لم يكن المشهد الرياضي في تونس بمعزل عن التأثيرات الجانبية التي أفرزتها الثورة التونسية منذ تاريخ 14يناير حيث رغم المناخ الديمقراطي الذي يسود إعادة هيكلة هيئات الأندية التونسية بشكل يتماشى مع طبيعة المرحلة وروح الديمقراطية التي ينشدها كل التونسيين الإ ان قوى الجذب إلى الوراء ماتزال حاضرة كالعادة ومخططات الثورة المضادة عادت لتلقي بظلالها منت جديد على الاندية التونسية.

غير أن اخطر ما في الأمر أن بعض الحالات التي سجلناها مؤخراً خلال جليات تنقيح القوانين الداخلية لبعض الاندية قرعت ناقوس الخطر خصوصاً وان الممارسات والتجاوزات التي حصلت فاقت كل التصورات وجعلت الجميع يوجس خيفة مما هو آت.

فريق النجم الرياضي الساحلي كان شاهداً على احدى حلقات الانفلات الاخلاقي والرياضي الذي تعيشه البلاد فقد شهدت الجلسة العامة احداث عنف كثيرة وفوضى عارمة اضافة الى إنفلات أخلاقي غير مسبوق لكن الأهم هو حضور عدد كبير من العصابات المأجورة كالعادة والتي أصبحت تلقب في سوسة بالصعايدة لما عرفت به هذه المجموعات من عنف والفتي تبحث عن خدمة أجندة أطراف معينة على حساب أطراف أخرى بعيداً عن مسالك الديمقراطية والانتخابات...الجلسة كانت خارقة للعادة اخلاقيا ، تنظيميا ورياضيا.

النادي الصفاقسي بدوره شهد حالات مماثلة خلال تمارين الفريق حيث شهدت للمرة الثانية الحصة التدريبية للنادي الصفاقسي تعطيلاً من جانب بعض المتهورين بعد مرور نصف ساعة على انطلاق التدريبات بملعب الطيب المهيري حين اكتسح 4 صعاليك في العاشرة ليلا أرضية الميدان ليعتدوا لفظياً على مدرب أكابر الفريقوتوجهت اليه بوابل من عبارات التهديد والوعيد له ولزوجته بسبب عدم مشاركة واحد من اللاعبين في الرحلة المنتظرة إلى الإمارات العربية المتحدة الاحد.. قبلها نفس هؤلاء المندسين تسببوا في تأجيل الجلسة العامة للفريق وتهجموا على الرئيس السابق للفريق منصف السلامي بغاية إثنائه عن ترشحه لنفس المنصب وفسح المجال أمام مرشحين آخرين.

في السياق ذاته أكدت بعض الاطراف عن وجود تجاوزات بالجملة خلال الجلسة العامة لفريق نادي حمام الأنف حيث تحدث البعض عن وجود أسلحة بيضاء غير أنه من ألطاف الله لم يحصل أي مكروه بما ان الجلسة المذكورة تأجلت لعدم اكتمال النصاب.

هذه الظواهر تكررت تقريباً في جميع النوادي التونسية والهدف من وراءها ليس سوى خدمة أطراف تبحث عن الفوز برئاسة الفريق وهي أفضل طريقة وجدها البلطجية لتدعيم الحملة الانتخابية لمن يؤجرهم ذلك أن البعض لم يتعود بعد على نسمات الحريات وآليات الديمقراطية.

بعض الذين يعتبرون الأندية ملكاً خاصاً لهم وجزءاً لا يتجزأ من تاريخ quot;العيلةquot; يرفضون رفضا قاطعا مبدأ التصويت والاقتراع لتحديد هوية الرئيس القادم...هم تعودوا انتخابات بالتزكية وعلى المقاس نتيجيتها محسومة داخل الغرف المغلقة كما عهدناها مع الرئيس المخلوع بن علي لذلك سيكون من الصعب على الأقل في هذا الظرف بالذات المرور من مرحلة التنصيب إلى مرحلة quot;الشعب يريدquot;.