ندد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء بالتدخل العسكري السعودي ضد المتمردين الزيديين في اليمن، معتبرا ان الاجدى بالرياض ان تلعب دور الوسيط بين حكومة صنعاء والحوثيين.
طهران، دبي: قال احمدي نجاد للتلفزيون الايراني quot;اقول للسلطات السعودية اننا كنا نتوقع ان تلعب دور الوسيط في هذا النزاع الداخلي (...) وان تساهم في ارساء السلام لا ان تشارك في الحرب وتستخدم الرشاشات ضد مسلمينquot;.
وتابع quot;لو استخدم قسم من الاسلحة السعودية لصالح شعب غزة وضد الصهاينة (...) لما كان هناك اثر اليوم للنظام الصهيونيquot;.
وردا على هذه التصريحات، اتهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بدوره ايران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في الرياض quot;لا ادرى من اين يأتي اتهام السعودية بشن الحرب على الحوثيينquot; رغم ان الرياض تقول دائما انها في حرب للدفاع عن نفسها ضد المتمردين اليمنيين الذين يتسللون الى اراضيها.
ووصف وزير الخارجية السعودي تصريحات الرئيس الايراني بانها quot;تدخل في الشؤون الداخلية لليمنquot;.
وتشتبه السلطات السعودية في ان ايران تقدم الدعم للمتمردين الشيعة وان لم تقل ذلك علنا، في حين ان الحكومة اليمنية تندد باستمرار بالدعم الذي يحصل عليه هؤلاء المتمردون من quot;بعض الاوساط في ايرانquot;.
وانتقدت ايران مرارا التدخل السعودي في الحملة التي يشنها الجيش اليمني منذ 11 اب/اغسطس على المتمردين الحوثيين الذين يعارضون حكم الرئيس علي عبد الله صالح في شمال اليمن.
ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني واشنطن بانها وراء القصف السعودي للمتمردين.
واندلعت المعارك بين الجيش السعودي والمتمردين اليمنيين بعد مقتل حارس حدود سعودي برصاص متمردين تسللوا الى الاراضي السعودية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
الحوثيون يجددون نفيهم اختطاف الرهائن الاوروبيين الستة في شمال اليمن
الى ذلك، نفى المتمردون الحوثيون الاربعاء مجددا اي مسؤولية لهم في اختطاف الرهائن الالمان الخمسة والبريطاني في شمال اليمن، محملا السلطات اليمنية المسؤولية عنهم.
وقال المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام في اتصال مع وكالة فرانس برس في دبي ان quot;الخطف ليس من عاداتنا ولا من شيمنا ولا هو من اسلوبناquot; وquot;اتهامنا لا يمت للواقع بصلةquot;.
وذكر المتحدث ان quot;علاقاتنا مع المانيا ومع الجميع تاريخيا جيدة ولا مشكلة لنا مع احدquot; مذكرا بان يحيى بدرالدين الحوثي نجل الزعيم الروحي للحوثيين موجود في المانيا.
واعتبر عبدالسلام ان quot;النظام اليمني يحاول استغلال الحرب على الارهاب من اجل القضاء على خصومه عبر اتهامهم بالارهاب في الشمال والجنوبquot; وحمل quot;السلطة اليمنية مسؤولية الرهائن ومسؤولية كل شخص على الاراضي اليمنيةquot;.
وكان وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي اعلن الثلاثاء ان السلطات اليمنية تتفاوض مع خاطفي الرهائن الالمان الخمسة والبريطاني من اجل التوصل الى اطلاق سراحهم، مشيرا الى وجودهم في محافظة صعدة (شمال) حيث معقل التمرد الحوثي.
وكانت صنعاء اتهمت الحوثيين باختطاف الرهائن الذين فقدوا في شمال اليمن قبل اكثر من ستة اشهر.
والمختطفون الستة جزء من مجموعة من تسعة اشخاص هم سبعة المان وبريطاني وكورية جنوبية، خطفوا في حزيران/يونيو في محافظة صعدة. وفي 15 حزيران/يونيو، اكدت صنعاء مقتل اثنين من الرهائن الالمان والرهينة الكورية الجنوبية.
وكان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والامن رشاد العليمي اعلن الخميس ان لدى السلطات اليمنية quot;معلومات مؤكدة بان المختطفين (زوجان المانيان واطفالهما الثلاثة وبريطاني) لا يزالون على قيد الحياةquot;.
الا ان العليمي اشار الى وجود معلومات تفيد بتوزيع الرهائن بين المتمردين الحوثيين وتنظيم القاعدة، علما بان صنعاء اتهمت في بادئ الامر الحوثيين بتنفيذ عملية الاختطاف، الامر الذي نفاه هؤلاء.
وينتمي الرهائن الى الهيئة العالمية للخدمات الطبية التي تعمل في صعدة منذ 35 عاما، وهي جمعية مسيحية تابعة للكنيسة المعمدانية.
وتملك الهيئة نفسها مستشفى في مدينة جبله بمحافظة إب جنوب صنعاء، حيث قام مسلح اسلامي بقتل ثلاثة اطباء اميركيين في كانون الاول/ديسمبر 2002.
ويشهد اليمن باستمرار عمليات خطف اجانب على ايدي قبائل تريد ان تحقق الحكومة مطالب لها. وخطفت هذه القبائل اكثر من مئتي اجنبي في السنوات ال16 الاخيرة.
الا ان حادثة صعدة اعتبرت نقطة تحول في تاريخ عمليات الخطف التي شهدها اليمن مرارا وتكرارا على مدى السنوات الماضية، وانتهت في الغالبية العظمى من الحالات بالافراج عن المختطفين ما عدا مرات قليلة قتل فيها رهائن اثناء تدخل السلطات عسكريا لتحريرهم.
التعليقات