداية في مطلع الموسم الحالي حينما أتمت ادارة النادي الأهلي التعاقد مع قائد المنتخب الايطالي السابق فابيو كانافارو، لمدة موسمين في مقابل مادي تراوح بين 5 الى 8 ملايين دولار، وفقًا لما أكدته الصحف الايطالية.

ورغم المردود الفني الضعيف الذي قدمه اللاعب مع النادي الاماراتي وعدم ظهوره في المستوي الذي كان متوقعًا، الا أن هذا الجانب لا يبدو مهمًّا لإدارة النادي الاهلي التي أعلنت عن رغبتها في استمرار كانافارو مع الاهلي في الموسم المقبل، خلافًا لما قيل عن علاقة اللاعب بمستقبله مع النادي.

وجذب وجود كانافارو، مع الاهلي العديد من المكاسب، أبرزها تعاقد النادي معإحدى الشركات العالمية المتخصصة في الاجهزة الكهربائية، كأول ناد إماراتي يروّج لمنتج عالمي على الـ quot;تي شيرتquot; الخاص به، والترويج للنادي عبر حضوره افتتاح العديد من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدت رواجًا غير عادي بسبب وجود النجم الايطالي.

انتقلت كرة القدم الاماراتية، الى أفاق أبعد وأوسع بتعاقد نادي الوصل مع النجم الارجنتيني دييغو مارادونا، والذي بات أهم صفقة رياضية في تاريخ الإمارات والمنطقة العربية.

فور الإعلان الرسمي عن تعاقد نادي الوصل مع مارادونا، انتقلت دبي إلى ما يزيد عن 6600 قناة تليفزيونية، وموقع عالمي ورياضي، حيث بدت التقارير الإعلامية تسلط الضوء وبقوة على المدينة الإماراتية، وهو ما حقق جانبًا كبيرًا من الخطة التسويقية التي كان يسعي إليها المسؤولون عن إمارة دبي.

ورغم التناثر الشديد في القيمة المالية التي تكلفتها الصفقة، إلا أن هذا الأمر لم يعد ذات أهمية بالنسبة إلى نادي الوصل، الذي بدأ يجني ثمار الصفقة من خلال شركات الرعاية، التي رصدت ملايين الدراهم، للحصول على حقوق الرعاية والإعلان داخل النادي، خلال فترة وجود مارادونا على رأس القيادة الفنية لفريق الكرة.

وكانت مواقع في الأرجنتين، قد تكهنت بأن صفقة تعاقد نادي الوصل مع مارادونا قد بلغت نحو 34 مليون دولار ليصبح بذلك أغلى مدرّب على مستوى العالم.

وتعتزم قناة أبوظبي الرياضية تقديم عرض رسمي يحمل ملايين الدراهم للحصول على الحقوق الحصرية لتصريحات مارادونا، وإجراء مقابلات دورية مع النجم الأرجنتيني الشهير عقب كل مباراة رسمية للوصل، ولكن العرض لم يحسم بصورة رسمية حتى الآن.

وعملت إمارة دبي على استغلال كرة القدم للترويج لها خارج المنطقة العربية، وتحديدًا في أوروبا، حيث أقدمت شركة quot;رويال الإماراتquot;، التابعة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في دبي، على شراء نادي خيتافي الأسباني، والذي سيتغير اسمه في الموسم المقبل إلى quot;خيتافي تيم دبيquot;.

كما تعمل شركة quot;طيران الإماراتquot; التابعة لإمارة دبي، على الوجود في أوروبا بشكل متواصل من خلال رعاية العديد من كبري الأندية في إيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، إذ يحمل ملعب الأرسنال الرئيس اسم استاد الإمارات.

وينتظر أن تبرم طيران الإمارات صفقة من العيار الثقيل، بإطلاق اسمها على استاد سانتياغو بيرنابيو في صفقة ستزيد عن 100 مليون يورو.