نشر العراق عشرات الآلآف من الجنود لحماية الزوار الشيعة كجزء من إجراءات أمنية مكثفة تأمل الحكومة ان تمنع إراقة الدماء التي عكرت احتفالات دينية سابقة.

كربلاء: لايعكس تشديد الامن فحسب التهديد المستمر من المتشددين السنة الذين دأبوا على استهداف احتفالات الشيعة منذ عام 2003 ولكن أيضا الأضرار السياسية المحتملة التي يمكن ان تسببها الهجمات الكبرى قبل الانتخابات العامة في مارس اذار. ومن المتوقع ان يصل أكثر من مليون زائر يوم الاحد الى مدنية كربلاء جنوبي بغداد في عاشوراء. وقال امال الدين الهر محافظ كربلاء ان 20 الف فرد من قوات الأمن شكلوا سبعة نطاقات حول المدينة. ووضع الف قناص على المباني وتقوم قوات بالمراقبة باستخدام الكلاب البوليسية وادوات الكشف عن المتفجرات.

وستقوم مئات من النساء بتفتيش الملابس السوداء الكثيفة للزائرات والتي استخدمت في إخفاء قنابل في السابق. وكان الأمن مُشددا في بغداد أيضا حيث بدأ العديد من الزوار المسيرة التي تصل الى 80 كيلومترا الى كربلاء. وتوجه آخرون الى مرقد هام في حي الكاظمية ببغداد. وأغلق مسؤولون الطرق أمام المرور في الكاظمية للحيلولة دون وقوع انفجارات بقنابل مزروعة في سيارات أو دراجات نارية. ورغم الأمن المشدد سقط قتلى وجرحى خلال الأيام الأخيرة في هجمات صغيرة استهدفت الزوار وهم يسيرون في جماعات أو يأوون الي خيام على جوانب الطرق.

وقتلت قنبلة زرعت على جانب الطريق اثنين من الزوار كما اصابت ثمانية في شرق بغداد يوم السبت. وبالنسبة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي فان تجنب إراقة الدماء أمر مهم على نحو خاص قبل الانتخابات العامة في السابع من مارس اذار. وقوضت سلسلة من الهجمات الكبرى استهدفت مبان حكومية في بغداد موقف المالكي باعتباره الرجل الذي حسن الامن في العراق وعالج أسوأ عنف اطلقة الغزو الامريكي في عام 2003.

ومن المتوقع ان تكون الانتخابات تنافسية حيث يحاول المالكي ومنافسوه من الشيعة بناء تحالفات عبر الطوائف تجذب العراقيين الذين ضجروا من سنوات العنف وانعدام النظام والفساد الحكومي. ولوح الاف المصلين بصور للحسين وهم يحتشدون خارج مسجد الخيلاني في وسط بغداد ليستمعوا الى عمار الحكيم الذي يقود المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اكبر حزب يمثل الاغلبية الشيعية في العراق.

وربط الحكيم الذي يشارك حزبه في تحالف سينافس المالكي مقتل الحسين بالفساد ومحاباة الأقارب اللذين يعاني منهما العراق الحديث. وقال الحكيم للحشد ان التاريخ يكرر نفسه وان اتباع الحسين يعرفون حجم المؤامرة ويعملون على مواجهتها. وقال انهم لن يغريهم المال ولا الوعود التي ستتبخر بعد الانتخابات.

وفي كربلاء تعهد الهر وهو عضو في حزب الدعوة الذي يقوده المالكي بالا يتم تسييس الاحتفال بعاشوراء هذا العام. وقال انه لن يسمح باستخدام هذا الاحتفال كدعاية للانتخابات. وتمثل الانتخابات تحديا كبيرا لقوات الامن العراقية التي تقود المهام الامنية فيما تستعد القوات الامريكية لوقف العمليات القتالية في اغسطس اب 2010