&ارجع أغلب المتابعين تراجع أداء &ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني و تقهقره في الترتيب العام من مركز الصدارة إلى الترتيب الثاني خلف غريمه برشلونة إلى المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي الذي يتحمل لوحده مسؤولية النتائج المتذبذبة التي سجلها الميرنيغي خاصة في العام الجديد 2015 و التي أدت إلى تضييعه لقب كأس الملك و تقلص آماله في إستعادة عرش الليغا الغائب عن خزائنه منذ عام 2012.

ووفقاً لتقارير إعلامية فأن مسؤولية أنشيلوتي ليست في خياراته التكتيكتية فحسب بل تتعداها إلى عقدته النفسية التي تلازمه منذ كان مدرباً في إيطاليا لنادي ميلان ، إذ أن شخصيته كمدرب جعلته متعالي عن البطولات المحلية و خاصة بطولة الدوري و تفضيله التألق و الفوز بألقاب المسابقات القارية و خاصة مسابقة دوري أبطال أوروبا .
&
كما حملت تقارير إعلامية للصحافة المدريدية الموالية للريال المسؤولية أيضا لإدارة الرئيس فلورنتينو بيريز الذين لم ينتبهوا إلى أمر في غاية الأهمية يتعلق بمسيرته المهنية كمدرب عند التعاقد معه صيف عام 2013.
&
أرقامه في الدوريات المحلية
&
فعلى مدار " 15 " موسماً درب خلالها انشيلوتي أعرق الفرق في اوروبا سواء في إيطاليا أو في إنكلترا أو في فرنسا قبل أن يشد رحاله لإسبانيا ، حيث لم يحقق بطولة الدوري سوى ثلاث مرات و هو رصيد سلبي جداً مقارنة مع رصيده العام كمدرب و مقارنة مع مكانته في لائحة المدربين الكبار في العالم .
&
فقد &درب كارليتو في بلده ثلاثة أندية من اقوى أندية الكالتشيو منلعام 1995 و لغاية عام 2009 و مع ذلك لم يحرز لقب الدوري سوى مرة واحدة كانت مع ميلان في عام 2004 في موسم لم يكن فيه الروسونيري قوياً بقدر ما كان منافسيه أكثر ضعفاً و متراجعين في الأداء ، بينما فشل في قيادة يوفنتوس لإحراز اللقب و قبلها مع بارما.
&
فيما حقق اللقب الثاني على مستوى الدوري مع تشيلسي الإنكليزي في عام 2010 &، أما اللقب الثالث فكان مع باريس سان جيرمان الفرنسي و معه نال لقب الدوري الفرنسي مرة واحدة خلال موسمين ، إذ اهدر التتويج في الموسم الأول 2011-2012 لصالح مونبلييه المتواضع .
&
أرقامه في دوري أبطال أوروبا
&
أما ارقام انشيلوتي في دوري أبطال أوروبا فتؤكد تفضيله لهذه البطولة عن غيرها ، إذ نالها ثلاثة مرات و نال مركز الوصافة مرة واحدة ، وكانت مرتان مع ميلان عامي 2003 و 2007 و مرة مع ريال مدريد في عام 2014.
&
العقدة المحلية
&
و مما يؤكد وجود عقدة عند انشيلوتي تجعله لا يهتم كثيراً بالبطولات المحلية و خاصة الدوري انه خسر رهان اللقب و حل وصيفاً عدة مرات في تجاربه السابقة &بسبب جزئية بسيطة و في آخر المطاف &، رغم ان فريقه يكون مهيمنا على المنافسة ، وهذا مثبت بداية بتجربته مع بارما عام 1997 و الذي كان يضم نخبة من الأسماء اللامعة ، و بعدها مع يوفنتوس عامي 2000 و 2001 ، إذ خسر لقب الكالتشيو في عام 2000 بعدما خسر مباراة الجولة الأخيرة امام فيرونا المتواضع بهدفين دون رد ، و تكرر نفس السيناريو مع باريس سان جيرمان في موسمه الأول ، و يتجه ذات السيناريو ليتكرر هذا الموسم مع الأبيض الملكي.
&
فالريال نجح في خطف صدارة الترتيب العام للدوري الإسباني بداية من الجولة العاشرة بعد خسارة غريمه برشلونة لمواجهة الكلاسيكو و بعدها مباراة سيلتا فيغو ، ونجح الميرينغي في توسيع الفارق الذي يفصله عن ملاحقه المباشر ليصل إلى خمس نقاط ، و كان بإمكانه تأمين هذا الفارق و توسيعه ليجعل من مباراة الكلاسيكو على أرض الكامب نو بلا فائدة لو فاز بها البارسا ، غير ان ريال انشيلوتي رفض قبول الهدايا التي تلقاها في جولات مختلفة من الموسم بعد خسارة برشلونة مبارتين كانت كافيتين ليوسع الفارق لحدود ثمانية نقاط ، إذ انهزم برشلونة من ريال سوسيداد و من ملقة بهدف وحيد ، ليرد عليه الريال بخسارتين أمام حامل اللقب اتلتيكو مدريد برباعية نظيفة &و امام اتلتيك بيلباو بهدف نظيف ، &و تعادل بطعم الهزيمة أمام فياريال على السانتياغو بيرنابيو .
&
وعلى اثر هذه الخسائر فقد الميرينغي الصدارة و أصبح ثانياً ، لتتقلص فرصه في الظفر بلقب الليغا خاصة في حال سقوطه في مواجهة الكلاسيكو المرتقبة وذلك في ظل الأداء الباهت الذي يقدمه اشبال المدرب الإيطالي مؤخراً .
&
و الحقيقة أن نوايا انشيلوتي هذا الموسم ظهرت للعيان بشكل واضح ، فهو يبدو غير مهتم لا بكأس الملك و لا بلقب الليغا ، لإيما يركز جهوده فقط على دوري أبطال أوروبا للاحتفاظ تاجها و تعليق النجمة الحادية عشر على قميص الريال ، متناسياً ان اللقب القاري ليس مضمونا لأن التألق على المستوى القاري &لا يتحقق بالتميز على المستوى المحلي وهي المعادلة التي لم ينجح الفني الإيطالي في تجسيدها هذا العام رغم ان المنافسين على الصعيد الخارجي أقوى و اكثر استعداد بكثير من المنافسين المحليين.
&
و تقول التقارير الإعلامية الواردة من بلاد الاندلس ان الرئيس بيريز انتبه إلى هذه المسألة بتهميش انشيلوتي لبطولة الدوري المحلي رغم اهميتها و مكانتها العالمية، و بدأ فعلياً التفكير بجدية في مستقبل الجهاز الفني ، حيث لا يستبعد في حال استمرار تذبذب النتائج و المردود أن تتم إقالة انشيلوتي وإسناد المهمة لرجل مطافئ ينهي الموسم .