لم يتغير أسلوب مانشستر يونايتد القديم مع بدء موسم الدوري الممتاز الجديد، فمثلما أنهى موسمه الماضي بفوزه باللقب بعد حسم معظم مبارياته لمصلحته في الدقائق الأخيرة منه، فقد جاء فوزه على ويست بروميتش البيون في افتتاح مباريات هذا الموسم في اللحظات الأخيرة أيضاً. لذا فمن السهل أن يفكر المرء أنه لا مفر من أن يتوجه لقب آخر إلى أولد ترافورد.

ولدى فريق السير اليكس فيرغسون القدرة على quot;طحنquot; النتائج التي تبعده عن منافسيه. ولكن الفوز بحملة هذا الموسم قد لا تكون سهلة، فأخطاء حارس مرماه الجديد ديفيد دي خيا هي أكثر من كافية لعقد الفرق الأخرى العزم على اقصاء بطل الدوري الممتاز مع بصيص من الأمل.

ولكن الشاب الاسباني افلت من العقاب عندما ارتكب أخطاء، مثل الخطأ الذي وقع فيه عندما سجل إدين دزيكو هدف مانشستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية التي اقيمت يوم الأحد قبل الماضي، لأن قوة مانشستر يونايتد تكون خارقة عندما يكون تحت ضغط، فقد استطاع ان يقلب تأخره إلى الفوز. وهو أفضل من أي فريق آخر عندما تشتد حرارة المباراة.

ولهذا السبب تعادل كل من ارسنال وتشلسي وليفربول في عطلة نهاية الأسبوع، فيما استطاع الشياطين الحمر من إحراز النصر. وهذا هو السبب في أنه أصبح المرشح المفضل للاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز.

وأنه أيضاً السبب لماذا لم يترك فيرغسون دي خيا على مقاعد البدلاء. الخطوة التي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج عكسية، التي مما لا شك فيه أن تتحطم ثقة الاسباني بنفسه فقط بعد أسابيع قليلة من مسيرته المهنية في انكلترا.

في ظاهر الأمر، لم يحدث أي ضرر للفريق. فشخصية اللاعبين وميزتهم ومرونتهم ستجنب احمرار وجه الحارس البالغ الـ20 عاماً من الخجل.

ولكن بعما أخطأ مرتين في غضون أسبوعين، فإن مانشستر يونايتد سيجد نفسه الآن محروماً من الثقة بحارس مرماه عندما يبدأ خصومهم إلى الاعتقاد بأنهم وجدوا ثغرة في quot;درعquot; البطل.

وبالكاد يمكن أن يأتي مثل عدم الايمان هذا في وقت أسوأ. فالمباراتين المقبلتين للشياطين الحمر هي في أولد ترافورد ضد توتنهام وارسنال، وسيلاقي صعوبة كبيرة لإلحاق الهزيمة بهما، لأنه لا يستطيع أن يتمتع بما نسبته 70 في المئة من السيطرة على الملعب ضد أي منهما. في حين أن المديرين الفنيين هاري ريدناب وارسين فينغر سيرسلان لاعبيهما إلى أرض الملعب مع تعليمات صارمة لاختبار دي خيا من مسافات بعيدة وتحديه من ركلات عرضية عالية لتحطيم ثقته بنفسه أكثر وأكثر.

وإذا نجحا في ذلك، عندئذ سيعطيان أملاً كبيراً لبقية الأندية على أن مانشستر يونايتد ربما ليس المرشح المفضل للفوز باللقب كما يُفترض.

ولجعل الأمور أسوأ، فإن الشياطين الحمر لا يملك حتى مدافعين لديهم تجربة ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش وخبرتهما لحماية حارس مرمى اتلتيكو مدريد السابق حالما وضع قدميه في انكلترا، لأن الأول سيتغيب لمدة ستة أسابيع والثاني لأسبوعين بسبب إصابتهما.

وسيترك هذا خياراً متواضعاً لمواجهة فيرغسون للمباراتين الحاسمتين ضد منافسيه الست الأوائل مع خط دفاع يتكون من كريس سمالينج وفيل جونز وجوني ايفانز وفابيو وخلفهما الحارس المتردد دي خيا.

ومن السهولة جداً القول إن الفريق قد لا يفوز مع شاب يافع في حراسة مرماه، ولكن تحدياً هائلاً يواجه المدافعين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 22 سنة من الخوض مباريات ضد مثل توتنهام وارسنال، فقد يحتاج دي خيا إلى 4 أو 5 أو حتى 6 أسابيع ليتأقلم في اللعبة الانكليزية، وتكيّفه كان يمكن أن يكون أسهل بكثير لوجد كل من فرديناند وفيديتش أمامه لمساعدته. ولكن كما هو الحال الآن، فإن الاسباني سينظر إلى جونز وسمالينج وايفانز.

وأمر اللعب في مركز قلب الدفاع لا يتعلق بمجرد خبرة اللاعب، بل حول الثقة أيضاً، فسيلاقي المدافع صعوبة عندما يراقب حارس مرماه بقدر ما يراقب المباراة، لأنه يخشى من أن يقوم بأي خطأ في أي لحظة.

ودي خيا هو في مأزق الآن، ليس لمجرد الانتقادات التي ستظهر في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، التي لا يهتم بها اللاعبين كثيراً، ولكن لأن زملائه في الفريق لا يثقون به.

والسبيل الوحيد الذي يمكن أن يحصل على ثقتهم هو محاولته القضاء على أخطائه. فهو يحتاج إلى 8 أو 10 أو أكثر من المباريات من دون وقوع في أي نوع من الأخطاء، لأنه بمجرد ارتكابه خطأ واحداً، فستتذكر الجماهير تلقائياً الخطأين اللذين وقع فيهما في أول مباراتين له في انكلترا. وربما لا يستطيع الهروب من وصمة العار أيضاً.

وإذا أخطأ دي خيا وخسر مانشستر يونايتد أمام توتنهام وارسنال، فسيجد فيرغسون نفسه مضطراً للقيام باتخاذ أكثر القرارات صعوبة. وهذا سيلحق الضرر بالنادي فعلاً.