رسم توضيحي يظهر رأي اليمنيين بالأحزاب

لا تثق نسبة كبيرة من السكان في اليمن في الأحزاب السياسية وقدرتها على إحداث التغيير، فيما لا يعير 41% من اليمنيين السياسة أي اهتمام، وفقا لاستطلاع جديد للرأي، فيما يرى مراقبون أن نسبة الوعي بالسياسة باتت منخفضة بشكل كبير في اليمن خاصة مع نتائج هذه الاستفتاء.

كشف استطلاع للرأي تعلن نتائجه في صنعاء اليومأنأكثر اليمنيين لا يثقون بالأحزاب السياسية، حيث أظهرت النتائج أن 47,9% من المبحوثين لا يثقون بالأحزاب إطلاقا و12,3% فقط يثقون تماما بالأحزاب السياسية.
ويظهر الاستطلاع أن أكثر من ثلث اليمنيين يعتبرون الأحزاب السياسية غير مهمة لليمن وذلك بنسبة 33,4% بينما يرى 39.6% من الناس خصوصا الرجال إنها مهمة، ولا تعرف البقية ما إذا كانت مهمة أو غير مهمة.

الاستطلاع نفذه quot;المركز اليمني لقياس الرأي العامquot; وهو أحد أبرز مراكز قياس الرأي في المنطقة ومن ضمن أفضل خمسة مراكز عالمية اختيرت من قبل مؤسسة quot;جالوبquot; في الولايات المتحدة وذلك بالتعاون مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية.

وتكشف نتائج الاستطلاع أن 41% من اليمنيين لا يهتمون بالسياسة، مقابل 20.2% منهم قالوا أنهم يهتمون بالسياسة ومواضيعها، فيما تصبح السياسة مهمة أحيانا بالنسبة لأكثر من 35% أي أن أكثر من نصف اليمنيين (53.3%) قد تهتم بالسياسة، حيث تظهر النتائج أن الأكثرية من المهتمين بالسياسة هم من الرجال.

وحول الانتخابات النيابية المقبلة أفاد أكثر من 60% من المبحوثين خصوصا الرجال أنهم سيشاركون فيها، فيما لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك أم لا 25.6% منهم، وقال 14% معظمهم من النساء أنهم لن يشاركوا في هذه الانتخابات.

تدني مستوى المعرفة بالأحزاب

رئيس المركز اليمني لقياس الرأي حافظ البكاري

ويقول رئيس المركز اليمني لقياس الرأي حافظ البكاري لـ إيلاف إن الاستطلاع يعد أحد مشاريع تعزيز المشاركة السياسية في اليمن الذي ينفذه المركز بالتعاون مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI والهادف إلى المساهمة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية، الحكم الرشيد والديمقراطية في اليمن.

وأضاف البكاري إن هذا الاستطلاع يفيد في قياس مستوى العلاقة بين جمهور المواطنين والأحزاب السياسية ومستوى المشاركة السياسية للجمهور واهتماماته، ومعرفة الطرق المناسبة لتطوير قنوات الاتصال وتعزيز المشاركة السياسية وتبني احتياجات وأوليات المجتمع واهتماماته ضمن برامج الأحزاب السياسية في البلاد.

وحول نتائج الاستطلاع يقول حافظ البكاري إن هذه النسب تشير إلى تدني المستوى المعرفي والوعي بالأحزاب السياسية، إضافة إلى عدم الرضا عن أدائها خصوصا في أوساط الرجال حيث يظهر أن أغلب من يثقون بالأحزاب أو بأدائها الحالي هم من النساء.
وأشار إلى أن الاستطلاع تم تنفيذه في 12 محافظة يمنية موزعة على 94 مديرية و 102 قرية وحي، وتم استطلاع رأي ألف شخص من المواطنين من الرجال والنساء.

أحزاب المعارضة قادرة على التأثير
وحسب النتائج التي حصلت إيلاف على نسخة منها فإن 32,1% من المبحوثين يرون إن أحزاب المعارضة تمتلك القدرة على التأثير في سياسات الحكومة، وقال 25,7% أنها لا تمتلك القدرة، ولا يعرف ما إذا كانت قادرة أم لا 34,3% من المبحوثين.

وتعزز هذه النتائج إجابات الأسئلة حول مدى اهتمام قيادة الأحزاب بالناس حيث قال 57,5% من المبحوثين إن quot;قيادات الأحزاب السياسية لا تهتم بمصالح الناسquot; كما إن 77,7% قالوا إن الأحزاب والمرشحين يناقشون قضايا تهم الناس في المواسم الانتخابية فقط.

ومن بين المبحوثين يرى 16% منهم فقط إن الأحزاب السياسية تقدم خططا ممتازة لتطوير البلد، مقابل 41,4% يعتقدون أنها لا تفعل ذلك.
وتظهر النتائج إن 11,4% من المشاركين معظمهم من الذكور يهتمون بمتابعة الأخبار الحزبية دائما، مقابل 65,1% لا يتابعون أخبار الأحزاب إطلاقا.
وتشير إلى أن 48,9% من المبحوثين أفادوا بعدم معرفتهم أهم وظيفة يفترض أن يقوم بها الحزب السياسي، إلا ان 2.5% فقط من المبحوثين قالوا بأن تقديم برامج سياسية واقتصادية لإدارة البلاد أهم وظيفة يفترض أن يقوم بها الحزب السياسي.
ويرى 76% من المبحوثين إن بأن الديمقراطية مهمة لليمن وبنسبة متساوية بين الرجال والنساء.

وتظهر الدراسة إن قرابة 60% يعتقدون أنهم يستطيعون انتخاب الأشخاص الذين يريدونهم في الانتخابات العامة بحرية و35.3% يعتقدون أن الناس قادرون على انتقاد الحكومة دون خوف مقابل 31.1% يعتقدون عكس ذلك.
وحول الفعاليات الحزبية يقول 13,3% فقط إنهم سمعوا عن فعالية أو نشاط لحزب سياسي في مناطقهم أو خارجها، في حين يقول 32.7% من المبحوثين إنهم لا يعرفون أي حزب يطرح حلولا لمشاكل البلاد.

يشار إلى أن أبرز الأحزاب اليمنية الممثلة في البرلمان هي خمسة أحزاب حيث يتكون مجلس النواب quot;البرلمانquot; من 301 مقعداً، وقد جرت آخر انتخابات نيابية في عام 2003 فاز فيها الحزب الحاكم quot;المؤتمر الشعبي العام بـ 229 مقعداًquot;، والـ quot; التجمع اليمني للإصلاحquot; بـ 45 مقعداً ، و quot;الحزب الاشتراكي اليمنيquot; بـ 7 مقاعد، في حين يمثل quot;التنظيم الوحدوي الشعبي الناصريquot; 3 مقاعد، وquot;حزب البعث العربي الاشتراكيquot; مقعدين و15 مقعدا للمستقلين.

وتعد جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان -عدا الحزب الحاكم- معارضة وتنضوي تحت تكتل أحزاب اللقاء المشترك وهو خليط من الأحزاب الإسلامية والقومية والاشتراكية والبعثية.

وكان قد جرى تأجيل الانتخابات المفترض إجراؤها في عام 2009 حتى عام 2011 بعد الاتفاق بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك على تعديل الدستور خلال تلك الفترة عبر ما يسمى اتفاق فبراير غير أن الحوار بين الطرفين لازال جاريا وتتضارب الأنباء حول إجراء الانتخابات بعد 6 أشهر.