وجدت دراسة حديثة ان الولادة الطبيعية تمنح الاطفال حصانة اكثر من القيصرية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون ولادة قيصرية يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية مثل الربو، لأنهم يكتسبون قدرًا أقل من quot;الحصانة الطبيعيةquot; من أمهاتهم عند الولادة. ويعتقد الباحثون الذين خلصوا إلى تلك النتيجة الهامة من خلال الدراسة البحثية التي أجروها في جامعة بورتوريكو وجامعة ولاية كولورادو، أن هذا يحدث نتيجة لعدم حصول هؤلاء الأطفال على بكتيريا مفيدة عند مرورهم من خلال قناة الولادة، على عكس ما يحدث للأطفال الذين يولدون بصورة طبيعية.
وتقول صحيفة التلغراف البريطانية في هذا الشأن إن تلك النتائج تأتي في الوقت الذي يتزايد فيه معدل الولادة بعمليات قيصرية، بعدما أضحت تُشكِّل ما يزيد عن ربع عمليات الولادة في المملكة المتحدة. وهو الأمر الذي يرجع أساسًا لأسباب طبية إلى كبار السن من الأمهات والسمنة، ونتيجة كذلك لاختيار بعض الأمهات الولادة بعملية قيصرية.
وكانت أبحاث سابقة قد وجدت أن الأطفال الذين يولدون بوساطة عمليات قيصرية يكونوا أكثر عرضة بنسبة تزيد عن الضعف للإصابة بالحساسية الغذائية عن الأطفال الذين يولدون بصورة طبيعية. كما أنهم يكونون أكثر عرضة بشكل كبير للإصابة بالإسهال وربما تتزايد لديهم أخطار الإصابة بداء الربو في مرحلة لاحقة من حياتهم.
وقد أظهرت الدراسة الحديثة أيضًا أن الأطفال الذين يولدون بصورة طبيعية يحصلون على طوائف بكتيرية تُمَثِّل قناة الولادة الخاصة بأمهاتهم، بينما يحصل الأطفال الذين يولدون بصورة طبيعية على طوائف بكتيرية جلدية شائعة. في ما يعتقد الباحثون أن كثير من الطوائف الميكروبية المختلفة التي تقيم لدى البشر، ولكل منها خصوصيتها على المستوى الشخصي، قد تساعد في حماية الأفراد من الأمراض المختلفة.
هذا وقد شملت الإجراءات الخاصة بدراسة الأكاديمية الوطنية للعلوم تسعة سيدات تتراوح أعمارهن ما بين 21 و 33 عامًا وكذلك عشرة أطفال حديثي الولادة. وقد تم أخذ عينات من الأطفال في غضون 24 ساعة من الولادة عن طريق مسح أفواههم وبشرتهم وعن طريق أخذ عينات من أعلى الحلق والأمعاء. ثم استعان الفريق البحثي بآلية قوية للتسلسل الجيني لتحليل البكتيريا كلها في الوقت ذاته. وتلفت إليزابيث كوستيللو، الباحثة المشاركة في الدراسة، إلى أن الدراسة الحديثة قد سمحت للباحثين quot; بالتقاط اللحظات الأولى في وقت حصول الطفل الرضيع على الطوائف البكتيريةquot;.
وأضافت في هذا السياق بقولها :quot; إن التحدي الذي نواجهه الآن يتمثل في الكشف عن ما تبقى من تفاصيل في هذا الأمر، وذلك عن طريق تقفي أثر الطوائف الميكروبية عند الرضع والأطفال الصغار والأطفال اليافعين والأفراد البالغين على مدار أسابيع، وأشهر، وسنوات، لمعرفة الطريقة التي يتطورون ويتغيرون من خلالهاquot;.
التعليقات