يبدو ان النجوم الدوليين في صفوف برشلونة الاسباني متعطشون اكثر من اي وقت مضى للالقاب بعد الخيبة التي عاشوها في مونديال البرازيل 2014 مع منتخبات بلادهم، وهم على بعد 90 دقيقة من بلوغ نهائي دوري ابطال اوروبا نتيجة فوزهم ذهابا على بايرن ميونيخ الالماني 3-صفر، وذلك قبل ايام معدودة على خوضهم بطولة كوبا اميركا.
&
وبعد مرارة خسارة نهائي مونديال البرازيل امام المانيا وترسانة بايرن ميونيخ في "ناسيونال مانشافت"، تمكن الارجنتيني ليونيل ميسي من صب جام غضبه على النادي البافاري بعد ان تسبب باسقاطه ذهابا بثلاثية نظيفة وذلك بتسجيله ثنائية رائعة وتمريرة كرة هدف البرازيلي نيمار الذي شاهد ايضا بلاده تتقهقر على ارضها امام الالمان بخسارتها المذلة في نصف النهائي 1-7.
&
وعرف ميسي كيف يقلب صفحة الموسم المخيب الذي عاشه في 2014 ان كان مع المنتخب المحلي الذي خسر النهائي الاول له منذ 1990 بهدف في نهاية الشوط الاضافي الثاني، او برشلونة الذي فشل في احراز اي لقب.
&
وبتسجيله 53 هدفا في 52 مباراة خاضها مع النادي الكاتالوني في جميع المسابقات هذا الموسم، اكد ميسي (27 عاما) علو كعبه مجددا ومكانته كاحد افضل اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب، وهو يأمل ان يتوج موسمه الرائع بقيادة النادي الكاتالوني الى ثلاثية الدوري الذي يتصدره بفارق 4 نقاط عن غريمه ريال مدريد قبل مرحلتين على النهاية، والكأس المحلية التي وصل الى مباراتها النهائية حيث يواجه اتلتيك بلباو، ومسابقة دوري ابطال اوروبا التي سبق ان توج بلقبها ثلاث مرات اعوام 2006 و2009 و2011 ويأمل بالرابع من بوابة بايرن الذي يستضيف اياب نصف النهائي غدا الثلاثاء.
&
وبعد ان ينتهي ميسي من مهمته مع برشلونة، سينتقل مع رفيق الدرب خافيير ماسكيرانو الى تشيلي في محاولة لقيادة المنتخب الارجنتيني الى لقب كوبا اميركا الذي افلت منهما عام 2007.
&
والامر ذاته ينطبق على نيمار الذي يقدم موسما ثانيا رائعا مع برشلونة، خلافا لموسمه الاول الذي بدا فيه لاعبا عاديا لا يرتقي الى مستوى طموحات النادي الكاتالوني الذي عاش فترة عصيبة بسبب فضيحة التهرب من الضرائب التي احاطت بصفقة انتقال اللاعب البرازيلي من سانتوس الى "كامب نو".
&
كما وضع نيمار خلفه الفترة العصيبة التي عاشها الصيف الماضي في مونديال بلاده الذي انتهى بالنسبة له في ربع النهائي بعد تعرضه لاصابة في ظهره ما جنبه بان يكون طرفا في الهزيمة التاريخية التي منيت بها بلاده امام المانيا في نصف النهائي، ثم السقوط الكبير امام هولندا (صفر-3) في مباراة المركز الثالث.
&
وارقام نجم سانتوس السابق تتحدث عن نفسها هذا الموسم، فبعد ان اكتفى بتسجيل 15 هدفا في جميع المسابقات الموسم الماضي، ساهم المهاجم البرازيلي البالغ من العمر 23 عاما بالمستوى الرائع لفريقه هذا الموسم بعدما سجل 35 هدفا، ما رفع من امال ابناء بلاده بتحقيق نتيجة ايجابية في كوبا اميركا بقيادة المدرب الجديد-القديم كارلوس دونغا الذي استبعد رفيق نيمار في برشلونة دانيال الفيش رغم المستوى المميز الذي ظهر به الظهير البالغ من العمر 32 عاما خصوصا في مباراة الذهاب ضد بايرن، ما سيفتح الباب امامه لتمديد عقده مع النادي الكاتالوني خصوصا ان الاخير ممنوع من اجراء اي تعاقدات جديدة بسبب مخالفته لوائح الاتحاد الدولي "فيفا".
&
وهناك ايضا سواريز الذي كان صيفه صعبا للغاية بسبب عضه الايطالي جورجيو كييليني خلال مباراتي بلادهما في الدور الاول من مونديال البرازيل ما تسبب بايقافه لاربعة اشهر عن اي نشاط كروي، الا ان ذلك لم يدفع برشلونة الى التراجع عن التعاقد معه من ليفربول الانكليزي مقابل 81 مليون يورو رغم انه لم يتمكن من ارتداء قميص النادي الكاتالوني قبل 26 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
&
لكن لاعب اياكس امستردام الهولندي السابق لم يكن بحاجة الى الكثير من الوقت لتشكيل شراكة قاتلة مع ميسي ونيمار والارقام تتحدث عن نفسها اذ سجل حتى الان 24 هدفا رغم غيابه عن بداية الموسم بسبب الايقاف الذي سيحرمه من التواجد مع منتخب بلاده في كوبا اميركا لان عقوبة المباريات الدولية التسع لم تنته.
&
والمفارقة ان سواريز الذي يبدو في طريقه لاحراز لقبه الاوروبي الاول في موسمه الاول مع برشلونة، قد يتواجه في نهائي دوري الابطال مع كييليني في حال تمكن الاخير مع فريقه يوفنتوس من تخطي ريال مدريد الاربعاء، علما بان الفريق الايطالي فاز ذهابا على ارضه 2-1.
&
واذا كان الاجانب يجدون في برشلونة وسيلة لتعويض خيبة مونديال 2014، فان "بلاوغرانا" فريق اسباني قبل كل شيء وبالتالي انه يمثل امال وطموح المحليين فيه وعلى رأسهم اندريس انييستا وجيرار بيكيه اللذين اختبرا صيفا سوداويا بعد تنازل "لا فوريا روخا" عن لقبه العالمي بخروجه من الدور الاول.
&
وقد اثبت بيكيه في الموسم الحالي انه احد افضل المدافعين في العالم في ظل الاداء الدفاعي الملفت لفريق لويس انريكي، فيما استعاد انييستا لمساته السحرية في مركزه الجديد كمنظم الالعاب في وسط الملعب في ظل انحسار دور زميل الدرب تشافي هرنانديز بسبب تقدمه في العمر (35 عاما).
&
وحتى ان القائد تشافي الذي اعلن الاعتزال الدولي بعد خيبة مونديال البرازيل 2014، يريد ان يرفع الكأس القارية اكثر من اي وقت مضى من اجل توديع النادي الكاتالوني بافضل طريقة ممكنة بعد ان دافع عن الوانه من 1991 حتى 1997 في الفرق العمرية ومن 1997 حتى اليوم في الفريق الاول الذي خاض معه اكثر من 500 مرة في الدوري المحلي وتوج معه بجميع الالقاب الممكنة.