أشار الفنان أحمد نعمة أنَّه على الرغم من التراجع الذي تشهده السَّاحة الفنيَّة العراقيَّة إلاَّ أنَّه ليس خائفًا على الأغنية العراقيَّة.


بغداد:أكَّد الفنان العراقي، أحمد نعمة أنَّ العراق هو البلد الوحيد الذي ليس فيه شركات إنتاج فنيَّة تخدم المغنين، مشيرًا إلى أنَّه قرَّر أنّْ لا يقدِّم إلَّا أغنيةً واحدةً في السنة لأسبابٍ شخصيَّةٍ، موضحًا أنَّ المغنين الحاليين تنقصهم الثقافة.

وقال أحمد الذي يعد واحدًا منفناني جيل الثمانينيات: quot;في أغلب البلدان العربيَّة هناك شركات إنتاج، ما أنّْ يظهر الفنان حتَّى تلتزمه وتقدِّم له كل ما يحتاجه من أجل أنّْ يرتقي بفنه ويشتهر، لكن الفنان العراقي على عكس هذا، فهو لا يجد سوى أنّْ يعمل بمجهوداته الذاتيَّة ويتحمَّل الكثير من النفقات من أجل ظهور أغنيته، فيدفع للشاعر وللملحن ولغيرهما من أجل أنّْ تظهر أغنيتهquot;.

وأضاف: quot;منذ سنوات وأنا مقلٌ في تقديم الأغاني، وأكرِّس إهتمامي بالأصوات الشَّابَّة من المغنين، لكنني أقدِّم أغنية واحدة في السنة في نهاية برنامج quot;عراق ستارquot;، منإنتاج قناة quot;السومريَّةquot; الذي تقام نهائياته في بيروت، وأنا أحد أعضاء اللجنة التَّحكيميَّة فيه، عندي حاليًا أغنية مسجَّلة فقط وأنتظرأنّْ أغنيها في حفل اختتام البرنامج، وهي للملحن سرور ماجد يقول مطلعها (يا دنيا شوفي اشصار بيّ / حتى الاحبه راح من ايديّ/ اصرخ واصيح بصوت مجروح / يا من يجيب الصبر للروح / ويا هو اللي يرد الراح اليّ)، وهناك أيضًا أغنية مسجَّلة منذ سنوات لكنني لا أغنيها إلاَّ في مناسبات خاصَّة عنوانها (اسويت بحالي) كلمات الشاعر علي العتابي، وألحان علي بدر، وهي أغنية تمتاز بطابعها الحزين تقول (اسويت بحالي اسويت / من رحت يا ابني وما جيت)quot;.

وتابع: quot;أتمنى على الفنان العراقي أنّْ يضع نصب عينيه أنَّه ابن حضارة عريقة قدَّمت للبشرية الكثير، وأنا أرى أنَّه من الضروريأنّْ يتسلَّح بالثقافة العامَّة وبالثقافة الموسيقيَّة خصوصًا، ولكن للأسف إنَّ أكثرهم غير ذلك ومن المعيب جدًّا على المطرب العراقي أنّْ يغني أغنيةً غير جميلة لأنَّ البلد كبير جدًّا، وللأسف أغلب مغنينا غير مثقفين لذلك نحتاج إلى ملاك من المغنين، نحن لدينا مغنون ولكن ليس لدينا ملحنون سوى القدامى، والموجودون يستسهلون البناء اللحني البسيط الذي يسمى (الردح) وهذه هي الأهازيج وهناك جزء من الألحان، وكان لابدعلى الفنان العراقي في ظل الظروف الحالية، الَّتي تغيب فيها الرقابة واللجان الفنيَّة الَّتي كانت تعمل في السابق، أنّْ يرفض غناء أيَّة أغنية غير جميلة وأنّْ يجعل ذكاءه وموهبته وثقافته وضميره أيضًا لجانا لفحص النص وتذوق اللحنquot;.

وأوضح أحمد نعمة أنَّه متفائل بمستقبل الأغنية العراقيَّة لسبب واحد أنَّ هذه الاغنية تمتلك موروثًا غنائيًا كبيرًا، وأنَّه من خلال تجربته في برنامج quot;عراق ستارquot; وأجد أنَّ أي مغني شاب حين يطلب منه تقديم أغنيات يحفظها، ويغني بشكلٍ فطريٍّ المقام العراقي أو الأطوار الريفيَّة، لذلك هو كما يقول: quot;لم أشعر بالخوف على الأغنية العراقيَّة من أيَّة ظواهر قد تطرأ عليهاquot;.