سجلت المنتخبات العربية نتائج متواضعة في الجولات الأربع منتصفيات كأس أفريقيا 2012 التي ستقام في الغابون و غينيا ، فعلى بعد جولتين من الختام تواجه موقفا صعبا فهي إما أقصيتأو في منافسة شرسةمن اجل صدارة المجموعة.


الجزائر :لم يشفع للمنتخبات العربية تربعها على عرش القارة السمراء في الدورات الأربع الماضية بفضل المنتخبين التونسي و المصري بطل النسخ الثلاث الأخيرة و الذي تأكد غيابه عن الدورة المقبلة للمرة الأولى منذ ثلاثين سنة .

و الحقيقة أن المنتخبات العربية كانت ضحية الانقلاب الذي أحدثته المنتخبات المغمورة على غرار بوتسوانا و جمهورية أفريقيا الوسطى و سيراليون و النيجر التي كانت ترضى بالخسارة على أرضها و أمام جمهورها عندما تلعب ضد مصر أو الجزائر.

لقطة من مباراة مصر وجنوب أفريقيا غير أن ذلك لم يكن سببا وحيدا لما آلت إليه المنتخبات العربية في أفريقيا كما أن ربط تلك النتائج السيئة بما شهدته المنطقة العربية من أحداث سياسية ليس منطقيا حتى و ان كانت له تأثيرات هو الآخر لان منتخبات الجزائر ومصر وتونس وحتى المغرب انطلقت انطلاقة خاطئة في هذه التصفيات قبل اندلاع ثورات الربيع العربي.

و في الغالب فان العامل الفني كان له التأثير البالغ على النتائج العربية فالمنتخب المصري دفع الثمن باهظا لتأخر عملية الإحلال رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت لجهازه الفني بقيادة المعلم حسن شحاتة الذي أصر على الاستمرار بالتركيبة البشرية نفسها التي تصاحبه منذ تعيينه على رأس المنتخب في عام 2005 و نال بها تتويجاته الثلاثة رغم ان العديد من اللاعبين بلغ أرذل العمر ووصلوا درجة التشبع حتى و إن كانت تصريحاتهم في الاتجاه المعاكس و ما زاد الطين بلة هو الاتهامات التي طالت شحاتة و معاونيه و بعض اللاعبين بموالاتهم لنظام عائلة حسني مبارك البائد ما اثر في نفسيتهم وفي علاقتهم بالجماهير المصرية .

أما المنتخب الجزائري فان مشاركته المخيبة في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا جعلته يشعر و كأنه بإمكانه بلوغ نهائيات أمم إفريقيا بسهولة فدفع ضريبة غروره بعد الاقصائيات بإعداد ناقص خاصة أن الخضر أصبحوا هدفا لجل المنتخبات الإفريقية الساعية للإطاحة بهم وازدادت الأمور تعقيدا بعد الخطوة الخاطئة التي أقدم عليها الاتحاد بإقالة المدرب الكفء رابح سعدان و تعيين عبد الحق بن شيخة محله بعدنصف تعثر أمام تنزانيا في وقت كانت الأوضاع لا تزال قابلة للتقويم بعد التعادل الذي انتهت عليه المباراة الثانية بين المغرب وأفريقيا الوسطى وهذا ما يؤكد ان سعدان أقيل من قبل الاتحاد أو بمعنى آخر استقال على الطريقة الجزائرية لان الجميع كان متيقنا بان سعدان ما كان ليستقيل لو انتظر حتى معرفة نتيجة مباراة المغرب حيث كان يعتقد بان اسود الأطلس سيحققون انتصارا كاسحا على أفريقيا الوسطى ما يوسع الفارق عن الخضر منذ الجولة الأولى في ظل التوقعات التي كانت تحصر المنافسة على بطاقة التأهل بين الجزائر و المغرب.

منتخب الجزائر سقط برباعية امام المغرب أما المنتخب التونسي فانه لا يزال يتخبط في المستنقع الذي وضعه فيه المدرب البرتغالي اميرتو كويلهو بعد الإقصاء المر عن كأس العالم 2010 من طرف موزمبيق و الذي أصاب نسور قرطاج بحالة من الإحباط زادها التغيير المستمر للأطقم الفنية. و من حسن حظ أبناء ثورة اليسامين أن مجموعتهم تضم خمسة منتخبات تمنحها تأشيرتين تؤهلان مباشرة للنهائيات واحدة أخذها منتخب بوتسوانا و الأخرى لا تزال محل منافسة شرسة بين تونس و مالاوي مع أفضلية للأخير بحكم انه سيستقبل على أرضه تونس في الجولة المقبلة ثم يرحل لمواجهة تشاد الذي خرج من السباق في آخر الجولات .

و تبقى الآمال العربية معلقة على منتخبات المغرب و السودان و ليبيا . الأول مطالب بتفادي التعثر في إفريقيا الوسطى و الفوز بنتيجة عريضة على تنزانيا أما صقور الجديان فمطالبين باستغلال أجندة المجموعة لصالحهم حيث سيستقبلون في آخر جولة منتخب غانا الذي يقاسمهم صدارة المجموعة غير انه قبل ذلك عليهم تفادي الخسارة عند رحيلهم إلى الكونغو الذي أقصي هو الآخر عن التنافس في حين يبقى المنتخب الليبي تحت رحمة الأحداث التي تعيشها ليبيا منذ عدة أشهر و التي يبدو أن منتخبها سيدفع ضريبتها غاليا فبعد انطلاقة ناجحة جعلته يتصدر المجموعة أهدر عدة نقاط في الجولتين الماضيتين ما أتاح الفرصة لزامبيا لاعتلاء الصدارة بفارق نقطة و قد يحسم أمر الصدارة بشكل نهائي عندما يلتقيان في لوزاكا في آخر جولة غير أن ليبيا بإمكانها المنافسة لتكون صاحبة أفضل وصيف.

و لن يقتصر تأثير هذه النتائج على تقلص التمثيل العربي في نهائيات الغابون و غينيا الاستوائية بل سيمتد تأثيره السلبي على تصفيات الدورة المقبلة التي يفترض أن تستضيفها ليبيا عام 2013 و على تصفيات مونديال البرازيل ذلك أنإقصاءها سيجعلها تفقد الكثير من النقاط في الترتيب العالمي و ستصنف في المستوى الثالث أو حتى الرابع و ستجبر على خوض مباريات تمهيدية ما يقلل حظوظها في التأهل.