اعتدال سلامه من برلين: بحسب قول احد مذيعي التلفزيون المشهورين في المانيا انه يزيل مساحيق التجميل التي يحتاجها كل من يظهر على شاشة التلفزيون بسائل منظف جديد، وفي الصباح فان اول ما يقوم به هو غسل وجهه بمنظف لا يحتوي على مواد الصابون، وعندما يحلق ذقنه يستخدم مرطبًا لتغذية الجلد من انتاج شركة كلينك المتخصصة بادوات التجميل، اما بالنسبة لشعره فيستخدم جيل مغذي ممزوج بالشمع تساعد المواد التي فيه على تصفيف شعره من دون مشاكل والحصول على التسريحة التي يريدها، مايعني انه قام بالترويج لمساحيق كثير بشكل غير مباشر.
وهذا المذيع ليس حالة نادرة بل يكفي زيارة محلات التجميل في اي مدينة كبيرة ام صغيرة في المانيا كي نرى ان الزبائن فيها لم يعدوا من الجنس الناعم بل وايضا quot;الخشنquot; ما يجعل شركات صناعة المستحضرات التجميلة تحقق ارباحا هائلة لان سوقها اتسعت لتشمل كل فئات المجتمع تقريبا خاصة الشباب.

وتختار شركات مستحضرات التجميل شخصيات تكون اكثر قربا الى الجماهير مثل مقدمي برامج تلفزيونية مشهورة او الممثلين او الرياضيين خاصة في كرة القدم والفوتبول وكرة السلة كي تروج لمنتجاتها، لذا حدث في السنوات العشرة الاخيرة تغير كبير في سوق ادوات التجميل والماكياج. فعبر هذا الشخصيات البارزة تتوجه الشركات نحو كل رجل، اذ تسلط الضوء على امور يريد تفاديها هذا الرياضي او الممثل او المذيع مثل التخلص من عيب ما او الوقاية من التجاعيد او تغيير لون البشرة والجسم او تفادي جفاف الجلد، ثم تبرزه كي يتحدث مثلا عن الوسائل التي تمكن من التخلص عبرها من تجاعيده في زاوية العينين او الفم او جفاف بشرته والمستحضرات التي بدأ يستخدمها من اجل ازالة الماكياج، ويتحدث عن نوع المرطبات التي يستخدمها بعد الحلاقة وغير ذلك، اي انه افضل مروج للمنتجات.

حتى ان لاعب كرة القدم في فريق بايرن ميونيخ اعترف بانه يستخدم مسحوقا لبشرته التي تصاب بالجفاف خلال التمارين خاصة في فصل الشتاء، ولقد اهتدته مرة احدى الشركات مرطبا قرأ اسمه في احدى المجلات فعاد بالفائدة على بشرته ونصح زملاءه باستعماله.
ليس هذا فقط، بل هناك مذيعون المان يقولون في الكثير من المقابلات التي تجريها معهم مجلات لها علاقة بالتجميل والمستحضرات بان تجميل الوجه اصبح عملية روتينية بالنسبة لهم، ففي البداية كانت تجري في غرفة الماكياج في التلفزيون اما الان فان الاخصاصيين اعطوهم مستحضرات مما يجعلهم بحاجة فقط الى بعض اللمسات قبل ظهورهم على الشاشة. حتى ان احدهم قال لقد اهدتني شركة صابون مستحلب من زهرة شجرة اليوكاليبتوس من اجل ترطيب البشرة، ولكي لا يظن احد بانني اهمل شكلي استعين بنصائح في مجلات تهتم بشؤون الرجال، فانا كرجل يعمل في التلفزيون واحتاج الى هذه النصائح.

الا ان الامر لم يعد يقتصر على المذيعين في محطات التلفزيون او مشاهير السينما بل السياسيين ايضا. فحتى الشخصيات الرسمية لا تستطيع مواجهة المشاهدين دون اجراء نوع من الرتوش او الماكياج الخفيف على وجوههم، او العمل لاخفاء بعض العيوب البسيطة فيها، والان يجري بعضهم عمليات تجميل كاملة كما فعل رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني والصرعة الجديدة هي الماكياج المستديم يستخدم فيه نوع من المساحيق التي تبقى اكثر من يومين على الوجه وهذا يفيد رجال الاعمال الذين يسافرون كثيرا وليس لديهم الوقت للذهاب الى صالون التجميل.
لكن الجديد الجديد ان الشباب اصبحوا يزيلون الشعر الزائد في الحاجبين لكي يكونا متساويين في الشكل او جعلهما رفيعين وعلى مدى طول العينين ويقوم الحلاق عادة بهذه المهمة.

ويقول اختصاصي التجميل فرانكي بلوم في برلين ربما كانت المجلات محفزا لاستخدام الرجل للمستحضرات التجميلية لانها تنقل اليه صورة مباشرة عما هو يرغب فيه، عدا عن ذلك اصبح شكل الرجل يزيد من حظوظه اذا ما تقدم بطلب وظيفة في بعض المجالات منها التلفزيون والشركات المالية. وفي اخر استطلاع قال قرابة 70 في المائة من الرجال بانهم يستخدمون مستحضرات تجميل وكريمات من اجل حماية بشرتهم و54 في المائة من اجل اخفاء عيوب في وجوههم لكن اكثر من 98 في المائة يستخدمون انواعا من الكريمات ما بعد الحلاقة من بينهم رجال كبار في السن.

وفكرة استخدام مواد تجميل ليست جديدة بل قديمة لكنها كانت مقتصر على فئة معينة من الرجال، اما الان فان تنويعها واسعارها المختلفة والمتدنية سمح بشريحة كبيرة منهم بشرائها. كما
انتقل الوعي من المجلات الرجالية الى الكيمائيين في شركات التجميل ومحلات بيع منتجات الماكياج، حيث لاحظوا ان حجم التعامل السنوي في مستحضرات تجميل الرجال تدر مئات الملايين، لذا زادت من انتاجها لها بنسبة يقدرها خبراء المستحضرات بحوالي 10 في المائة في المانيا ولوحدها، كما فتحت فروعا لمصانعها في الكثير من بلدان اوروبا الشرقية حيث اليد العاملة ارخص.