لم يكن الدوري التونسي في هذا الموسم بمعزل عن حالة المخاض السياسي الذي عرفته البلاد منذ اندلاع الثورة التونسية غير ان الرياضيين التونسيين ظلوا الى وقت ليس ببعيد بمنأى عن هذه التجاذبات قبل ان نسمح لانفسنا بالخوض في شخصيتهم السياسية وموقفهم من الحراك السياسي المتواصل وميولاتهم السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات.

وبتطور الاحداث وتعدد المستجدات في المشهد االسياسي فان زاوية الاهتمام تغيرت الى مركز ثقل جديد باتت تغري العديد بالانضمام تحت لوائها.

ايلاف التقت بعض نجوم الكرة في تونس ورصدت مواقفهم وردود فعلهم في كل ما يحيط بالساحة السياسية في تونسحيث مجدي التراوي لاعب الترجي الرياضي التونسي بطل الدوري حديثا ان المشهد السياسي يبدو غامضاً وقد لا يسمح للمواطن العادي بالتمييز بين أجندة وايديولوجيا هذا الحزب وذاك كما أنالتراوي لم يُخفِ اعجابه بالطرح السياسي الذي قدمه احمد نجيب الشابي رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي مضيفا ان الشابي يملك كاريزما تؤهله لان يكون رئيسا للبلاد.

من جانبه اكد شادي الهمامي لاعب النادي الصافقسي والمنتخب التونسي ان تعلقه بالكرة جعله غير مطلع على المشهد السياسيوان التكاثر الرهيب للاحزاب جعله في حيرة من امره.

ويضيف الهمامي انه شاهد عديد الحوارات والمداخلات التلفزية كان ابرزها لعبد الوهاب الهاني من حزب المجد الذي ابهره بخطابه السلس والمبسط وبسلامة تصوراته وختم متوسط ميدان الصفاقسي كلامهبقوله ان الساحة السياسية في تونس تشهد صراعاً بين النهضة وبقية الاحزاب الاخرى.

واشار الهمامي الى انه يحترم وعلى عكس الكثيرين أفكار النهضة.

هداف الدوري التونسي ولاعب النجم الرياضي الساحلي احمد العكايشي ابدى متابعة كبيرة بالشان السياسي التونسي قائلا انه من المناصرين لحزب الوطن ولامينه العام محمد جغام مضيفا انه يرى في افكار هذا الحزب مخرجاً مما تعيشه البلاد التونسية في حين المح الا ان مبادئ النهضة لا تتماشى مع واقع البلاد ولا تستجيب لتطلعات الشباب الذي شكل وقود الثورة.

كمال زعيم اللاعب السابق للترجي التونسي والنادي الصفاقسي والذي من المنتظر ان يعزز صفوف النجم أكد الزخم الحاصل والارتفاع المهول في عدد الاحزاب لم يسمحا له بالتفريق بين هذا الحزب وذاك مؤكدا ان مصلحة البلاد قبل كل الانتماءات وقبل الاشخاص ومصالحهم الضيقة.

اللاعب الدولي المحترف بالدوري السويسري عمار الجمل شدد على انه مع التحرر رغم انه لا علاقة له بالاحزاب الحالية ولا ينوي الانخراط في اي منها مطالبا الحكومة المرتقبة باحترام الحريات الشخصية للافراد وهو يناهض التشدد في اي تيار كان.

على النقيض عبر لاعب النادي الرياضي لحمام الانف انيس بن شويخة انه متفائل ببرامج عمل وتصورات الحركة الاسلامية ممثلة في حزب النهضة معتبرا اياها الوحيدة القادرة على اعادة استقرار البلاد وموازنتها المالية التي تضررتمن سرقات زمن بن علي.

المدرب الحالي للمنتخب التونسي سامي الطرابلسي عبر صراحة عن مساندته لإسلام متحرر مطالباً بضرورة تقديم طرح جدي يتماشى وطبيعة المرحلة التي نعيشهاوبتقديم خطط لاعادة الامان واستعادة الاستقرار والاقتصاد واصلاح التعليم مبدياً تحفظه على جميع الاحزاب التي تملؤ الساحة السياسية حالياً.

بعض اللاعبين الآخرين رفضوا الخوض في الموضوع واعتبروا ان حالة الانفلات التي يشهدها المشهدد الحزبي في تونس لم تساعد على اندماج المواطن التونسي في الخارطة السياسية لذلك فضل هؤلاء البقاء بعيداً عن اسوار السياسة.