اسلام اباد: قتل ثلاثة اشخاص واصيب ثمانية بجروح الاثنين حين تعرضت حوالى عشرين شاحنة تموين وصهريج تابعة للحلف الاطلسي لهجوم وتم احراقها بالقرب من العاصمة الباكستانية، في ثاني هجوم مماثل خلال يومين على التوالي.

وعرضت شبكات التلفزيون مشاهد تظهر فيها النيران تتصاعد من شاحنات كانت تتزود بالوقود في الصباح عند مدخل اسلام اباد في طريقها الى افغانستان، بعدما هاجم مسلحون الموكب بالزجاجات الحارقة.

ووقع هجوم مماثل الجمعة في جنوب باكستان، حين اضرم مهاجمون مدججون بالسلاح النار بما يزيد عن 24 شاحنة وصهريجا كانت تنقل الوقود الى القوات الدولية التي تقاتل متمردي طالبان في افغانستان.

وقال الضابط في الشرطة محمد احد في اتصال هاتفي مع فرانس برس quot;قتل ثلاثة اشخاص واصيب ثمانية بجروح. وقد اصيب جميعهم بالرصاص وهم بشكل اساسي سائقون ومساعدوهمquot;.

وقال احد ان المسلحين الذين لم يعرف عددهم لاذوا بالفرار.

وعرض تلفزيون quot;جيوquot; مشاهد لفرق الاطفاء تحاول اخماد النيران التي انتقلت الى اشجار مجاورة.

وغالبا ما تتعرض قوافل القوات الاطلسية لهجمات، وتتركز هذه العمليات في معاقل المقاتلين الاسلاميين في المناطق القبلية شمال غرب البلاد.

وقال محمد الياس الطبيب المسؤول عن قسم الطوارئ في مستشفى روالبندي المدني quot;تلقينا ثلاث جثث وسبعة جرحىquot;.

واضاف quot;جميعهم كانوا مصابين بالرصاص. اثنان منهم كانوا في حال الخطر لكن وضعهم في تحسن ونأمل ان يستقر قريباquot;.

واكد قائد شرطة اسلام اباد عمر حياة حصيلة القتلى موضحا ان الهجوم وقع فيما كانت الشاحنات الصهاريج متوقفة عند مصفاة اتوك عند مشارف العاصمة للتزود بالوقود.

وقال quot;فيما كانت (الشاحنات) تنتظر للتمون بالوقود، فتح اشخاص النار والقوا زجاجات حارقة عليها. رد الحراس واستمر اطلاق النار لبعض الوقتquot;.

واغلقت اسلام اباد مؤخرا ممر خيبر، المعبر الاساسي الى افغانستان الذي تسلكه قوافل امدادات القوات الدولية، اثر هجوم شنته القوات الاطلسية عبر الحدود على اراضيها.

ووقع هذا الهجوم بعدما اعلنت باكستان الاحد عن اعادة فتح المعبر امام قوافل تموين القوات الاطلسية quot;قريباquot;.

وقطعت باكستان ممر خيبر في طورخام الخميس بعدما اتهمت قوة ايساف بقتل ثلاثة من جنودها في غارة شنتها احدى مروحياتها، فيما اكد الحلف الاطلسي ان قواته اطلقت النار دفاعا عن النفس.

وبعد اتصالات هاتفية وضغوط مكثفة من الولايات المتحدة، اعلن سفير باكستان في واشنطن في حديث مع شبكة quot;سي ان انquot; ان المعبر سيفتح مجددا quot;في اقل من اسبوعquot;.

وقال حسين حقاني quot;اعتقد ان خط الامداد سيفتح بشكل سريع نسبياquot;.

واضاف quot;ليس هذا قطع للطريق بل فقط تعليق مؤقت للقوافل التي تجتاز الحدودquot;.

وكانت هذه رابع غارة تشنها مروحيات القوات الاطلسية خلال اسبوع عبر الحدود لمطاردة مقاتلين في الارضي الباكستانية، وقد نددت باكستان بهذه الغارات ووصفتها بانها انتهاك خطير لسيادتها يهدد بنسف العلاقات مع واشنطن.

وتوجه فريق تحقيق باكستاني بقيادة الجنرال عثمان ختاك مساعد المفتش العام في قوات حرس الحدود السبت الى افغانستان للانضمام الى تحقيق تجريه قوة ايساف ومسؤولون اميركيون في الحادث، على ما افاد مسؤول لوكالة فرانس برس.

وتشكلت صفوف انتظار طويلة من اكثر من مئتي شاحنة وصهريج على الحدود في منطقة خورام القبلية في انتظار تسليم امداداتها.

وقال حقاني انه تلقى اتصالا هاتفيا من قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس.

واضاف quot;انه يدرك ان باكستان لم توقف (طريق الامدادات) كرد سياسي بل حرصا على امن القوافلquot;، مستبعدا ان تضر المسالة بالتعاون الاميركي الباكستاني مستقبلا.

وقال حقاني quot;باكستان حليفة للاميركيين. واميركا تعتمد على باكستانquot;.

لكنه اوضح quot;لا يمكننا القيام بكل ما يظن الاميركيين ان علينا القيام به ولن نفعل ذلك، لاننا لا نملك القدرة احيانا ولا نملك الوسائل احيانا اخرىquot;.

وتعتبر واشنطن المنطقة القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان معقلا للقاعدة وقاعدة خلفية للمقاتلين الاسلاميين الذين ينطلقون منها لشن هجمات في افغانستان.