صدرت في الآونة الاخيرة العديد من البيانات الصحافيَّة الَّتي تنوَّعت بين مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد ومسيرته الإصلاحيَّة، وبين مؤيد للمطالب الشعبيَّة والمظاهرات.
دمشق: بمشاركة من الفنانين السوريين في مساندة أحرار العالم، وإيماناً منهم بعدالة قضية الشعب السوري، تعددت البيانات التي أصدرتها مجموعة من الفنانين السوريين، وتعرض الكثير منها للهجة التخوين، فيماعبّرتنقابة الفنانين في سوريا عنتمسكها بمسيرة الإصلاح وعملية البناء الفعلي لسوريا في كل القطاعات بقيادة الرئيس بشار الأسد، وذلك في بيان صادر من النقابة.
وكان أبرز البيانات ما يعرف بنداء حمل عنوان quot;نداء عاجل إلى الحكومة السورية من أجل أطفال درعاquot; أو كما يعرف في الوسط الفني السوري بـquot;بيان الحليبquot;، وذلك عقب دخول وحدات من الجيش إلى المدينة، وكان البيان المذكور قد تعرض للاستنكار من بعض الجهات، واعتبروه تضليلاً للواقع الحالي، ووصل الأمر لدى البعض بتخوين كل من وقع عليه.
فاق عدد الموقعين الـ 400 فناناً ومثقفاً، من بينهم كندة علوش، ويارا صبري، والمخرجة رشا شربتجي، وماهر صليبي، والكاتبة ريما فليحان، والكاتبة يم مشهدي، والسيناريست عدنان عودة، والكاتب الفارس الذهبي، والممثلة عزة البحرة، والسيناريست خالد خليفة.
وجاء في quot;النداء العاجل للحكومة السوريةquot; أن quot;الحصار الغذائي المفروض على درعا أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلبًا على الأطفال الأبرياء، الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعهاquot;.
وأضاف النداء: quot;نحن نطالب بدخول إمدادات غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية للأطفال بإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمرquot;، موضحًا: quot;لا نريد لأطفال بلدنا أن يجوعوا أو يتعرضوا للأذى، ونرجو الاستجابة بالسرعة الكلية، فأطفال درعا جائعون ويحتاجون الأغذية والأدوية بشكل عاجل وطارئquot;.
وقالت الكاتبة ريما فليحان، التي صاغت النداء، إن: quot;هناك اتفاق بين جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك الدولة، أن هناك حالة أمنية صعبة في درعا، ما سيخلق حالة من الارتباك والفوضى، تربك حركة المواطنين في المدينةquot;، موضحة أن: quot;الهدف كان إنسانيًا بحتًا، وهو إيصال مساعدات من قبل الدولة إلى المواطنين في داخل درعاquot;.
وأوضحت فليحان: quot;النداء كان موجهًا إلى الدولة، وليس إلى منظمات أممية أو عالميةquot;، مشيرة إلى أن: quot;ما تتناقله وسائل الإعلام الخارجية ليس صحيحًا، بل هو استغلال للنداء كشكل من دون مضمون، وذلك لأهداف تخص الوسيلة الإعلامية تلك وطريقة تعاملها مع الأحداثquot;.
واتهم البيان المطالبين بفك الحصار الغذائي عن مدينة درعا: quot;بالخضوع لتهديد بعض شركات الإنتاج المصرية بعدم التعامل مع أي فنان سوري، ما لم يحسم أمره، و يقف ضد الحكومةquot;، مشيرًا الى ما أسماهم بـquot;المترقبون لحسم النتيجةquot;، بل ووصل الأمر إلى عدد من أهم شركات الإنتاج السورية بعدم التعامل مع الفنانين الموقعين على البيان إن لم يعتذروا للشعب السوريquot;.
كما وجّه سينمائيون سوريون، منهم اسامة محمد، ومحمد ملص، وثائر موسى، ومحمد عبد العزيز، نداءً على صفحات quot;فايسبوكquot; إلى كلّ سينمائيّ في البلدان العربية وفي العالم للمساهمة في وقف القتل بكشفه وشجبه وبإعلان التضامن مع شعب سوريا ومع حلمه بالعدالة والحرية والمساواة.
وقال الموقعون على النداء إنّ: quot;إصلاحاً لا ينطلق الآن من كفّ يد الأجهزة الأمنية عن عيش المواطنين، والكف عنْ مَنحِ هذهِ الأجهزةِ الحصانةَ والرخصة للقتل أو الاعتقال أو التعرض للمتظاهرين السلميين، وإغلاق صفحة السجن السياسي إلى الأبد، هو إصلاح موؤودquot;.
وتمكن البيان حتى الآن من جمع تواقيع لنحو 700 سينمائي حول العالم، منهم الإيراني محسن مخملباف، والفرنسي جان لوك غودار، والممثلة الفرنسي جولييت بينوش، وتجاوب مع البيان مخرجون عرب، منهم نبيل عيوش، ويسري نصر الله، وميشيل خليفيه.
لم يسلم النداء المذكور من الخيانة، على إعتبار أنه توجه إلى السينمائيين العالميين بالنسخة الانكليزية، ووقع عليه ثلاثة مخرجين إسرائيليين حتى الآن.
ومن مصر، تصدّرت تواقيع أحمد فؤاد نجم، وصنع الله ابراهيم، ومحمد البساطي، بيان quot;أدباء وفنانون من أجل التغييرquot;، الذين أدانوا quot;القمع الوحشيquot; للمتظاهرين السوريين، الذي quot;يمارسه بحقهم نظام بشار الأسد، وآلته القمعيةquot;، بحسب ما جاء في بيانهم، وأعرب الموقعون من مثقفين وفنانين وصحافيين وكتاب مصريين عن تضامنهم مع مطالب الشعب السوري المشروعة.
ومن مصر أيضاً، أصدرت مجموعة من الفنانين بياناً تعلن فيه: quot;انحيازها المطلق لدماء السوريين ومطالب الثوار، في مقابل رفضها وإدانتها الممارسات الدموية التي يرتكبها نظام بشار الأسدquot;. وناشد الموقعون الفنانين السوريين لإعلان موقف واضح وصريح مما يرتكب في حق شعب أعزل يطلب الحرية. وتوجه الموقعون إلى الفنانين السوريين بالقول: quot;الشعب المصري الذي استقبلكم بالحب والود والاحترام، سيولي ظهره لكم حال مساندتكم جلاد يقتل شعبهquot;.
وناشدالبيان الفنانين السوريين الانحياز إلى الشعب السوري قلباً وقالباً، مؤكدين أن: quot;الشعب المصري الذي استقبلهم بالحب والود والاحترام، سيولي ظهره لهم حال مساندتهم جلاد يقتل شعبه، فالشعب المصري الحرّ لن يقبل بعد اليوم أن يرفع نجومًا تدلس أو تتمسح أو تؤيد ديكتاتوراًquot;.
وفي بيان لكتاب وصحافيين وفنانين أردنيين، أعرب هؤلاء عن ألمهم لما يتعرض له السوريون: quot;من قبل نظام طالما حسبنا أنّه عروبي وتحرري ومنحاز إلى نهج المقاومةquot;. وأدان الموقعون، ومن بينهم ابراهيم نصر الله وفخري صالح، quot;القمع الوحشي الدموي الذي يمارسه النظام السوري ضد أبناء شعبه الأعزلquot;، مؤكدين في المقابل رفضهم أي تدخل أجنبي في الشأن العربي السوري.
إلى ذلك، جددت نقابة الفنانين في سوريا وقوفها والتزامها مسيرة الإصلاح وعملية البناء الفعلي في كل القطاعات بقيادة الرئيس بشار الأسد، وذلك في بيان صادر من النقابة يوم السبت الماضي، وعبّرت فيه النقابة عن وقوفها مع الشعب السوري ومع جيش سوريا في مواجهة كل ما يعترض حالة الأمان والاستقرار التي ينعم بها شعب سوريا داعين الجميع إلى المساهمة يدًا بيد في حل الأزمة وتطويق كل الأزمات.
كما أدانت النقابة في بيانها حملة التجييش الإعلامي ضد سوريا وشعبها الآمن وكل أشكال المؤامرات، داعية الجميع إلى تحكيم العقل ونزع بذور الفتنة من ربوع سوريا، وتجسيد فعل المواطنة، بما فيه من حالة ضمير متقد، ولتكن الثقة نهائية في أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف.
وقال البيان إن محاولات بعض الفنانين في التعبير عن رأيهم من خلال بيانات تصدر بين الفينة والأخرى هي محاولات فردية لا تمثل سوى رأي أصحابها.
التعليقات