This undated handout picture released by Iran's Fars News ...

An image grab taken from Iran's English-language Press TV ...

نشرت مجلة quot;شبيغل اونلاينquot; في طبعتها الإلكترونية تحليلاً اخباريًا يتناول اغتيال العالم النووي الايراني مسعود علي محمدي والجهات التي قد تكون مسؤولة عن تصفيته. وجاء في التحليل:

كان اغتيال العالم الفيزيائي مسعود علي محمدي مؤخرًا في طهران حدثًا محيرًا حتى بالمعايير الايرانية، إذ يدَّعي النظام الايراني ان عملاء خارجيين نفذوا عملية الاغتيال، في حين يرى مراقبون انه ربما قُتل لتحذير آخرين من انصار المعارضة. وهناك حتى تكهنات بأن حزب الله يقف وراء الاغتيال. كان اغتيال محمدي، في بلد ليست الاغتيالات غريبة عليه، من أشد الألغاز المحيرة في تاريخ جمهورية ايران الاسلامية. هل كان البروفيسور خبيرًا نوويًّا مهمًّا؟ هل كان يعمل في برنامج ايران التسلحي النووي السري؟ هل من الجائز ان يكون عملاء أجانب فجروا العبوة الناسفة لتوجيه ضربة الى برنامج ايران النووي؟

ايًّا يكن الأمر، فإنّ طهران عملت كل ما بوسعها للايحاء بأن قوى خارجية كانت وراء الهجوم، وأعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ان محمدي خبير مرموق في الطاقة النووية، في حين سمته وسائل الاعلام quot;عالمًا ثوريًّاquot;. وتحدثت وزارة الخارجية عن quot;مثلث من الشرquot; اضلاعه quot;النظام الصهيوني واميركا وعملاؤهماquot;، وبذلك ضُمن استشهاد محمدي بوصفه من quot;المخلصين في خدمة النظامquot;.

صحيح بكل تأكيد ان اشد ما تخشاه الحكومة الاسرائيلية وقوع اسلحة نووية بأيدي نظام متعصب يهدد وجودها، وصحيح ايضًا ان عددًا من السياسيين والعلماء الكبار الذين يُعتقد انهم كانوا يعملون جواسيس لحساب وكالة المخابرات المركزية quot;سي آي أيquot; اختفوا في السابق، بينهم نائب وزير الدفاع علي رضا عسكري، وقُتل آخرون في ظروف غامضة بينهم اردشير حسين بور، العالم النووي الذي عمل في منشأة لتخصيب اليورانيوم في اصفهان وعُثر عليه مقتولاً بعد تسميمه.

Angry mourners chanting anti-American and anti-Israeli slogans ...
خلال تشييع محمدي في طهران
Mourners carry the flag-draped body of slain Iranian physics ...
ولكن مَنْ يريد من العملاء قتل محمدي؟ فإن صديقه الفيزيائي احمد شيرزاد يقول انه لا يستطيع ان يتذكر قيام محمدي بأي ابحاث في المجال النووي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضًا اعلنت ان محمدي ليس من العاملين في الوكالة.

يشير هذا الى ان الاغتيال ربما كان يُراد به تحذير آخرين من الخروج عن الخط. إذ قيل ان محمدي، مثل العديد من العلماء الايرانيين، كان يحاول مغادرة البلد. وقبل الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو جاهر بتأييده مير حسين موسوي الذي كان اقوى المرشحين في مواجهة الرئيس محمدو احمدي نجاد، ويظهر اسم محمدي مع اكثر من 400 عالم آخر على موقع الكتروني مؤيد لزعيم المعارضة.

بل يُعتقد ان محمدي التقى موسوي وتردد ان الاستخبارات الايرانية قامت باعتقاله واستجوابه طيلة ساعات بعد اللقاء،

وقبل ايام من مقتله حمل ميليشياويون بشدة على استاذ الفيزياء خلال احدى الندوات، والمعروف عن ازلام النظام عادة اعتمادهم طرقًا مباشرة، على الرغم من انهم لا يتورعون عن شيء، وذلك بتصفية اعدائهم في حوادث مدبرة أو اطلاق النار عليهم بكل بساطة أو ضربهم حتى الموت أو خطفهم.

من جهة اخرى، فإنَّ جماعة مسلحة في لبنان ترتبط بعلاقات وثيقة مع اشقائها في المذهب الشيعي في ايران، لديها خبرة في استخدام المتفجرات لتصفية خصومها، وهي حزب الله الذي، بمساعدة ايران، قاتل العدو اللدود اسرائيل طيلة سنوات من قاعدته في جنوب لبنان. كما يُعتقد ان عناصر حزب الله يدعمون المتعصبين الايرانيين في مساعيهم لاخماد quot;التمرد الأخضرquot; في شوارع المدن الايرانية. وفي صيف العام الماضي تحدث محتجون مرات متكررة عن خوض مواجهات مع quot;عربquot; خلال الاشتباكات في الشوارع.

هل يمكن للهجوم على البروفيسور محمدي ان يحمل بصمة تنم عن ضلوع حزب الله، كما يتكهن عناصر من

Firemen and onlookers are pictured at the scene of a remote-controlled ...
المعارضة؟ من جهة اخرى، فإنّ لدى اجهزة طهران الاستخباراتية قدرة تقنية كبيرة وكان بمقدورها بسهولة ان تصنع اي نوع من العبوات الناسفة بنفسها.

يبقى مقتل محمدي حدثًا يكتنفه الغموض ولكن تشييعه لا يقل غرابة، إذ يعتقد ان زهاء نصف المشيعين الألف تقريبًا كانوا من انصار المعارضة ولكن النعش حمله افراد الحرس الثوري، الموالون للنظام بثبات.

ايا يكن الشخص الذي سيقدمه مدعي عام طهران عباس جعفري بوصفه القاتل، فإن من المستبعد ان يكون من عناصر حزب الله أو الجهاز الأمني، ففي ايران يُعتبر افراد هذين التنظيمين فوق القانون.