تعقدت مهمة يوفنتوس الإيطالي الذي أنفق قرابة 100 مليون يورو الصيف الماضي لضم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الإسباني في محاولة منه للفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 1996، وذلك بخسارته أمام مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني صفر-2 الأربعاء في ذهاب ثمن النهائي.

ومن جهته، أظهر مانشستر سيتي الإنكليزي قدراته بقلبه الطاولة على مضيفه شالكه الألماني بالفوز عليه 3-2 بعد أن كان متخلفا 1-2، وذلك رغم النقص العددي في صفوفه، ليخوض بذلك، كحال أتلتيكو، لقاء الإياب بأفضلية مريحة في 12 الشهر الحالي.

على ملعب "واندا متروبوليتانو"، بدا أن الأسلوب الدفاعي لأتلتيكو ويوفنتوس سيكون سيد الموقف وأنهما سيخوضان لقاء الإياب وهما على المسافة ذاتها من بعضهما، لكن نادي العاصمة الإسبانية نجح في خطف هدفيه في الدقائق الأخيرة بفضل الأوروغويانيين خوسيه ماريا خيمينز (78) ودييغو غودين (83).

واستحق أتلتيكو أن يخرج منتصرا من اللقاء، إذ أصاب العارضة وتدخلت تقنية الفيديو "في أيه آر" لالغاء قرار الحكم الرئيسي بمنحه ركلة جزاء في الشوط الأول، ثم لالغاء هدف لمهاجم يوفنتوس السابق الفارو موراتا القادم الشهر الماضي الى فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من تشلسي الإنكليزي.

ولم تكن عودة رونالدو الى العاصمة مدريد موفقة بعد أن تركها الصيف الماضي إثر 10 مواسم مع ريال مدريد الذي توج معه بلقب المسابقة القارية في المواسم الثلاثة الماضية، إذ كان حاضرا غائبا في اللقاء ولم يسجل حضوره سوى بفرصة واحدة من ركلة حرة ثم في الشوط الأول.

ولم تنفع رونالدو، الهداف التاريخي لمسابقة دوري الأبطال (121 هدفا)، معرفته بأتلتيكو وسجله المميز أمام الجار السابق حيث سجل 22 هدفا في 31 مواجهة، من أجل منح يوفنتوس الأفضلية على حساب رجال سيميوني الذين سقطوا في نهائي المسابقة أمام البرتغالي وريال عامي 2014 و2016.

وكان أتلتيكو الطرف الأخطر في الدقائق الأولى من اللقاء بفضل توغلات الفرنسي أنطوان غريزمان لكن الفرصة الأولى الواضحة كانت ليوفنتوس من ركلة حرة قوية لرونالدو الذي اصطدم بتألق الحارس السلوفيني يان أوبلاك (9)، ثم أتبعها بونوتشي بكرة رأسية علت العارضة بقليل اثر ركلة ركنية (12).

واختبر الحارس البولندي ليوفنتوس فويتشخ تشيشني للمرة الأولى بعد ربع ساعة على البداية بتسديدة أرضية بعيدة للغاني توماس بارتي لكنه تعامل معها ببراعة، ثم احتسب الحكم ركلة جزاء لصاحب الأرض بعد سقوط دييغو كوستا الذي شارك أساسيا للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة أشهر، اثر احتكاك بماتيا دي تشيليو لكنه عاد واحتسبها ركلة حرة بعد الاحتكام الى "في أيه آر"، وانبرى لها غريزمان لكن تشيشني تألق في الدفاع عن مرماه (29).

ثم عجز أي من الفريقين عن تهديد المرمى لما تبقى من الشوط الأول ثم مع بداية الثانية حصل دييغو كوستا على أخطر فرص فريقه بعد انفراده بالمرمى إثر خطأ من كييليني، لكنه أطاح بالكرة بغرابة بجانب القائم الأيسر (50).

وأفلت يوفنتوس من هدف بعد ثوان أيضا بفضل تشيشني الذي حظي بمساعدة من العارضة للوقوف في وجه محاولة لغريزمان (53)، قبل أن ينحني الحارس البولندي أمام الوافد الجديد لاعب يوفنتوس السابق ألفارو موراتا الذي دخل بدلا من دييغو كوستا، وسجل هدفه الأول بقميص أتلتيكو لكن الحكم قرر الغاء الهدف بعد الاحتكام الى "في أيه آر" لاعتبار أنه دفع كييليني قبل أن يحول الكرة برأسه (72).

لكن نادي العاصمة الإسبانية عوض هذه الفرصة بفضل خيمينز الذي سقطت الكرة أمامه إثر ركلة ركنية ورأسية من موراتا أحدثت ارباك في المنطقة بعدما سدد ماندزوكيتش الكرة ببونوتشي المرتمي أرضا، فتابعها في الشباك (78).

وتعقدت مهمة يوفنتوس بتلقيه هدفا ثانيا إثر ركلة حرة نفذها غريزمان فوصلت الكرة الى غودين الذي سددها من زاوية ضيقة، فتحولت من رونالدو إلى شباك تشيشني (83).

- سيتي يقلب الطاولة في الوقت القاتل -

وعلى ملعب "فيلتنس أرينا"، وضع مانشستر سيتي قدما في ربع النهائي بفوزه المثير بعشرة لاعبين على مضيفه شالكه 3-2.

واستهل سيتي المباراة بافضل طريقة ممكنة بافتتاحه التسجيل عبر الدولي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو (18)، لكن شالكه قلب الطاولة بهدفين للدولي الجزائري نبيل بن طالب (38 و45 من ركلتي جزاء)، وكان في طريقه إلى تحقيق الأهم ضد بطل إنكلترا الذي تلقى ضربة موجعة بطرد قطب دفاعه الدولي الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي (68).

لكن البديل الدولي الألماني لوروا سانيه، مهاجم شالكه السابق، أدرك التعادل بعد 7 دقائق من دخوله مكان أغويرو (85)، قبل أن يخطف رحيم سترلينغ هدف الفوز (90).

وكان سيتي الأخطر في بداية اللقاء وترجم ذلك بهدف عندما انتزع القائد الإسباني دافيد سيلفا كرة من المدافع السنغالي ساليف سانيه مررها له الحارس رالف فاهرمان، فتوغل داخل المنطقة ومررها لأغويرو غير المراقب فتابعها داخل المرمى الخالي (18).

وبعد تبادل للفرص، سدد الإيطالي دانيال كاليدجوري كرة قوية بيسراه من خارج المنطقة لمست يد أوتاميندي وتحولت إلى ركنية (34)، فاحتسب الحكم الإسباني كارلوس دل سيرو غراندي ركلة جزاء بعد اللجوء الى "في إيه آر"، فانبرى لها بن طالب وسددها في الشباك (38).

وحصل شالكه على ركلة جزاء ثانية عندما عرقل فرناندينيو المدافع السنغالي سانيه داخل المنطقة اثر ركلة حرة جانبية تم التأكد منها بتقنية المساعدة بالفيديو، فانبرى لها بن طالب مجددا ولعبها بيسراه على يمين الحارس إيدرسون (45).

وواصل سيتي ضغطه في الشوط الثاني لكنه تلقى ضربة موجعة بطرد أوتاميندي للانذار الثاني (68)، لكن رغم ذلك كاد البلجيكي كيفن دي بروين يدرك التعادل من ركلة حرة مباشرة سددها بقوة ارتطمت بالحائط البشري ومرت بجوار القائم الأيمن (74).

ودفع غوارديولا بسانيه مكان أغويرو (78) وكان الدولي الألماني عند حسن ظن مدربه بإدراكه التعادل بتسديدة قوية بيسراه من ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة أسكنها على يسار الحارس فاهرمان (78).

ومنح سترلينغ الفوز لمانشستر سيتي بتسجيله الهدف الثالث عندما استغل كرة طويلة خلف الدفاع من إيدرسون، فتوغل داخل المنطقة وتابعها على يمين فاهرمان (90).