برلين: صحيح أن بايرن ميونيخ احتكر لقب الدوري الألماني طيلة عشرة مواسم متتالية ومرشح لتتويج آخر هذا الموسم رغم خسارة جهود هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، لكن اختباره التالي المقرر السبت على أرضه سيكون تحدياً كبيراً ليس لأن ضيفه يقدم بداية واعدة للموسم وحسب بل لأنه يشكل عقدة للنادي البافاري.

ولم يحقق أي فريق في الدوري الألماني خلال فترة احتكار بايرن للقب في المواسم العشرة الماضية انتصارات على النادي البافاري بقدر منافسه المقبل بوروسيا مونشنغلادباخ الذي فاز بتسع مباريات مقابل تسع هزائم وأربعة تعادلات.

وكان الموسم الماضي بشكل خاص قاسياً على عملاق بافاريا في مواجهة الفريق الأخضر والأبيض الذي ما زال يلهث خلف استعادة أمجاد السبعينات حين توج باللقب خمس مرات بين 1970 و1977، ليس لأنه سقط على أرضه في الدوري 1-2 وتعادل خارجها 1-1، بل لأنه أذل في مسابقة الكأس بخماسية نظيفة في الدور الثاني.

"التحدي الأكبر في الكرة الأوروبية"

وقال مدرب مونشنغلادباخ الجديد دانيال فاركه الذي قاد نوريتش سيتي مرتين للصعود الى الدوري الإنكليزي الممتاز، إن مواجهة بايرن "قد تكون التحدي الأكبر في الكرة الأوروبية".

وتابع الخميس "لا أعتقد بأن بايرن يخشى غلادباخ"، معتبراً أن سجل فريقه الأخير بمواجهة النادي البافاري قد لا يصب في صالحه لأنه "لا يمكنك شراء أي شيء بنجاحات الماضي بل على العكس. بايرن ميونيخ سيكون الآن أكثر يقظة".

وقال المدافع الأميركي لمونشنغلادباخ جو سكالي الذي سجل بدايته في الدوري الألماني الموسم الماضي ضد بايرن بالذات، في تصريح لوكالة فرانس برس الخميس إن اللقاءات مع النادي البافاري تشكل أهم لحظات روزنامة فريقه.

وأوضح "إنها من تلك المباريات التي يعيش اللاعبون من أجلها".

ورغم حصده 7 نقاط من مبارياته الثلاث الأولى وسجله أمام منافسه في المواسم العشرة الأخيرة، سيكون مونشنغلادباخ أمام مهمة شاقة جداً في ظل المستوى الذي يقدمه فريقه المدرب يوليان ناغلسمان في بداية الموسم.

وأكد بايرن مرة أخرى أنه وضع خلفه خسارة ليفاندوفسكي المنتقل الى برشلونة الإسباني بعدما توج هدافاً للدوري الألماني ست مرات في المواسم السبعة الماضية بقميص النادي البافاري، بتحقيقه فوزه الثالث توالياً والثاني بمهرجان تهديفي بتغلبه على مضيفه بوخوم 7-صفر الأحد الماضي.

"لقد ركلوا مؤخراتنا"

وبعدما استهل الموسم بفوز كاسح خارج الديار على أينتراخت فرانكفورت 6-1، خرج بايرن منتصراً من ظهوره الأول على أرضه 2-صفر على حساب فولفسبورغ، ثم استعرض الأحد في ملعب بوخوم حيث خسر الموسم الماضي 2-4، بفوزه الكاسح الذي حسمه في الشوط الأول بتقدمه 4-صفر.

ولخص مهاجم بوخوم سيمون تسولر أسوأ هزيمة لفريقه على أرضه في 174 عاماً من تاريخه، قائلاً "لقد ركلوا مؤخراتنا... لم يراودني شعور يوماً أني مدمر لهذه الدرجة".

ووعد ناغلسمان بالمزيد من فريقه، قائلاً لشبكة "دازون" للبث التدفقي "لن نسترخي الآن. الطاقة الموجودة في هذا الفريق، المزاج وواقع أن الجميع يقدم كل ما لديه... لم يكن الأمر مماثلاً طيلة العام الماضي، وهذا أمر يُسعِدُنا".

وأجرى ناغلسمان تعديلات على تشكيلته للمرة الأولى هذا الموسم بسبب إصابة كل من الكندي ألفونسو ديفيس وجمال موسيالا صاحب ثلاثة أهداف في مباراتين، مانحاً الوافد الجديد الهولندي ماتَيّس دي ليخت مشاركته الأولى أساسياً فيما انتقل الفرنسي لوكا هرنانديز الى الجهة اليسرى من خط الدفاع.

ولعب لوروا سانيه بدلاً من ديفيس والفرنسي كينغسلي كومان أساسياً، بينما جلس سيرج غنابري على مقاعد البدلاء.

وكان ناغلسمان موفقاً في خياره، إذ نجح اللاعبون الثلاثة الذين شاركوا أساسيين للمرة الأولى أول ثلاثة أهداف، وذلك عبر سانيه ودي ليخت وكومان، قبل أن يسجل الوافد الجديد السنغالي ساديو مانيه هدفه الثاني بالقميص البافاري ثم الثالث والكوستاريكي كريستيان غامبوا السادس عن طريق الخطأ في مرمى فريقه والبديل غنابري السابع.

وبفوزه الثالث توالياً، استعاد بايرن الصدارة بتسع نقاط كاملة وبفارق نقطتين أمام مونشنغلادباخ وأونيون برلين وماينتس اللذين يتواجهان توالياً في هذه المرحلة مع شالكه والجريح باير ليفركوزن ثالث الموسم الماضي الذي خسر مبارياته الثلاث الأولى.

وبعد تلقيه هزيمته الأولى في المرحلة الماضية على أرضه ضد العائد الى الأضواء فيردر بريمن 2-3، يحل بوروسيا دورتموند وصيف البطل ضيفاً السبت على العاصمة لمواجهة هرتا برلين الذي اكتفى حتى الآن بنقطة من ثلاث مباريات.

أما لايبزيغ، رابع الموسم الماضي، فسيبحث بدوره عن فوزه الأول حين يلتقي السبت مع ضيفه فولفسبورغ الساعي الى الهدف ذاته.