ربما كان المدراء الفنيين في أوروبا مثلهم مثل العديد من نظرائهم في الدول الأخرى، يفكرون في هذه الأيام التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 التي ستنطلق في البرازيل، ولكن خارج أرض الملعب هناك كأس العالم آخر احتل أفكار سماسرة سلطة كرة القدم.


روميو روفائيل - إيلاف : مر أكثر من عامين على قرار منح قطر استضافة نهائيات كأس العالم، إلا أنه مايزال غير واضح ما إذا كانت هذه البطولة ستنطلق في فصل الصيف أو الشتاء أو في بلد آخر كلياً، خصوصا أن اللجنة المنظمة القطرية أظهرت قبل أيام فقط تحولاً في موقفها مع بيان صيغ بعناية، جاء في جزء منه: quot;لمحت شخصيات عالمية مختلفة أنها تفضل إقامة البطولة في الشتاء، ونحن جاهزون وفي اتم الاستعداد لإستضافة كأس العالم في الصيف أو في الشتاء ...quot;

.وبما أنه من المحتمل جدا أن الحدث الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم الدولية قد لا يبتعد عن الأذهان، أرتأت quot;إيلافquot; طرحه بصورة مختلفة وشاملة .
اضرار إقامة البطولة في الصيف
إذا وضعنا جانباً حقيقة أن مساحة قطر صغيرة وتفتقر إلى تراث كرة القدم ومواقفها المحافظة للغاية من النساء وتعاطي الكحول والشذوذ الجنسي ومحدودية الإقامة، فإن بياناتك المشكلة الكبرى هي المناخ فكما سلطت الدراسة الفنية للفيفا الضوء عليه وقبل عملية التصويت، سيكون الجو حاراً جداً مع أعلى مستوى يومي يزيد في المتوسط ​​عن 40 درجة مئوية.
وقد اقترح التشيلي هارولد ماين - نيكولس الذي قاد الدراسة مؤخراً ، إلى أن الحل سيكون إقامة المباريات في الليل عندما يكون الجو أكثر برودة - على رغم انخفاض متوسط ​​درجة الحرارة إلى 27 درجة مئوية - ولكنانطلاق البطولة في منتصف الليل في قطر يعني أن الساعة ستكون العاشرة مساء في إنكلترا و 11 مساء في برلين ومدريد والخامسة والسادسة صباحاً في بكين وطوكيو علي التوالي، و بإختصار، ليس جيدا بالنسبة إلى المشاهدين أو الراعين الرئيسيين في أسواق البث التلفزيوني كما أنه يمكنه أيضا أن يحدث دماراً في أجساد اللاعبين والمشاهدين .
وعلى الرغم أن قطر تقول إنها ستلتزم بتطبيق تقنية التبريد في الملاعب وأماكن التدريب ومناطق وجود المشجعين والأماكن العامة، الأ أ ن الكثيرون مقتنعين بأن لايزالون هذا النظام فير عملي، أو حتى مرغوب به ، وأن الحل الوحيد هو إنطلاقها في الشتاء.
أضرار إقامة البطولة في الشتاء
الشتاء هو وقت بدء البطولات المحلية الأوروبية التي تمد المنتخبات بمعظم لاعبيها ، وفي الوقت الذي لا تستغرق البطولة سوى 4 أسابيع، إلا أن الإعداد لها وفترة النقاهة تصل إلى شهرين، ونتيجة لذلك، فإنه إذا اقيمت كأسالعالم في الشتاء، فإنها ستؤثر علي 3 مواسم أوروبية تقليدية وليس موسم واحد.
وإذا نظمت بطولة 2022 في الفترة من منتصف تشرين الثاني إلى منتصف كانون الأول (لتجنب فترة الأعياد ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية)، سيحتاج موسم 2022/2023 الأوروبي إلى البدء والانتهاء قبل وبعد شهر من موعده المقرر ، وبذلك سيكون له تأثيراً كالضربة القاضية على المواسم التي تسبقه والتي تليه.
هناك أيضا تعقيدات مع عقود اللاعبين واتفاقات البث التلفزيوني والرعايا وأصحاب التذاكر الموسمية، ثم هناك الأثر الذي سيترتب على البطولات الأخرى، على سبيل المثال التصفيات المؤهلة ليورو 2024 التي عادة تنطلق بحلول كانون الأول 2022.
وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن التلميحات تواصلت مع أحداثها عندما سجل السير ديف ريتشاردز، رئيس البريمير ليغ واللجنة الدولية للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم (سيتقاعد في نهاية تموز المقبل)، quot;هدفا في مرماهquot; بزلة لسانه عندما قا ل إ ن الاتحادات، مثل التي يمثلها، quot;ستتصدى لفصل الشتاءquot;، ثم استدرك: quot;لأ يمكن أ ن تنطلق في الصيف ، فأين ستذهب الجماهير ؟ فلا يمكنهم الاستلقاء علي الشاطئ لأن أجسادهم ستحترق أعتقد بأن الحس السليم سيسود مع مرور الوقت.quot;. ولكن رابطة الدوري الممتاز سارعت إلى نفي تصريحه عندما أكد الرئيس التنفيذي ريتشارد سكودامور أن quot;المقاومة كبيرة quot; من ​​البطولات الأوروبية.
ولكن هل هذا هو التمني؟ قال كارل هاينز رومينيغه، الرئيس التقني لنادي بايرن ميونيخ ورئيس رابطة الأ ندية الأوروبية (الذي آخر مؤتمر شارك فيه كان في الدوحة)، لمجلة quot;فرانس فوتبولquot; الشهر الماضي موضحاً : quot; إن أفضل جزء من السنة هو فصل الصيف، وهذا هو بالضبط الوقت الذي تحتاج للعب فيه، أعتقد بأننا نتجه بسرعة في هذا الاتجاه (إقامة كأس العالم في الصيف).
ووفقا للمجلة نفسها فإن لدى رئيس يويفا ميشيل بلاتيني وجهة النظر ذاتها.
ما هو الخطأ من اقامتها في الصيف؟
يمكن أن تكون مشاهدة كرة القدم في الشتاء تجربة بائسة، كما هي ممارستها، في أنحاء كثيرة من أوروبا.
فعلى المستوى المهني، يكون لكرة القدم الصيفية تأثير بشكل مباشر على دوري الرغبي والكريكيت، خصوصا من عائدات الدخل من البث التلفزيوني، واعتباره واحدة من مناطق الجذب الرئيسية لمحطة سكاي سبورتس هي أن مثل هذه البطولات الصيفية تساعد في سد الفراغ بين مواسم كرة القدم.
ففي حين هناك مقاومة عامة وتجارية في إنكلترا، فإن الأمر يختلف في أماكن أخرى من أوروبا، وفي ألمانيا توصف حالة سنوات غياب البطولات الرياضية الصيفية من غير كرة القدم بأنها quot;موسم سخيفquot;، أما في مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​حيث غالباً ما يكون الجو حار جداً، فتقام المباريات في وقت متأخر من الليل التي تلحق الأضرار بالحضور ومشاهدي التلفزيون.
بلاتيني داعم لإقامة الدوريات في الصيف وكأس العالم في الشتاء
قد يكون دعم رئيس يويفا لبطولة كرة القدم في الصيف نابع من إيمان حقيقي، ولكنه أيضا يعتبر من مصلحته في الوقت نفسه ، فالفرنسي هو واحد من القليلين جداً الذين اعترفوا علناً أنه من صوتوا لقطر، وفعل ذلك علي أساس أن تنقل آلي البطولة الشتاء، وهو التغيير الذي قال إنه اقترحه على أمير قطر قبل التصويت.
وأصر بلاتيني بأن تصويته لدعم قطر لم يكن بأي حال من الأحوال بتأثير من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي آنذاك، بعد التفاوض بشأن عقود ضخمة استفادت منها الشركات الفرنسية، ولا بسبب حضوره لمأدبة العشاء التي اقامها ساركوزي علي شرف أمير قطر في قصر الأليزيه قبل اجراء عملية التصويت بتسع أيام ، وكانت هناك العديد من صفقات تجارية فرنسية - قطرية لاحقة ومتعلقة غالبا بمشاريع البناء في عام 2022.
ومع ذلك، دعم بلاتيني هو سيف ذو حدين، فلفترة طويلة يبدو أنه يريد أن يحل محل سيب بلاتر رئيسا لفيفا في عام 2015 ،ولكن الأخير لم يبدأ منذ الآن في انتقاد الفرنسي فقط، ربيبه لعقدين من الزمن، بل لمح إلى ترشيح نفسه لرئاسة خامسة.
وبلغ السويسري الـ77 عاماً في الشهر الماضي، وكان عمر معلمه جواو هافيلانج 82 عاماً عندما تنحى عن رئاسة الفيفا بعد 24 عاماً في السلطة.
بلاتر وتلميحات بنقل البطولة إلى دولة أخرى
سيكون رئيس الفيفا السويسري سيب بلاتر quot;الحصان الأبيضquot; للعبة الإنكليزية، حيث قضى معظم السنوات الـ 21 على رأس المنظمة الدولية على خلاف مع الاتحاد الإنكليزي، إلا أنه يعتبر لدوداً في صنع صفقات، وبالتالي سيسعى للحصول على دعم أينما يمكنه من العثور عليه، وهو عموما يعارض نقل موعد إقامة كأس العالم إلى الشتاء ، و هذا الأسبوع لمح أن اى طلب من هذا القبيل سيدفع مقدمي العروض الخاسرين (استراليا وكوريا الجنوبية واليابان والوصيف الولايات المتحدة) إلى طلب إعادة التصويت مرة أخرى، حيث أنه من المعتقد بأن بلاتر قد صوت لمصلحتهم.
تنص قوانين الفيفا الحالية على أنه يجب أن تقام نهائيات كأس العالم في حزيران أو تموز، وهذا كان ملخص المزايدات التي يمكن أن تناقشه الدول المذكورة أعلاه، ولهذا السبب كانت هناك مواجهة من المكسيك، ويصر الفيفا على أن المسألة تتعلق بقطر لتقرير موعد انطلاق البطولة، فيما يؤكد القطريون على أنهم ليست لديهم أي نية للقيام بذلك، ولذلك صاغوا بيانهم الأخير بعناية.
المراقبون يتوقعون
المراقبون المحنكون للفيفا يتوقعون أن قطر التي ضغطت كثيراً للحصول على الدعم، ستقترح إقامة كأس العالم في الشتاء عام 2015 ،وعلى الأرجح ستستشهد قطر بالأسباب الطبية التي ذكرها الأمين العام لفيفا جيروم فالكه الشهر الماضي عندما قال قد تكون هناك حاجة للتغيير إذا ثبتت الخطورة على صحة اللاعبين إذا انطلقت في فصل الصيف.
.