صبت الصحافة الجزائرية على اختلاف أطيافها جم غضبها على رئيس الإتحاد الجزائري موجهة له سيلاً من الانتقادات بعد المباراة الودية التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره منتخب البوسنة و الهرسك و التي احتضنها ملعب الخامس يوليو بالعاصمة و الذي كانت أرضيته سيئة للغاية اثر هطول كثيف للأمطار و كانت تصلح لكل سيئ ما عدا ممارسة كرة القدم أو أي رياضة أخرى فردية أو جماعية.


ديدا ميلود - إيلاف : و أجمعت الصحف المتخصصة العربية منها و الفرنسية و أيضا الملاحق على وصف ملعب الخامس يوليو بحقل البطاطس عندما يتم سقيه بالماء ،و تساءلت جل الصحف كيف لمنتخب وطني عريق بقيمة المنتخب الجزائري تأهل لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات و يتطلع لبلوغها للمرة الرابعة و مع ذلك لا يتوفر له ملعب محترم يليق به يستقبل عليه ضيوفه رغم عشرات الملايين من الدولارات التي صرفت على تلك الأرضية لترميمها أو لإعادة زرع العشب الطبيعي فيها ،وحملت الصحافة مسؤولية المهزلة للإتحاد الذي كان بإمكانه تفاديه هذه الحادثةبحلول كثيرة في مقدمتها اختيار ملعب آخر.

و بدا واضحا أن الأرضية الرديئة سرقت أنظار الخبراء و الإعلاميين و الجمهور من أداء اللاعبين رغم حضور عدد من نجوم البوسنة ممن ينشطون في أوروبا على غرار مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي ايدن دزيكو .

و مما زاد من شدة الصدمة ليس الخسارة بهدف دون مقابل لأن المباراة كانت ودية بل أن المباراة تدخل في إطار احتفالات الاتحاد بمرور خمسين سنة على تأسيسه و أيضا في إطار الاحتفالات بمرور نصف قرن على استقلال الجزائر .

و من حسن حظ الجزائر أن المنتخب البرازيلي بالغ في مطالبه المالية مقابل خوض ودية ضد الخضر و إلا لكانت الفضيحة ستكون مدويه خاصة في حال قدوم السامبا بجميع نجومه مما يجعل المباراة تحت متابعة إعلامية عالمية واسعة ، و من حسن حظ الجزائر أيضا أن المنتخب البوسني واصل اللعب إلى غاية نهاية المباراة و لم ينسحب .

و هكذا فان المباراة لم تؤدي غرضها لا الفني حيث لم تسمح لأشبال المدرب وحيد خليلوزيدش بإبراز مهاراتهم وكان الأجدر برئيس الاتحاد أن يبرمج المواجهة على ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة بعدما تقرر غلق الخامس يوليو بعد نهاية بطولة الدوري في شهر مايو الماضي بعدما تأكد للجميع أن أرضيته غير صالحة ، كما أن الودية لم تؤدي غرضها الاحتفالي خاصة بعد مهزلة إعلان بدأ عزف النشيد الصربي بدلا من النشيد البوسني مثلما أعلنه مذيع الملعب الذي يجهل المجازر التي ارتكبها الصرب ضد مسلمي البوسني في بداية التسعينات من القرن الماضي.

وعنونت صحيفة الخبر تقريرها عن المباراة بعنوان ملعب الخامس يوليو يحول احتفالية الاتحاد إلى مهزلة ،أما صحيفة النهار الجديد فقالت ببنط عريض افتتحت به صفحتها الرئيسية مهزلة في مزرعةو تحته عنوان أصغر حجماً و أكثر تعبيراً مفاده البوسنيون احذروا الغرق أنتم في إفريقيا و أضافت في عنوان بصفحاتها الداخلية مباراة للنسيان ....أرضية كارثية و مهزلة حقيقية على المباشر في خمسينية الاستقلال، أما صحيفة الشروق فيمكن القول أنها كانت أكثر جرأة من البقية بعنوان صريح يقول الخضر ينهزمون في حقل البطاطا.

أما صحيفة الهداف فنقلت على لسان الجمهور الذي حضر اللقاء مطالبته للمسئولين عن الكرة الجزائرية بتحويل ملعب الخامس يوليو إلى مزرعة بدلا من إبقائه ملعبا يشوه صورة الجزائر في الخارج و أضاف بأنه بعد خمسين سنة نحتفل بالاستقلال مع البوسنة على أرضية مهينة و أربعة ملايين بوسني يضحكون علينا بعد مشاهدتهم لودية منتخب بلادهم الحديث العهد بالاستقلال و مع ذلك يمتلك ملعباً أو ملاعب راقية.

و اكتفت صحيفة وقت الجزائر بكلمة واحدة بالبنط العريض للتعبير عما حدث في ودية البوسنة حيث كتبت تقول مهزلة و أمامه علامة استفهام كبيرة و نقلت هي الأخرى احتجاجات عشاق الخضر على روراوة و مطالبتهم له بتوفير ملعب يليق بمنتخب وطني ما دام أن الفاف يعيش في بحبوحة مالية.

و يخشى محبو المنتخب الوطني أن تمر هذه الفضيحة مرور الكرام و لا يلقى أصحابها الحساب و العقاب المناسب لتفادي تكرارها.