روما: من الصعب أن تحلم الجماهير الإيطالية ببداية أفضل للمنتخب الوطني بقيادة المدرب "البروفسور" روبرتو مانشيني مع نهاية الدور الأول للمجموعات لمنافسات كأس أوروبا: تصدّر "أتزوري" المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة من 3 انتصارات، سجّل 7 أهداف ولم تهتز شباكه.. فإلى أين بامكانها أن يصل؟
استعاد الـ "تيفوزي" ذكريات أغنية "الليالي الساحرة"، فبعد العودة إلى الفندق مساء الأحد عقب الفوز الثالث توالياً في البطولة القارية على حساب ويلز 1 صفر، أنشد لورنتسو إنسينيي وماركو فيراتي وآخرون أمام المشجعين الحاضرين كلمات أغنية "مونديال 1990" الشهيرة التي ألهبت الحناجر قبل 31 عاماً حيث وصلت إيطاليا المضيفة إلى نصف النهائي.
وبعد ثلاثة أعوام من الغياب عن نهائيات المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاماً، فاز مانشيني ولاعبوه برهان التصالح مجدداً مع عشاق الكرة المستديرة، مع ارتفاع نسبة المتابعين عبر شاشات التلفزة وحضور مميز في مدرجات الملعب الأولمبي في العاصمة روما الذي يستضيف مباريات المنتخب، بالرغم من اجراءات الحد من الأعداد بسبب فيروس كورونا. ويضاف إلى كل ذلك وقوع وسائل الإعلام تحت تأثير عشق اصحاب القمصان الزرقاء.
حيّت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" الإثنين إنجاز منتخبها، فعنون محررها "لا أعرف ما اذا سنصل إلى النهائي، ومن بامكانه التكهن بذلك؟ ولكن المتعة التي يقدمها لنا الـ +ناتسيونالي+ (المنتخب)، تكفيني. أتمتع بهذا الحماس المضمون. الابتسامات والأذرع المرفوعة إلى السماء من +أتزوري+ والإيطاليين، هذا يكفيني".
30 مباراة من دون خسارة
على أرض الملعب، أغرت إيطاليا القارة العجوز، برغم بعض الإخفاقات على غرار مرور 10 دقائق من دون السيطرة على الكرة أمام سويسرا في المباراة الثانية (فازت 3 صفر)، أو ارتكاب خطأ أو خطأين في الدفاع غير مألوفين، ولكن من دون نتائج سلبية، أمام ويلز في ختام مباريات دور المجموعة (فازت 1 صفر)، بينما بدت متكاملة في الفوز أمام تركيا 3 صفر في افتتاح المسابقة.
أما التفاصيل الاخرى فهي أجمل: هيمن المنتخب الإيطالي فارضاً نمطه واسلوبه في التمرير السريع للكرات والتقدم إلى الأمام، ليسجل 7 أهداف وينهي الدور الأوّل من دون خسارة، ما دفع مانشيني إلى مدح منتخبه بالقول "من الصعب القيام بعمل أفضل".
حافظ "ناتسيونالي" على سلسلة من 11 مباريات من دون أن تهتز شباكه، فيما عادل مانشيني رقم قياسي لعدم الخسارة يعود إلى ما قبل 80 عاماً، مع 30 مباراة من دون خسارة، علماً أنه أشرف على 35 مباراة للمنتخب الوطني منذ تسلمه مهامه الفنية في أيار/مايو 2018.
حيّا المدرب السابق للمنتخب أنطونيو كونتي الذي قاده للدور ربع النهائي في "يورو 2016" في فرنسا، انجاز مواطنه، وقال "ما يعجبني، هو التوازن الكبير بين المراحل الهجومية والدفاعية، وهذا أمر أساسي عندما تريد (تحقيق) نتائج كبيرة".
وتابع لإذاعة "راي راديوأونو": "لننتظر المباريات الأكثر تطلباً، ولكن بامكاننا أن نشعر بالثقة لأن هذه النتائج لا يمكن أن تكون مجرد صدفة".
وفي هذا المنتخب، الخالي من النجم المطلق، وجد مانشيني النضج الحقيقي عن طريق ربط كل لاعب بعنصر النجاح، مع أهمية تبادل الأدوار وتحديداً في المباراة الاخيرة أمام ويلز، حيث أقدم مانشيني على استبدال الحارس جانلويجي دوناروما في الدقيقة 89 بسالفاتوري سيريغو، ليمنح فرصة اللعب لـ 25 لاعباً من أصل 26 استدعاهم إلى القائمة النهائية، باستثناء الحارس الثالث أليكس ميريت.
ويملك مانشيني ورقة رابحة في وسط الملعب تتمثل بلاعب باريس سان جرمان الفرنسي فيراتي الذي استعاد مستواه برغم غيابه عن الملاعب لفترة 6 أسابيع بسبب اصابة في ركبته.
يؤكد فيديريكو كييزا المتألق الأحد والذي خسر مركزه لصالح دومينيكو بيراردي النشيط أن "الجميع يحاول وضع مانشيني في مأزق".
قطيع من الذئاب
صرّح المدرب الوطني السابق كلاوديو رانييري لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت" مبدياً اعجابه: "يبدو الـ +أتزوري+ كقطيع من الذئاب: الرغبة الجماعية لاستعادة الكرة مذهلة. ويبدو لي أن هذه المجموعة تملك شيئاً مهماً آخر: التواضع".
السؤال الذي يُطرح حالياً هو معرفة كيف سينتهي هذا "المسلسل الإيطالي" الصيفي. فالمنتخب حصل على فرصة لعب مبارياته الثلاث الأولى على أرضه، في وقت اضطر منافسوه للتنقل بين العاصمتين روما وباكو اللتين تبعدان عن بعضهما البعض أكثر من 3000 كيلومتر.
بات على إيطاليا أن تسافر بدورها، حيث ستخوض دور ثمن النهائي السبت على ملعب "ويمبلي" الشهير في انكلترا، أمام النمسا أو أوكرانيا في مباراة تبدو في متناولها على الورق، قبل أن تضرب موعداً محتملاً، في حال الفوز، مع بلجيكا في ميونيخ الالمانية.
ويدرك مانشيني أهمية ما ينتظر منتخبه، ويقول "تبدأ بطولة جديدة".
التعليقات