ترعى مؤسسة قطر، التي تترأسها الشيخة موزة المسند، قميص نادي برشلونة في أضخم صفقة رعاية لنادٍ كروي في التاريخ. ربما هذا ما دفع بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ليعد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية بإحضار النادي الكاتالوني إلى القطاع المحاصر.


فجر رئيس الوزراء في الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية مفاجأة رياضية من العيار الثقيل عندما ذكر أن أمير قطر وعد بشكل جاد بالعمل على إحضار نادي برشلونة الإسباني لزيارة القطاع المحاصر.

وقال هنية خلال لقاء جمعه بالشخصيات الرياضية إن أمير قطر أبلغه أنه سيجري ترتيبات واتصالات لإحضار نادي برشلونة لزيارة قطاع غزة حيث يتمتع النادي الكاتالوني الكبير بشعبية جارفة للغاية وتحظى مبارياته في المسابقات المحلية والأوروبية بمتابعة من جميع الشرائح الفلسطينية.

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند قد زارا قطاع غزة الأسبوع الماضي في زيارة تاريخية لأول زعيم عربي منذ فرض الحصار الإسرائيلي عام 2006.

وأعلن أمير قطر خلال زيارته عن منح 400 مليون دولار للشروع بإعمار قطاع غزة المدمر جراء الحرب الإسرائيلية أواخر عام 2008 ومطلع 2009.

كما وضع حجر الأساس لعديد المشاريع الحيوية مثل إنشاء مستشفى للأطراف الصناعية ووحدات سكنية ومدينة للأسرى المحررين في صفقة شاليط التي أبرمت العام الماضي وتعبيد الشوارع الرئيسة في غزة مثل شارعي صلاح الدين وشارع الرشيد (البحر) علاوة على عدد آخر من المشاريع الزراعية والصحية.

يذكر أن مؤسسة قطر ترعى قميص برشلونة من خلال عقد شراكة مع الفريق الكاتالوني يمتد حتى عام 2016 في أكبر صفقة رعاية قميص لناد لكرة القدم في العالم بأسره بقيمة إجمالية تصل إلى 166 مليون يورو.

ويحصل برشلونة بناءً على هذه الاتفاقية على 33 مليون يورو سنويّاً ليصبح بذلك النادي الأكثر كسباً للمال في العالم من الشركة الراعية لقميصه.

ويتقدم النادي الكاتالوني بذلك على غريمه ريال مدريد ومانشستر يونايتد الإنكليزي اللذين يتحصلان على 23 مليون يورو في السنة الواحدة.

ويرفع برشلونة شعار quot;أكثر من مجرد نادٍquot; ويمتاز بفلسفة خاصة وهو الأمر الذي ساعد في إبرام الإتفاقية مع المؤسسة القطرية التي لا تبغي الربح في نشاطها عكس باقي الأندية.
وتأسست مؤسسة قطر العام 1995 بمبادرة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئاسة مجلس إدارتها.

وتقوم الشيخة موزة بقيادة المؤسسة وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها وبرامجها الخاصة في نواحي التعليم والعلوم وتطوير المجتمع.

تأتي هذه الزيارة في حال تم تأكيدها من طرف نادي برشلونة لتلطيف الأجواء بعد الحملة الإعلامية الكبيرة التي عانى منها الفريق الكاتالوني بعد حضور الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط كلاسيكو الكرة الإسبانية بين البارسا والريال في الـ7 من الشهر الجاري على ملعب كامب نو وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما ضمن الجولة السابعة من منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم.

وأحدثت زيارة شاليط وحضور الكلاسيكو الأخيرة موجة غضب عارمة في الوطن العربي وواكبتها فعاليات فلسطينية منددة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة من بينها مقاطعة إذاعة حماس (صوت الأقصى) أخبار برشلونة ونجومه الكرويين.

واعتبر الفلسطينيون تلك الزيارة تكريماً لجندي إسرائيلي قتل النساء وروع الأطفال عندما كان على ظهر دبابته في موقع كرم أبو سالم.

وأصدر نادي برشلونة بياناً توضيحياً لجماهيره العربية عبر موقعه الرسمي على شبكة الانترنت ذكر فيه أنه وافق على طلب من شاليط لحضور الكلاسيكو وعرض عليه مقعداً في المقصورة الرئيسة في كامب نو إلا أن شاليط رفض ذلك لرغبته في الجلوس في مكان قريب من أرضية الميدان لرؤية نجومه المفضلين أمثال ميسي وإنييستا وتشافي بعد أن حرم من مشاهدتهم لخمس سنوات كاملة وهي فترة أسره لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وأُسر الجندي الإسرائيلي في يونيو من عام 2006 وأطلق سراحه في أكتوبر من العام الماضي في صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية من جهاز المخابرات المصري وأسفرت عن إطلاق سراح 1050 فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

كما وافق برشلونة على طلب السفارة الفلسطينية المقدم بحضور اللاعب المحرر محمود السرسك بالإضافة للسفير في مدريد موسى عودة ورئيس اتحاد الكرة جبريل الرجوب.

غير أن السرسك رفض حضور الكلاسيكو بسبب تواجد شاليط في مدرجات ملعب المباراة معتبراً في الوقت ذاته أن دعوته مع الجندي الإسرائيلي مساواة بين الضحية والجلاد وهو ما يرفضه تماماً.

وأفرج عن السرسك من السجون الإسرائيلية بعد خوضه إضراباً عن الطعام لمدة تجاوزت التسعين يوماً من أجل إطلاق سراحه وإخلاء سبيله بعد اعتقاله وهو في طريقه للإحتراف في مركز بلاطة أحد أندية الضفة الغربية.

تجدر الإشارة إلى أن ناديي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين يحظيان بشعبيّة جارفة في الوطن العربي عامة وفلسطين بشكل خاص ويرتدي أنصارهما قمصان الفريقين بشكل لافت حيث تشهد تجارة بيع وشراء هذه القمصان رواجاً كبيراً وتحديداً قميصي النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.