لعل أكثر ما لفت الانتباه في الحملة الكبيرة الداعية لتراجع النجم العالمي ليونيل ميسي عن قرار اعتزاله الدولي، هي تلك الرسالة المؤثرة التي بعثت بها المعلمة الأرجنتينية "يوهانا فاكس"، والتي انتشرت بشكل واسع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في رسالة المعلمة إلى النجم الأرجنتيني:"عزيزي ميسي.ربما لا تقرأ رسالتي تلك، ولكنني لا أكتبها لك بصفتي من عشاق فنك الراقي في كرة القدم، فأنت بالتأكيد معتاد على قراءة مثل تلك الإشادات بسحرك الذي تنثره قدماك دائماً في تلك اللعبة.بل أكتبها لك بصفتي معلمةٌ شغوفةٌ بوظيفتها كما تحب أنت أيضاً رياضتك التي تحظى بأكبر شعبية في الأرجنتين، وأطلب منك إعانتي على تشكيل سلوك الأطفال الصغار من الطلبة اللذين يرون فيك مثلاً أعلى لهم".
 
وأضافت: "بالرغم من حبي وإخلاصي لمهنتي في التدريس، إلا أنني أبداً لن أنل حب أولئك الأطفال لك لكونك سبباً في سعادتهم بفنك الراقي، ولا أعرف ماذا سوف يصيبهم حينما يرون مثلاً يُحتذى به مثلك يعتزل ويستسلم بتلك السهولة.أطالبك فقط بألا تلتفت لأولئك السفهاء اللذين لا يشغلهم سوى التدخل في أعمال الآخرين والتقليل من شأنها، ومحاولة التحقير من أهميتها والنقد بطريقةٍ هدَّامةٍ من أجل إفساد حياة الآخرين، وعدم الإشادة سوى بالانتصارات في نفس الحين الذي يحولون فيه أقل هزيمة إلى فشلٍ ذريعٍ".
 
وتابعت:"لا تيأس، ولا تخلع قميص الأرجنتين، فحينما ترتديه، نعتبرك جميعاً ممثلاً لبلادنا بأكملها، وهناك الكثير منَّا ممن لا ينتظرون الميداليات والألقاب، بل فقط يشعرون بالفخر لمجرد ارتدائك لهذا القميص ، أرجوك لا تدع الأطفال الصغار يعتقدون بأن الحلول في الوصافة هو هزيمة، وأن قيمة الشخص تتحدد بناءً على عدد الكؤوس والميداليات التي تُزين خزينته، وأن خسارة مباراة تعني خسارة المجد "
 
واختتمت المعلمة يوهانا فاكس رسالتها قائلة :"يحتاج طلبتي أن يفهموا بأن أشرف الأبطال، سواءً أكانوا أطباء، جنود، معلمين أو لاعبي كرة قدم هم أولئك اللذين يبذلون أقصى ما في وسعهم من أجل إسعاد الآخرين دون انتظار مقابل ذلك الجهد، ومع سابق معرفتهم بأن مجهودهم سينسب للجميع في حالة النجاح فيما سيتم تحميلهم مسؤولية الفشل بمفردهم، ولكنهم يستمرون في القتال بالرغم من ذلك بكل بطولةٍ وفدائيةٍ، وبشجاعةٍ كافيةٍ لتخطي الهزائم والمحاولة من جديد في الوقت الذي يُجمع الكون بأكمله على استحالة هذا الأمر.ففي يومٍ ما، سوف يحققون أعظم انتصار، بأن يشعروا بسعادة تحقيق ذاتهم، مع عدم التفاتهم بعد الآن للأشرار اللذين يحاولون دائماً الوقوف في طريق تحقيقهم للنجاح.الجميع يتحدثون عن كرة القدم، ولكنني أؤمن بالقوة التي تمتلكها بداخل قلبك".
 
وكان ليونيل ميسي، قد أعلن، الإثنين الماضي، عن اعتزاله الدولي عقب فشله رفقة منتخب الأرجنتين في نيل لقب مسابقة "كوبا أمريكا"،التي احتضنتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الإخفاق الذي حدث للعام الثاني على التوالي وأمام نفس المنافس، أي منتخب تشيلي.