سببت الفيضانات الدمار في أنحاء كثيرة منباكستان، ولكنها قد تكون نعمة لبعض الصيادين. وتساهم في تخفيف التلوث في المياه.

كراتشي: على الرغم من تضرر نحو 20 مليون شخص جراء الفيضانات في باكستان منذ شهر يوليو، واستمرار نزوح أعداد أكبر من ديارهم في إقليم السند الجنوبي، إلا أن هناك من ينظر إلى الجانب المشرق لهذه الكارثة.

يأمل الصيادون في بحيرة مانتشار في مقاطعة دادو بإقليم السند، وهي أكبر بحيرة مياه عذبة في البلاد، أن يؤدي تدفق المياه من نهر الإندوس إلى تخفيف التلوث الناجم عن تصريف مياه الصرف الصناعي في السنوات الأخيرة.

وحول ذلك قال الصياد عبد الله دينو، البالغ من العمر 50 عاماً: quot;ستجلب المياه العذبة الأسماك. هناك سبب حقيقي للسعادة - على الرغم من أن الفيضانات تمثل مأساة للناس في جميع أنحاء السند، وهو ما لا يستطيع أي منا نسيانهquot;.

وقد أدى ارتفاع منسوب مياه بحيرة مانتشار إلى حدوث فيضانات في 250 قرية مجاورة، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، مما شكل خطراً على جميع سكان المنطقة.

وقد أسفر ذلك عن ارتحال معظم سكان بلدة بان سعيد أباد البالغ عددهم 100,000 شخص إلى أماكن أكثر أماناً. كما تفيد التقارير أن حوالي 35,000 شخص من سكان منطقة سهوان يقيمون في خيام على جوانب الطرق في العراء، في الوقت الذي تقطعت السبل بنحو 15,000 شخص في القرى.

ويشكل ارتفاع منسوب المياه بشكل خطير في البحيرة تهديداً لسبل عيش 15,000 إلى 20,000 صياد يعملون هناك، وفقاً لسامي ميمون، المتحدث باسم منتدى صيادي باكستان، وهي منظمة مقرها كراتشي تمثل مجتمعات الصيد.

وأخبر ميمون شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن quot;الأمور ليست آمنة في مانتشار الآن حيث غمرت المياه قرى الصيدquot;. مع ذلك، أعرب ميمون عن اعتقاده أن تدفق المياه العذبة من نهر الإندوس إلى البحيرة سيجلب كميات جديدة من الأسماك.

وأضاف أنquot;الفيضانات دمرت العديد من المزارع السمكية في السند وجرفت مخزونها إلى مانتشار. لذلك سيكون هناك المزيد من الأسماكquot;. إلا أنه أشار إلى أن فيضان مياه مانتشار quot;غير مرحب بهquot; لأنه يعيد الأسماك إلى نهر الإندوس.


وقد ظل التدهور البيئي في مانتشار وما يترتب عليه من فقدان للأسماك مصدراً للقلق لبضع سنوات، فالكثير من الأنواع التي كانت تعيش في البحيرة بدأت تتلاشي بسبب التلوث. ونتيجة لذلك، رحل آلاف الصيادين بعيداً عن مانتشار لأنها لم تعد قادرة على توفير الرزق لهم.

بدوره، قال غلام ملاح، وهو صياد يبلغ من العمر 40 عاماً رحل منذ ثلاث سنوات ويصيد الأسماك الآن قبالة ساحل كراتشي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;أنا حزين للابتعاد عن مانتشار، ولكن لم يكن لدينا خيار أخرquot;. وأضاف أنه على الرغم من المصاعب الناجمة عن الفيضانات، إلا أن العديد من الصيادين الذين ما زالوا يصطادون في البحيرة سيتلقون المياه العذبة في البحيرة quot;بأذرع مفتوحةquot;.

أما نصير ميمون، الخبير البيئي ورئيس المنظمة التشاركية لتعزيز المنظمات غير الحكومية، فأخبر إيرين أن quot;الفيضان الحالي سيساعد على تنشيط النظام البيئي في البحيرة والحد من التلوث لفترة قصيرة من الزمن على الأقلquot;.

ويأمل الصيادون المتمركزون في القرى المحيطة بمانتشار أنه بمجرد انحسار الفيضانات، سيكون بمقدورهم العودة وإيجاد أنوع جديدة من الأسماك ومستويات أقل من التلوث في البحيرةquot; حيث قال عبد الله دينو: quot;حتى لو استمر ذلك لفترة قصيرة، فإنه على الأقل سيعطينا الأملquot;.