باريس: من ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم المتمسك ببرنامجه التقليدي المزدحم خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة رغم المخاطر، الى نجوم كرة المضرب المهددة مشاركتهم في أولى بطولات الغراند سلام لهذا الموسم، عاد فيروس كورونا ليضرب الرياضة وسط التفشي السريع لمتحورة "أوميكرون".

خلافاً للدوريات الأوروبية الأخرى التي خلد لاعبوها الى الراحة في هذه الفترة من الموسم، بقي الإنكليز متمسكين بتقليدهم في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة رغم تذمر واعتراض المدربين واللاعبين على السواء، لاسيما في ظل الأزمة الصحية المستشرية الناجمة عن متحورة "أوميكرون".

وأدى تعنت رابطة الدوري الممتاز وتجاهلها المناشدة القادمة من المدربين المتخوفين على سلامة لاعبين، الى وصول عدد المباريات المؤجلة في "برميرليغ" بسبب الإصابات الكثيرة بـ"كوفيد-19" الى 15 في الأسبوعين الأخيرين.

ورفضت رابطة أندية الدوري الممتاز خيار تعليق الموسم موقتاً من أجل السماح بالحد من التفشي في صفوف اللاعبين والطواقم العاملة في الفرق.

وقد عقدت الخميس اجتماعاً عن بُعد مع مدربي الأندية العشرين للبحث بمستجدات الأزمة الصحية ومنحهم فرصة التعبير عن مخاوفهم في هذه الفترة المزدحمة بالمباريات.

واعتبر المدرب الإيطالي لتوتنهام أنتونيو كونتي أن اجتماع الخميس كان مضيعة للوقت لأن القرار بمواصلة اللعب كان متخذاً مسبقاً، فيما رأى المدرب الإسباني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا أن الحل الوحيد لجعل الأندية والرابطة تستمع الى المخاوف، هو أن يعلن اللاعبون الإضراب.

وفي ظل استبعاد إمكانية أن يلجأ اللاعبون الى الإضراب، اعتبر كونتي الجمعة أن المناقشات مع رابطة الدوري كانت أقرب الى الحديث مع الحائط، موضحاً "لأكون صادقاً، فقد كان اجتماعاً حاولنا التحدث فيه وحاول بعض المدربين التحدث للسؤال عن الحلول، لكني أعتقد أن كل شيء كان مقرراً مسبقاً".

وأضاف "اعتقد أننا كنا في الأمس (الخميس) أمام حائط، ولهذا السبب افضل عدم الحديث عن الموضوع".

وسُئل الإيطالي في مؤتمر صحافي عما إذا كانت المحادثات مضيعة للوقت، فأجاب "أعتقد ذلك. لأنه عندما يكون هناك حائط أمامك، يمكنك التحدث وأن تسأل ما تشاء، لكن كل قرار كان محسوماً (مسبقاً)".

وبعد المباراة التي فاز بها فريقه على أستون فيلا 3-1 الأحد بفضل جهود نجمه العائد من الإصابة بكورونا البلجيكي روميلو لوكاكو، وجه المدرب الألماني لتشلسي توماس توخل سهامه تجاه رابطة الدوري الممتاز بالقول "يجبرونا على اللعب حتى وإن كنا مصابين بكوفيد. لدينا إصابات جديدة لكن لا يمكن التوقف. القرارات تصدر من أناس جالسين خلف مكاتبهم".

وعلى غرار ما حصل في الدوري الممتاز، قرر بعض نجوم كرة المضرب المشاركة في الدورة الاستعراضية التي تقام سنوياً في أبوظبي، فكان الثمن أن مشاركتهم في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام للموسم، باتت مهددة.

وأعلن النجم الروسي اندريه روبليف المصنّف الخامس عالميًا، الإثنين، إصابته بـ"كوفيد-19"، كاتبًا على تويتر "أنا حاليًا في برشلونة، ولسوء الحظ جاءت نتيجة اختبار فيروس كورونا إيجابية".

وأضاف "لقد دخلت في حجر صحي واحترم كل البروتوكولات تحت اشراف الاطباء".

وتابع روبليف "لقد تلقيت التلقيح بالكامل وأستعد لكأس +أيه تي بي+ (من 1 إلى 9 كانون الثاني/يناير) وبطولة أستراليا المفتوحة (17-30 كانون الثاني/يناير). أحتاج الآن إلى التعافي ولن اتوجه إلى ملبورن الا عندما يكون الوضع آمنًا للجميع".

وسبق أن أعلن الكندي دنيس شابوفالوف المصنف 14 عالمياً، الأحد، إصابته بفيروس كوفيد-19 بعد وصوله إلى سيدني حيث ستقام كأس +أيه تي بي+.

تواجه اللاعبان قبلها بأيام في دورة أبوظبي الاستعراضية التي شارك فيها الإسباني رافايل نادال والسويسرية بليندا بنسيتش والتونسية أنس جابر والبريطانية إيما رادوكانو، وجميعهم أصيبوا بفيروس كورونا.

ولم تسلم رياضة التزلج من فيروس كورونا، إذ أعلنت البطلة الأولمبية الأميركية ميكاييلا شيفرين بأنها ستغيب هذا الأسبوع عن إحدى مراحل كأس العالم في ليينتس النمسوية، بسبب إصابتها بـ"كوفيد-19".

لكن في ظل تقدمها في الترتيب العام بفارق أكثر من 100 نقطة عن أقرب ملاحقاتها، تتمتع الأميركية الفائزة بذهبيتين أولمبيتين عامي 2014 و2018 برفاهية الغياب عن هذا اللقاء الذي سيقام بغياب الجمهور بقرار من السلطات النمسوية كإجراء احترازي.

في اسكتلندا حيث يُمنح لاعبو كرة القدم سنوياً فرصة شتوية لثلاثة أسابيع، خلافاً للجيران الإنكليز، ارتأت رابطة الدوري الممتاز أن تقدم فترة العطلة لأسبوع مباشرة بعد مرحلة الـ"بوكسينغ داي" الأحد، بعدما اتخذت السلطات المحلية قراراً بعدم السماح لأكثر من 500 مشجع من التواجد في المدرجات.

ولم يسلم الإنكليز أيضاً في منتخب الكريكيت المتواجد حالياً في أستراليا، إذ جاءت نتائج أربعة أفراد إيجابية بكورونا لكنهم ليسوا من اللاعبين الذين ينتظرون حالياً نتائج اختباراتهم.

وفي الولايات المتحدة، بدأت تتكدس المباريات المؤجلة في دوري كرة السلة "أن بي أيه" نتيجة الإصابات الكثيرة بفيروس كورونا في صفوف اللاعبين وطواقم الأندية، على غرار دوري الهوكي "أن ايتش ال" الذي اتخذ قراراً بالتوقف لأسبوع من 22 الى 26 الشهر الحالي على أمل منح الفرق فرصة التعامل مع التفشي في صفوفها.

في دوري الركبي "توب 14" الفرنسي، تم إرجاء غالبية المباريات المقررة الأحد والإثنين، ما سيزيد الضغط على الروزنامة لاسيما أن سبع مباريات أوروبية كانت الأندية الفرنسية طرفاً فيها قد أرجئت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وقد يكون توخل محقاً حين قال الأحد "لا يجوز ذلك"، في دعوته الى النظر جدياً في الروزنامة لأن صحة الرياضيين وسلامتهم أهم من كل شيء وأهم من العائدات المالية التي تدرها المباريات، لاسيما من ناحية النقل التلفزيوني.