أظهر نادي برشلونة الإسباني وخط هجومه نجاعة تهديفية كبيرة مع فرص محققة للتسجيل مما يعني استمرار غزارة الأهداف مع تيتو فيلانوفا ولكن قد يضيع كل شيء هباءً منثوراً إن لم يجد الأخير حلاً سريعاً لمعاناة الفريق دفاعياً والأهداف المسجلة في مرمى فيكتور فالديس.


حازم يوسف- إيلاف : يقدمنادي برشلونة الإسباني متصدر الليغا الحالي مستويات كبيرة على صعيد خطي الوسط والهجوم متمثلاً بصناعة عديد الفرص وتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم.

وفي الوقت ذاته، يعاني الفريق الكاتالوني من هشاشة خط دفاعه الذي تلقى 11 هدفاً في أول ثماني مباريات من الليغا الحالية ليمر البارسا بأسوأ مردود دفاعي له منذ 10 سنوات في المسابقة الإسبانية.

وتعود أخر مرة استقبلت فيها شباك برشلونة هذا العدد الكبير من الأهداف إلى موسم 2002/2003 بقيادة الهولندي المخضرم فان غال وانتهت بإقالته وتعيين الصربي رادومير أنتيتش.

وشكلت رباعية أهداف ديبورتيفو لاكورونيا في مرمى برشلونة في الجولة الماضية كونه صاعد لتو من دوري الدرجة الثانية كابوساً مظلماً لكل عشاق الفريق الكاتالوني لأنها تعد المرة الأولى التي يستقبل فيها البلوغرانا منذ مارس 2009 وتحديداً في مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد في أولى مواسم بيب غوارديولا الذهبية.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يستطع أي فريق محلي أو أوروبي أو عالمي من تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف ndash;من استطاع تسجيلها عدد قليل أيضاً- في فريق غوارديولا لينجح المدرب الشاب في خلق توليفة دفاعية جيدة أدت إلى تحقيق البطولات والاستمرار بالفوز بها والحديث يدور هنا على الدوري المحلي وكأس الملك ودوري أبطال أووربا ومونديال الأندية.

وتسلم غوارديولا الفريق وهو يعاني دفاعياً وقوي جداً على الصعيد الهجومي وهو ما تميز به في عهد المدرب الهولندي السابق فرانك رايكارد.

ويتشابه ذلك الحال مع مايعيشه البلوغرانا حالياً مع تيتو فيلانوفا حيث كان برشلونة يسير بمبدأ تسجيل أكبر عدد من الأهداف لتجاوز عدد الأهداف المسجلة في مرمى الفريق.

وتمكن غوارديولا من الاهتمام بخط الدفاع ونجح في انتداب الظهير الأيمن الدولي البرازيلي داني ألفيس من أشبيلية وجيرارد بيكيه من مانشستر يونايتد وشكل رفقة القائد كارلوس بويول والفرنسي إيريك أبيدال منظومة دفاعية قوية.

وحصل برشلونة في سنوات غوارديولا التدريبية على أفضل دفاع في الليغا الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على فيكتور فالديس الفائز بجائزة quot;زاموراquot; التي تمنح للحارس الأقل تلقياً للأهداف في البطولة الإسبانية.

سياسة الترقيع

لجأ غوارديولا إلى سياسة الترقيع في خط الدفاع بداية مع متوسط الميدان الدفاعي الإيفواري يايا توريه وأشركه في نهائي روما بين البارسا واليونايتد عام 2009 وأبلى بلاءً حسناً ولكن سرعان ما دب الخلاف بينهما حول دقائق اللعب لينتقل العاجي إلى صفوف مانشستر سيتي الإنكليزي.

وعاود quot;بيبquot; الكَرة مرة أخرى مع سيرخيو بوسكيتس لكنه فشل بشكل واضح خاصة مع هدفه العكسي أمام آرسنال في دوري الأبطال لكن مدرب المنتخب الإسباني فيثنتي ديل بوسكي لم يهتم بذلك ودفع به مع سيرخيو راموس في مباراة quot;لافوريا لاروخاquot; وquot;الديوك الفرنسيةquot; وكلفه ذلك كثيراً بالسقوط في فخ التعادل الإيجابي في عقر داره على ملعب فيثنتي كالديرون.

واستنجد غوارديولا بالأرجنتيني خافيير ماسكيرانو الذي أبان عن إمكانيات كبيرة في قلب الدفاع وشكل ثنائياً قوياً مع بيكيه رغم بعض الهفوات التي يمكن تفهمها.

وفي ظل الغيابات الحالية المتمثلة بإصابة ألفيس وبويول وبيكيه عن الملاعب وعملية زراعة الكبد للمدافع الفرنسي أبيدال، حاول فيلانوفا استنساخ ما فعله غوارديولا بوضع أليسكاندر سونغ في قلب الدفاع رغم أنه لاعب وسط ارتكاز مثلما كان الحال مع الغنرز ثم غامر بشكل أكبر بالزج بالظهير الأيسر أدريانو كوريا في قلب الدفاع رفقة الكاميروني رغم تواجد مدافع لاماسيا ومنتخب إسبانيا تحت 21 عاماً مارك بارترا على مقاعد البدلاء.

وبهكذا خط دفاع، بات برشلونة على موعد متجدد في دخول الأهداف في مرماه بمساعدة من حارسه فالديس ولم ينجح الأخير في الحفاظ على quot;عذارةquot; شباكه سوى في 3 مناسبات أمام فالنسيا وغرناطة بالدوري وبنفيكا في دوري الأبطال.

على المقابل، دخل 18 هدفاً في مرمى العملاق الكاتالوني في 13 مباراة موزعه كالتالي 8 مباريات في الليغا (11) ومبارتين في كأس السوبر (4) و3 مباريات في دوري الأبطال (3) وهو رقم مخيف للغاية لن يستطيع فيلانوفا وفريقه تحمل تبعات ذلك.

برشلونة يستطيع في الليغا ولكن صعب أوروبياً

يقول محللون وخبراء في الشأن الرياضي أن بإمكان برشلونة فيلانوفا في المنافسة على لقب الدوري الإسباني بهكذا وضعية دفاعية ولكنه سيكون خارج النطاق في المباريات الإقصائية وتحديداً في كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا.

ويعُرف أن المباريات الإقصائية تعتمد بشكل كبير على الأهداف المسجلة في مرمى الخصم على أرضية ميدانه وفي عقر داره وهو الأمر الذي يفتقده برشلونة بشكله الحالي مع الإشارة إلى ماحدث أيضاً في كأس السوبر المحلية بين الغريمين البارسا والريال حينما نجح الأخير في الظفر باللقب رغم تساوي الفريقين في مجموع المباراتين (4/4) ولكن هدف دي ماريا في كامب نو هو من رجح كفة الفريق الملكي.

سقوط برشلونة مسألة وقت

ويرى قطاع عريض من أنصار برشلونة ضرورة التعاقد مع قلب دفاع صريح في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة حتى يحافظ الفريق الكاتالوني على حظوظه في المنافسة على البطولات المحلية والقارية.

وضرب تيتو فيلانوفا آمال عشاق برشلونة بعرض الحائط وذكر في آخر تصريحاته أنه لن يتعاقد مع مدافع في سوق الانتقالات الشتوية وسيتم الاستعانة من quot;لاماسياquot; مدرسة تكوين اللاعبين في برشلونة بمعنى أن الحال سيبقى كما هو عليه دون أن مستجدات لأن المدرب الجديد لا يستعين فعلياً بالمدافعين الشباب مثلما حدث مع فونتاس المنتقل إلى ريال مايوركا على سبيل الإعارة ومارك بارترا الملازم لمقاعد البدلاء منذ تصعيده إلى الفريق الأول سوى مباراة سيلتك الأسكتلندي في دوري الأبطال..

وفي حال أصر فيلانوفا على موقفه رغم خطورة الوضع الدفاعي فهذا يشير إلى أن سقوط العملاق الكاتالوني بات مسألة وقت ليس أكثر.