محمود عزت

بعد أن حسم الإخوان المسلمون في مصر جدلا حادا استمر لأسابيع، باختيار محمد بديع، مرشدا جديدا للجماعة خلفا لمهدي عاكف، أثار قرار تعيين محمود حسين أمينا عاما للجماعة بدلا من محمود عزت الارتياح في صفوف الإصلاحيين والشباب داخل الجماعة.

محمد حميدة من القاهرة: أثار قرار تعيين محمود حسين أمينا عاما لجماعة الإخوان المسلمين بدلا من محمود عزت، الذي تم إبعاده من منصبه بعض الارتياح في صفوف الجماعة، وخاصة بين الإصلاحيين والشباب الطامح في التغيير. وبينما اعتبرت مصادر في الجماعة القرار محاولة لتهدئة الأجواء من جانب المرشد الجديد واستيعاب حالة الغضب التي انتابت الشباب والإصلاحيين من سيطرة القطبيين او المحافظين على معظم مقاعد مكتب الإرشاد، إلا ان الخبراء و المتابعين للشأن الاخواني كان لهم رأي آخر حول مغزى هذا القرار.

واعتبر محمد عبد الجليل احد شباب الجماعة القرار الذي اتخذه الدكتور محمد بديع بإبعاد محمود عزت بأنه quot;محاولة لامتصاص غضب الشباب والإصلاحيينquot;، مشيرا لـquot;إيلافquot; ان ما حدث في الانتخابات الأخيرة والنتيجة التي انتهت اليها بسيطرة القطبيين quot;أثار قلق الإصلاحيين حول تنامي نفوذ قيادات في الجماعة، وكان يجب ان يقوم المرشد الجديد بإجراء من شأنه ان يؤكد ان الجماعة ليس فيها رجال حديديونquot;.

ويعتقد بشكل واسع في الجماعة وخصوصا بين الإصلاحيين ان الدكتور محمود عزت هو المحرك الرئيس للانتخابات الأخيرة، التي أجريت على مقاعد مكتب الإرشاد و منصب المرشد، وانه وراء إقصاء الإصلاحيين وعدم حصولهم إلا علىمقعد واحد من نصيب الدكتور عصام العريان.

ويشتهر الرجل بعدة ألقاب داخل الجماعة وخارجها مثل quot;الرجل الحديديquot; نظرا لقوة نفوذه فى الجماعة، وquot;صانع المرشدينquot;، اذ انه يفضل ان يقوم بهذا الدور عن ان يكون مرشدا، وترسخ هذا الوصف في أذهان الكثيرين بعد اعتذاره عن انتخابات المرشد الأخيرة، ليتنافس فيها ثلاثة ينتمون لتياره القطبي او المحافظ، وهم محمد بديع ورشاد البيومي وجمعة أمين.

وجاء اعتذار عزت بعد ان أعلن الدكتور محمد حبيب اعتذاره عن الترشح على المنصب الأعلى في الجماعة، على خلفية ما وصفه بحدوث انتهاكات للائحة في انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد.

ويرى شباب الجماعة ان التغيير فقط في الأشخاص quot;لا يكف لإصلاح الجماعةquot;، مطالبين بان يتبع التغيير في الأشخاص تغيير أيضا في الإجراءات.
ويبدو ان المرشد الجديد يسير في هذا الاتجاه، بالنظر الى تلميحات قيادات مكتب الإرشاد الجديد في تصريحاتهم لوسائل الإعلام بأن الفترة القادمة ستشهد الكثير داخل الجماعة على مستوى النشاط والأداء والحيوية، مشيرين إلى ان الجماعة ستتخذ الإجراءات التي تراها في صالحها.

ويرى المحللون ان إبعاد محمود عزت وتعيين محمود حسين بدلا منه، لمنصب الامين العام للجماعة، يحمل رسالة تريد قيادة الجماعة توصيلها الى الرأي العام خارج الجماعة، لإبعاد صورة سيطرة القطبيين على الجماعة، مشيرين إلى ان تغيير عزت لا يعني تضاؤل دوره في صناعة القرار داخل الجماعة، بل يتناسب هذا القرار مع رغبته في ان يكون بعيدا عن تركيز وسائل الإعلام، وخاصة بعد ان أصبح محط أنظار واهتمام بالغين في الفترة الأخيرة.

من جهة أخرى أرجأ المرشد الجديد تسميه نائبيه الأول والثاني، ويتوقع ان يتم تسميتهم في الاجتماع القادم لمكتب الإرشاد أواخر هذا الأسبوع. وتشير التوقعات الى تعيين رشاد البيومي لمنصب النائب الأول، واحتفاظ خيرت الشاطر المحبوس حاليا بمنصب النائب الثاني.