في مفارقة لا تتكرر كثيراً في عالم الساحرة، أسفرت مباريات الجولة الخامسة من البريميرليغ عن تطابق تام بين مان سيتي وجاره الكبير مان يونايتد في كل شئ، فقد تصدرا معاً برصيد 13 نقطة لكل منهما، والمفارقة أن هناك تطابقاً بينهما على مستوى الأهداف التي سجلها كل منهما "16 هدفاً"، والأهداف التي دخلت مرمى كلاهما "هدفان"، وكذلك عدد الإنتصارات والتعادل، فضلاً عن أنهما بلا هزيمة بعد مرور 5 أسابيع على إنطلاقة الدوري الأكثر قوة وتنافسية وإثارة في العالم .
مانشستر أم لندن ؟
والرغم من أن الدوري الإنكليزي يظل عصياً على التوقعات، ومتمرداً على الأحكام المبكرة، حيث لا يتم تحديد ملامح البطل إلا في فصل الربيع بين شهري مارس ومايو، إلا أن المؤشرات الأولية تقول إن عاصمة الضباب سوف تعاني من أجل الإبقاء على لقب الدوري الذي توج به تشيلسي في نسخته الماضية، فضلاً عن أن آرسنال ليس في أفضل حالاته، كما أنه لا يمكن الإعتماد على توتنهام ليمنح مدينة لندن لقب الدوري على الرغم من أنه يقدم مستويات جيدة منذ بداية الموسم الماضي الذي شهد وجوده في دائرة المنافسة حتى نهاية الموسم.
مدينة مانشستر وفقاً لرؤية خبراء الكرة العالمية، وعلى رأسهم المدرب السويدي الشهير غوران اريكسون سوف تكون بطلاً للبريميرليغ موسم (2017 – 2018)، دون تحديد لهوية البطل سواء مان سيتي أم مان يونايتد، والمثير في الأمر أن الصراع بين الجارين أقرب ما يكون للمنافسة بين نقيضين من حيث الأداء الفني والجانب التكتيكي، وغيرها من عناصر كرة القدم.
الجمال والكمال
مان سيتي هو الفريق الأكثر "جمالاً" فيما يحظى فريق مان يونايتد بوصف آخر، وهو أنه الأكثر"إكتمالاً"، ويقود فريق مان سيتي المدرب الإسباني بيب جوارديولا الذي تقوم فلسفته التدريبة على الأداء الجذاب والكرة الهجومية، فقد حقق الفريق المملوك لأبوظبي طفرة كبيرة في الأداء الموسم الجاري، وفي آخر 3 مباريات حقق 3 انتصارات وسجل 15 هدفاً دون أن يهتز مرماه بأي هدف، مما يؤكد قوته الهجومية وصلابته الدفاعية.
وفي المقابل يسير البرتغالي جوزيه مورينيو في طريق إستعادة هيبته الشخصية التي اهتزت على إثر إخفاقه مع تشيلسي، وأقالته الموسم قبل الماضي، كما أنه لم يحقق لقب الدوري في موسمه الأول مع مان يونايتد، ولكنه أعاد يونايتد الموسم الجاري للواجهة، وهو مرشح قوي للظفر بلقب الدوري الغائب عن خزائن "الشياطين الحمر" منذ رحيل السير أليكس فيرغسون.
أغويرو و لوكاكو
الندية بين قطبي مدينة مانشستر تمتد إلى اللاعبين وليس فقط فيما يخص جدول الترتيب أو الصراع التاريخي المثير بين مورينيو وغوارديولا منذ فترات تولي الأول تدريب ريال مدريد، وقيادة الثاني لبرشلونة، فالمنافسة بين سيتي ويونايتد يرفع سقف إثارتها سيرجيو أغويرو هداف الفريق السماوي الذي سجل 5 أهداف في 5 مباريات بالبريميرليغ، وعلى الجانب الآخر أحرز العملاق روميلو لوكاكو 5 أهداف ليونايتد، وسط توقعات بأن يكون الصراع على لقب هداف البريميرليغ محصوراً بينهما.
التعليقات