أيقن بنيامين نتنياهو أنه سيقدم تنازلات كبيرة من أجل إنجازة صفقة جلعاد شاليط ما دفعه للتراجع عن مواقفه.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: يبدو أن الجهود التي كانت تبذلها ألمانيا على مدار الفترة الماضية لتحرير الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة، جلعاد شاليط، منذ حزيران / يونيو عام 2006، تمضي الآن في طريقها إلى الانهيار. حيث أكدت مصادر لمجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتنياهو، قام بسحب تأييده لشروط الصفقة، بعدما سيطرت عليه حالة من الصدمة لدى معرفته بنطاق التنازلات التي كانت تتضمنها.
ويُقال ndash; وفقا ً للمجلة - أن المفاوضات التي كانت تتوسط بها ألمانيا في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس قد أوشكت على الانهيار، بسبب الموقف الذي يتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي. وطبقا ً للمعلومات التي تحصلت عليها المجلة، فإن نيتنياهو قد سحب على نحو مفاجئ قبيل عيد الميلاد الأخير بفترة قصيرة موافقته على صفقة كانت قد أُبرمت بالفعل، وقدّم عوضا ً عن ذلك quot; عرضاً نهائياًquot; جديدا ً إلى الفلسطينيين، بشروط أضعف على نحو ملحوظ. وكان من المفترض بحسب النسخة الأصلية للصفقة أن تتم مبادلة ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح شاليط. وتردد أن إسرائيل أبدت موافقتها المبدئية على إتمام المبادلة، لكنها كانت ترغب في نقل 120 سجينا ً من الضفة الغربية التي تحكمها حركة فتح إلى قطاع غزة ndash; الخاضع لحركة حماس ndash; أو إلى بلد آخر. وقد قام مفاوضون من وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية بنقل العرض على مراحل من الإسرائيليين إلى حماس قبل الكريسماس.
وفي الوقت الذي دارت فيه أحاديث حول هوية الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم والمكان الذي سيرسلون إليه، رفض العرض الأحدث من جانب إسرائيل الكثير من المطالب الفلسطينية. وعلى وجه الخصوص، لم تكن لدى نيتنياهو الرغبة في إطلاق سراح أي من ناشطي حماس البارزين. هذا ويتوقع المفاوضون الألمان أن يرفض قادة حماس الآن العرض الإسرائيلي الأخير، رغم أن الحركة لم تزح الستار بعد عن قرارها الأخير. لكن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، قال يوم الجمعة الماضي إنهم لن يقوموا بإطلاق سراح شاليط إلا إذا تم الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين.
وفي القدس، وُجِّه اللوم إلى التغيير الكامل والمفاجئ الذي طرأ على موقف نيتنياهو حول الشجار الذي نشب مع رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، حجاي هداس. فقد سمح له نيتنياهو بالتفاوض مع حماس ووكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية لعدة أشهر، من دون أن يبدي قلقه إزاء تفاصيل الصفقة. وبمجرد أن عُرِض عليه الاتفاق، تملكته حالة من الدهشة بسبب التفاصيل التي تضمنتها. ويتردد أنه أفصح لمقربيه عن أن التنازلات ذهبت إلى نطاق بعيد. وفي الختام، قالت المجلة من جانبها إن عملية الشد والجذب التي شهدتها صفقة تبادل الأسرى أضرت بسمعة وكالة المخابرات الأجنبية الألمانية. في حين وجهت حماس انتقاداتها للمفاوضين الألمان، قائلين إنهم لم يعودوا محاديين، واتهمتهم بتقديم الكثير من التنازلات للحكومة الإسرائيلية.
التعليقات