تقود مصر وساطة سرية بين الحكومة اليمنية والحراك الجنوبي لمواجهة التمدد الايراني، ولهذه الغاية توجه أحمد أبو الغيط وعمر سليمان الى صنعاء حاميلن رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك لنظيره اليمني علي عبدالله الصالح، يعبر خلالها عن إلتزام مصر بدعم اليمن لمواجهة التحديات في الشمال والجنوب.

القاهرة: وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء يوم السبت أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، والوزير عمر سليمان مدير الاستخبارات العامة، في زيارة سريعة استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها الوزيران بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، واكتفى مصدر دبلوماسي مصري بالقول إن أبو الغيط وعمر سليمان نقلا رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك لنظيره اليمني، وأشار المصدر إلى أن الرسالة تضمنت التزام القاهرة بدعم لليمن في تحدياتها في الشمال والجنوب ومساندتها في مؤتمر لندن المزمع عقده أواخر شهر كانون الثاني (يناير) الجاري .

وقال مصدر دبلوماسي إن القاهرة تقود وساطة بين الحكومة اليمنية وما بات يعرف بالحراك الجنوبي من دعاة انفصال جنوب اليمن، وفي إشارة واضحة للدور الإيراني في اليمن فقد حذرت مصر من تدخل أطراف خارجية لها أجندات إقليمية في الشأن اليمني، دون أن تذكر هذه الأطراف بالاسم، وأعربت في تصريحات، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، عن قلقها quot;من اتجاه بعض الأطراف المحلية اليمنية لتبني مواقف من شأنها تهديد الأمن والاستقرار الداخلي ووحدة أراضي البلاد، بالنظر إلى ما قد يستدعيه ذلك من تداعيات تسهم في دعم تيارات التطرف والغلوquot;، على حد تعبير الناطق المصري .

ومضى المتحدث باسم الخارجية المصرية مشيراً إلى العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط بين مصر واليمن، والأهمية الحيوية التي توليها مصر في هذا الإطار للحفاظ على استقرار اليمن، بما له من موقع جيواستراتيجي محوري يؤثرفي استقرار المنطقة ككل، وبما يمتلكه من كتلة سكانية عريقة لعبت دورا تاريخيا مهما في تشكيل الوجه الحضاري للمنطقة العربية .

وساطة مصرية
وفي تصريح مقتضب قال أحمد أبو الغيط إن مصر ترفض كل أنواع التمرد والتدخلات الأجنبية في شؤون اليمن، وأضاف وزير الخارجية المصري أن الرسالة التي نقلها إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تتضمن تطورات العلاقات الثنائية بين مصر واليمن ، مشيرا إلى أن quot;بلاده تدعم الحكومة والشعب اليمني وتقف بكامل قوتها وإمكانياتها بجوار اليمن ووحدة أراضيه واستقرارهquot; .

وفي هذا السياق علمت (إيلاف) من مصدر دبلوماسي غربي يقيم في القاهرة أنها تقود وساطة سرية بين الحكومة اليمنية وما بات يعرف بالحراك الجنوبي ودعاة انفصال جنوب اليمن في ظل مخاوف عربية من تحول البلاد إلى صومال جديدة، فضلاً عما أسماه المصدر المصري بمواجهة التمدد الإيراني إقليمياً، من خلال دعم طهران لدعاة الانفصال من quot;الحوثيينquot;، ما قد يؤدي لاشتعال الموقف في اليمن بشكل أخطر بكثير مما حدث في العام 1994 .

ودعت القاهرة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في هذا الإطار في ما يتعلق بالوقوف أمام محاولات بعض الأطراف الخارجية للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن سعيا لزعزعة استقراره الداخلي بما يخدم أجندات إقليمية لهذه الأطراف . ومضى المصدر المصري ذاته قائلاً إن مفاوضات الوساطة المصرية التي أحيطت بالسرية التامة تزامنت مع توافد عدد من قيادات المعارضة الجنوبية اليمنية إلى القاهرة واجتماعهم مع مسؤولين في الخارجية المصرية، وجهاز المخابرات العامة .

وأوضح المصدر ذاته أن من بين القيادات التي وصلت إلى مصر عبدالرحمن الجفري، وعلي ناصر محمد ومحمد علي أحمد محافظ أبين السابق المقيم في أوروبا، وحيدر العطاس رئيس الوزراء الأسبق، كما رفعت القاهرة أسماء شخصيات يمنية من قوائم الممنوعين من دخول مصر وبينهم عبد الله الأصنج وزير الخارجية اليمني الأسبق .