اصطدم مسعى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر الاربعاء لاعادة انتخابه باول عقبة مع رفض الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سحب طلبه المتعلق بتجميد عضوية اسرائيل في الاتحاد.

وكان بلاتر زار اسرائيل والاراضي الفلسطينية الثلاثاء والاربعاء في مهمة التقى خلالها برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ولكنه لم ينجح في اقناع الفلسطينيين بالعدول عن مسعاهم بتقديم الطلب والحصول على تصويت في كونغرس الفيفا على تعليق عضوية الاتحاد الاسرائيلي.

واعلن اللواء &جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في مؤتمر صحافي عقده مع بلاتر الاربعاء في مقر اكاديمية بلاتر لكرة القدم في مدينة البيرة بالقرب من رام الله "نتمسك بهذا الاقتراح على اجندة كونغرس الفيفا لتكون الامور صريحة ومفتوحة من قبل الاتحادات ال208 الاعضاء".

واضاف "لن يكون هناك اي تسوية في ما يتعلق بحرية حركة رياضيينا ومسؤولينا".

وتابع الرجوب: "نحن واثقون من ان معظم اعضاء فيفا يوافقوننا الرأي حول هذا الوضع وسيدعمون مقترحنا... لان العنصرية احدى اعظم المخاطر التي تواجهها كرة القدم في الوقت الراهن. لقد صبرنا كثيرا لكن كل الجهود التي بذلت لم تعط اي ثمار. حان الوقت الان للجمعية العمومية كي تقرر".

ورحب الرجوب باقتراح بلاتر لاقامة مباراة سلام بين فلسطين واسرائيل لكنه اعتبر ان الظروف غير مناسبة الان لاقامتها: "يجب ان نعبد الطريق لها، ونهيء البيئة المناسبة".

ودعا الاتحاد الفلسطيني الى تعليق عضوية الاتحاد الاسرائيلي في الجمعية العمومية للفيفا المقررة في 29 ايار/مايو الحالي احتجاجا على العراقيل التي تفرضها اسرائيل على الرياضة الفلسطينية، وقد وضع طلبه على اجندة الاجتماع.

ويحتج الفلسطينيون على انشاء "خمسة اندية اسرائيلية في المستعمرات التي بنيت في الاراضي المحتلة منذ 1967، وهذه الاندية تشارك في البطولات الاسرائيلية المحلية مخالفة بذلك القانون الدولي".

كما يعاني الفلسطينيون من التضييق على رياضييهم في الاراضي المحتلة ومنعهم من التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتفرض اسرائيل رقابة مشددة على استيراد المعدات الرياضية ما يؤثر على تحضيرات الرياضيين الفلسطينيين.

ويعتبر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ان نظيره الاسرائيلي لا يتجاهل فقط عن انتهاكات اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،بل يعد متواطئا فيها مع مشاركة اندية في المستوطنات في الاتحادات الرسمية،وعدم معاقبة مشجعي فريق بيتار القدس المعروف بعنصريته ضد العرب.

ومن جهته، اعترف بلاتر ان اندية المستوطنات تشكل "مشكلة حساسة".

وقال "هذا ليس لديه اي علاقة بقوانين الفيفا ولكنها قد (تصبح متعلقه به)،ان كان ذلك يعني ان هناك اتحاد وطني يلعب على اراض اتحاد اخر دون الحصول على موافقته".

وحذر بلاتر، الذي اعلن في السابق معارضته لتعليق عضوية الاتحاد الاسرائيلي، من ان خطوة مماثلة ستشكل "سابقة خطيرة" في الفيفا.

وتابع "اذا لم يكن اتحاد معين راض عن اتحاد اخر، ويزعم ادعاءات مختلفة، وهي مسألة سياسية لا يمكن حلها عن طريق قوانين الفيفا...وعندها فان (تعليق العضوية) سيشكل سابقة خطرة" معربا عن مخاوفه من ان تسعى اتحادات كرة قدم اخرى في مناطق نزاع لحذو حذو الفلسطينيين.

وبحسب بلاتر فان "هذه ليست كرة قدم. ولهذا انا هنا في مهمة سلام".

ويقوم فيفا الذي انضم اليه الاتحاد الفلسطيني عام 1998، بالعديد من المشاريع في الاراضي المحتلة وتعهد مؤخرا باعادة بناء المرافق الرياضية التي دمرها القصف الاسرائيلي خلال الحرب على غزة في صيف 2014، ومن بينها مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي تضرر بالقصف الجوي.

ويسعى بلاتر (79 عاما) لاعادة انتخابه لولايته الخامسة في الكونغرس المقبل للفيفا الذي سيبدأ في 28 من ايار/مايو الجاري.

وخلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابلغه بلاتر ان اسرائيل وافقت على "تسهيل تحركات لاعبي كرة القدم" واقامة خدمة للشخصيات المهمة للسماح لللاعبين بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ووافقت اسرائيل ايضا على منح بطاقات هوية خاصة للاعبين الفلسطينيين وتشكيل لجنة ثلاثية للعمل مؤلفة من ممثلين عن الاتحاد الاسرائيلي والفلسطيني والفيفا "لاجراء اجتماعات شهرية لتحليل ومراقبة الوضع".

وكان مدير اتحاد كرة القدم الاسرائيلي روتيم كامير، انتقد الثلاثاء المسعى الفلسطيني لتعليق عضوية اسرائيل في الفيفا، ووصفه "بالمثير للسخرية" ويتنافى مع الروح الرياضية.