قال توتي بلير أنهقرر المشاركة في الحرب بسبب خرق الرئيس العراقي السابق صدام حسين لقرارات الامم المتحدة.
لندن:اكد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الجمعة في شهادته التي طال انتظارها امام لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق في 2003، ان دافعه لم يكن تغيير النظام العراقي.
وتظاهر المئات خارج قاعة الجلسة مطالبين بمحاكمة بلير على ارتكابه quot;جرائم حربquot; في العراق.
واكد بلير امام اللجنة التي يترأسها جون شيلكوت انه قرر المشاركة في الحرب بسبب خرق الرئيس العراقي السابق صدام حسين لقرارات الامم المتحدة، وليس بدافع تغيير النظام.
وجوابا على سؤال حول ما ادلى به بلير في مقابلة مع +بي بي سي+ في كانون الاول/ديسمبر، نفى ان يكون تحدث في تلك المقابلة عن +تغيير النظام+. واثارت المقابلة جدلا واسعا حول الاهداف الحقيقية لمشاركة بريطانيا في هذه الحرب الى جانب الولايات المتحدة الاميركية.
وقال quot;لم استخدم عبارة +تغيير النظام+ في تلك المقابلة، ولم تكن لدي اي نية لتغيير المبرر الاساسيquot; للحرب.
واضاف quot;كل ما قلته انه لم يكن ممكنا وصف طبيعة التهديد بالطريقة نفسها لو كنا نعلم وقتها ما نعلمه الآنquot;، وهو انه لم يتم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق.
واكد ان تلك المقابلة لم تظهر quot;اي تغيير في الموقف (...) الموقف بني على فحوى قرارات الامم المتحدة المتعلقة بأسلحة الدمار الشاملquot; التي اتهم العراق بخرقها، وهو ما شرع الحرب برأيه. وقال quot;كانت هذه هي الحجةquot;.
وفي المقابلة المشار اليها، سئل بلير ان كان سيقحم بلاده في الحرب في اذار/مارس 2003 لو كان يعلم ان صدام حسين لا يملك اسلحة دمار شامل، فأجاب quot;كنت سأستمر في الاعتقاد ان الاطاحة به امر صحيح. من الواضح اننا كنا سنستخدم ونطور حججا مختلفة بشأن طبيعة التهديدquot;.
واستهل بلير شهادته في الساعة 9,30 (تغ) بالحديث عن نظام صدام حسين بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وقال quot;بعد تلك المرحلة، كان رأيي انه لا يمكننا المخاطرة في هذه المسائلquot;. واضاف quot;قيل لنا ان هؤلاء الاشخاص سيستخدمون الاسلحة الكيماوية او الجرثومية او النووية اذا حصلوا عليها (...) وهذا غير كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وايران وليبياquot;.
واعتبر ان نظام صدام حسين بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر quot;لم يفعل شيئا جديدا، لكن مفهومنا للخطر تغيرquot;.
وقال quot;ما كنت ساهاجم العراق لو لم اكن مقتنعا بصحة ذلكquot;.
ونفى بلير ان يكون عقد اتفاقا quot;سرياquot; في نيسان/ابريل 2002 مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي استضافه في مزرعته، واكد ان كيفية مواجهة التهديد العراقي كانت quot;مفتوحةquot; للنقاش.
وكان شهود تحدثوا للجنة التحقيق عن وعد قطعه بلير على بوش في ذاك التاريخ، قبل 11 شهرا على اندلاع الحرب، بمساندة الولايات المتحدة عسكريا، الا ان بلير نفى وجود اي اتفاق سري، واكد انه وعد بوش فقط بان يكون quot;الى جانبهquot; في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وقال بلير quot;ما كنت اقوله - ولم اقل ذلك في السر، كنت اقوله في العلن - اننا: سنكون معكم في مواجهة هذا التهديد ولابعادهquot;. ولكن quot;الطريقة التي ينبغي من خلالها معالجة هذه المسالة كانت مفتوحةquot; للنقاش.
وعندما ساله اعضاء اللجنة عما فهمه بوش من لقائهما في مزرعته في كروفورد، قال بلير quot;اعتقد ان ما فهمه هو بالضبط ما كان ينبغي ان يفهمه وهو انه في حال تقرر العمل العسكري في غياب اي وسيلة للحل الدبلوماسي، فسنكون معهquot;.
واضاف quot;الواقع ان القوة هي دائما خيار (..) ما تغير بعد (اعتداءات) 11 ايلول/سبتمبر، هو انه في حال الضرورة وان لم يكن من سبيل اخر لابعاد التهديد، سيتعين علينا قلبquot; نظام صدام حسين.
ووافق بلير بان المملكة المتحدة كانت تقر بعدم وجود صلة بين صدام حسي وشبكة القاعدة، لكنه اكد انه كان quot;واثقا تماماquot; من ان الغرب كان سيتحمل التبعات لو اتيح لصدام حسين مواصلة برنامج اسلحة الدمار الشامل.
وأمام قاعة الجلسة في وسط لندن، تظاهر المئات منذ الصباح وقد حملوا، تحت انظار مئة شرطي، لافتات كتب عليها عبارة quot;بلايرquot;، في تلاعب بالالفاظ بين اسم بلير وكلمة كذاب (لاير) بالانكليزية.
ونظم عدد من المتظاهرين مسيرة لطخوا فيها ايديهم باللون الاحمر ولبسوا اقنعة تشبه وجه بلير، وحملوا نعشا كتب عليه quot;ثمن الدمquot;.
وفيما كان بلير يدخل مركز الملكة اليزابيت الثانية للمؤتمرات قبيل 08,00 تغ من باب خلفي تجنبا للمتظاهرين، ردد عدد من هؤلاء quot;توني بلير اين انت، نريد ان نرميك بحذاء!quot;، وquot;مجرم حربquot;، وفقا لوسائل اعلام بريطانية.
ودعت لهذه التظاهرات جماعات السلام، وشارك فيها افراد عائلات واقارب الجنود البريطانيين ال179 الذين قتلوا في العراق.
وقال ريغ كيس والد توماس الذي قتل في العراق في 2004، لوكالة فرانس برس quot;انه يوم ننتظره منذ زمن طويل، اريد ان اسمع ماذا لديه ليقولquot;.
واضاف quot;على توني بلير ان يفسر لنا لماذا ضلل البرلمان، لماذا تغيرت المعلومات في الملفquot;.
وتعمل لجنة التحقيق على التحقق من امكانية ان يكون بلير تلاعب او بالغ في المعلومات التي تحدثت عن امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل.
التعليقات