أصبح الهولندي فرانك دي بور، المدرب الثامن الذي تقيله إدارة نادي إنتر ميلان الإيطالي منذ عام 2010، عندما حقق الفريق إنجازاً تاريخياً بتتويجه بـ "الثلاثية "، بعدما جمع بين ألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي فسخ عقده مع "النيراتزوري" للانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، الذي دفع 10 ملايين يورو لخزينة النادي الإيطالي من أجل فسخ عقدها مع " السبيشل وان".

&وبحسب تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن المدرب الإيطالي سيتفانو فيتشي الذي عينته الإدارة مدربًا موقتًا للفريق خلفًا للهولندي دي بوير هو تاسع مدرب يتولى الجهاز الفني للإنتر منذ رحيل جوزيه مورينيو في صيف عام 2010 ، ليكون بذلك النادي الأكثر استهلاكًا للمدربين في إيطاليا خاصة وأوروبا عامة، دون أن ينجح في استعادة بريقه الذي حققه مع مدربه البرتغالي.
&
وغاب إنتر ميلان عن منصات التتويج على الصعيدين المحلي والقاري، حيث كان أفضل انجاز حققه منذ رحيل مورينيو هو إحرازه لكأس العالم للأندية في شهر ديسمبر من عام 2010 التي اقيمت منافساتها على الأراضي الإماراتية، بتفوقه على تي بي مازيمبي الكونغولي بثلاثة أهداف مقابل هدف.
&
وتزامن تغيير المدربين مع تفريط النادي في ألمع نجومه، بعدما غيّر من سياسته الفنية، وأصبح ينتدب أسماء مغمورة في ظل التغييرات الكثيرة التي طرأت على إدارته بعد تخلي مالكه الإيطالي ماسيمو موراتي عن النادي لصالح الملياردير الاندونيسي اريك ثوهير، الذي فشل حتى الآن في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، وساءت نتائجه لدرجة غاب فيها الفريق عن المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، على الرغم من أن خزينته أنفقت 460 مليون يورو على الانتدابات الصيفية والشتوية على مدار ستة أعوام باءت غالبيتها بالفشل.
&
ودشن نادي إنتر ميلان مرحلة ما بعد مورينيو بالتعاقد مع الإسباني رافائيل بينيتيز &الذي سرحه نادي ليفربول الإنكليزي في صيف عام 2010 ، بعدما خاض معه 25 مباراة فقط في جميع البطولات قبل أن تتم إقالته في نهاية نفس العام بسبب سوء النتائج، ليحل محله البرازيلي ليوناردو رغم تواضع تجربته كمدير فني، والمحسوب على أبناء الغريم التقليدي نادي أي سي ميلان، حيث لقي اختياره معارضة من قبل الجماهير ، إلا ان الفريق تحت إشرافه شهد أداؤه تصاعداً بعض الشيء، كما تحسنت نتائجه إلا أن الأزمة سرعان ما عادت، وأقيل البرازيلي من منصبه بعدما خاض الفريق تحت إمرته 32 مباراة، لتختار إدارة " النيراتزوري" لخلافته&الإيطالي جيان بييرو غاسبيريني،&الذي تولى تدريبه في خمس مباريات فقط .
&
واستعانت إدارة النادي بالمخضرم كلاوديو رانييري على أمل توظيف خبرته في معالجة أزمة الفريق، حيث بقي على رأسه الجهاز الفني خلال 35 مباراة من موسم 2011-2012 قبل أن يرحل عن الفريق.
&
ويعتبر الإيطالي أندريا ستراماتشوني صاحب أطول فترة إقامة في "جوزيبي مياتزا " منذ عام 2010 بعدما قاد الفريق في 65 مباراة رسمية خلال موسم 2012-2013 قبل أن يُقال من منصبه،&ويعين محله مواطنه والتر ماتزاري القادم من تجربة ناجحة مع نادي نابولي في صيف عام 2013 إلا أن نجاحه في النادي الجنوب إيطالي لم يسعفه ليبقى أكثر من موسم واحد في الإنتر، بعدما قاده في 58 مباراة لتتم إقالته من مهمته.
&
وبعدها لجأت الإدارة إلى أرشيف النادي فوجدت ضالتها في الإيطالي روبيرتو مانشيني العائد من تركيا، حيث اشرف على الفريق فترة ليست بالقصيرة، عرفت خلالها نتائج الفريق تحسنًا بعدما تأهل للدوري الأوروبي، كما شهدت نتائجه تألقاً في الدوري المحلي، إذ بقي على رأس جهازه الفني من عام 2014 وحتى منتصف عام 2016 ، بعدما قاده في 77 مباراة قبل أن تتوتر علاقته مع إدارة النادي في شهر اغسطس الماضي، وتمت إقالته من منصبه ليقع الاختيار على الهولندي فرانك دي بور في الصيف المنصرم، وقبل أيام قليلة من انطلاقة الموسم الجديد، بعدما راهن جميع مسؤولي الإنتر على نجاح الفني الهولندي، غير أن النتائج لم تساعده على ذلك فبقي لـ 14 مباراة فقط ليُقال من منصبه.
&
وتكشف سياسة إنتر ميلان أن تغيير المدربين كان مجرد مسكنات لجأ إليها مسؤولو النادي لمعالجة أزمة عميقة تحتاج إلى تشخيص دقيق قبل وصف العلاج الصحيح، الذي من شأنه أن يعيد للفريق هيبته ومكانته المحلية والقارية.
&