ينتظر الجنوبيون اللبنانيون رؤية احمدي نجاد يتجول قرب الحدود الإسرائيلية الأمر الذين يعتبرونه تحدياً لتل أبيب.

كفركلا: يترقب سكان جنوب لبنان بغالبيتهم رؤية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يصل الى لبنان الاسبوع المقبل، يطأ ارض الجنوب ويتجول عند الحدود على مرمى حجر من اسرائيل، الامر الذي يرون فيه رمزا وتحديا لها.

في قرية كفركلا الحدودية، يقول عبد الله لوكالة الأنباء الفرنسية quot;هنا، سيكون أحمدي نجاد على بعد متر واحد من اسرائيل، مجرد وجوده هنا هو رمز وتحدquot;. ويدير عبد الله مطعما قرب بوابة فاطمة التي يتوافد عليها الزوار منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان العام 2000، لمشاهدة المواقع العسكرية الاسرائيلية المتاخمة والمستوطنات المقابلة.

ويقول عبد الله بنبرة تحد quot;اترقب اللحظة التي سيقترب فيها أحمدي نجاد من الشريط الشائك ليقول ان اسرائيل في قبضتهquot;. ورغم ان السلطات الإيرانية واللبنانية لم تؤكد بعد رسميا جولة أحمدي نجاد في الجنوب، فان الاستعدادات لهذه الزيارة تسير على قدم وساق في المنطقة التي تعتبر معقلا لحزب الله.

وتثير الزيارة المقررة في 13 و14 تشرين الاول/اكتوبر جدلا سياسيا في لبنان، اذ وضعها سياسيون ينتمون الى قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية في خانة quot;الاستفزازquot;. وعلقت خلال الساعات الماضية على طريق مطار بيروت وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة، المعقل الآخر لحزب الله، لافتات باللغتين العربية والفارسية ترحب بأحمدي نجاد الى جانب صور كبيرة له وقد بدت الارزة، رمز لبنان وراءه في الصورة.

وافادت مصادر في حزب الله ان استقبالا شعبيا آخر سيعد للرئيس الإيراني في الضاحية الجنوبية بالاضافة الى الجولة الجنوبية. وقد ابلغت الولايات المتحدة التي تتهم إيران بتسليح حزب الله، الحكومة اللبنانية بقلقها من زيارة أحمدي نجاد، بينما رات اسرائيل ان الزيارة quot;يجب ان تثير الى اقصى حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الاوسطquot;.

ويقول عبد الله وهو يراقب جنديين تابعين لقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) متمركزين قرب الاسلاك الشائكة عند الحدود، quot;لا يمكن للعالم كله ان يمنعه من المجيء الى هنا، فهو رئيس دولة عظمى تمتلك الطاقة النوويةquot;.

وترفرف اعلام إيرانية في المكان، فيما ينهمك عمال من الهيئة الإيرانية للمساهمة في اعادة اعمار لبنان بتثبيت نصب تذكاري لquot;انتصار المقاومةquot; على اسرائيل، في اشارة الى صمود حزب الله امام الجيش الاسرائيلي في حرب تموز/يوليو 2006.

ويؤكد عبد الله ان شعور الجنوبيين لدى زيارة أحمدي نجاد quot;سيكون مماثلا لما شعرنا به لحظة التحرير (عام 2000)، حتى هو لن يصدق عينيهquot;. وذكر مسؤول في حزب الله في الجنوب لفرانس برس ان جولة أحمدي نجاد ستشمل قرية قانا التي تعرضت في 1996 و2006 لعمليتي قصف اسرائيليتين اوقعتا مجزرتين قتل فيهما عشرات الاشخاص بينهم عدد كبير من النساء والاطفال.

كما سيزور منطقة بنت جبيل (خمسة كيلومترات عن الحدود) التي شهدت معارك ضارية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في 2006. ويرجح ان تشمل الزيارة quot;معلم مليتا للسياحة الجهاديةquot; الذي يضم اسلحة وعتادا وبقايا دبابات وآليات اسرائيلية غنمها مقاتلون من حزب الله خلال معارك مع جنود اسرائيليين.

وتقول خديجة (70 عاما) quot;إيران ساعدتنا على اعادة اعمار الجنوب اكثر مما فعلت الدولة اللبنانيةquot;، مؤكدة انها تريد quot;توجيه الشكرquot; الى الرئيس الإيراني في قانا. في بنت جبيل، يغدق السكان المديح على أحمدي نجاد. ويرى طالب الذي يبيع قطع غيار سيارات ان الرئيس الإيراني quot;رجل متواضع، ومؤمن حقيقيquot;.

ويضيف quot;الناس هنا مدينون ببقائهم الى إيرانquot;، في اشارة الى الدعم الإيراني لحزب الله في المشاريع الاجتماعية اضافة الى الدعم السياسي. وينشط عمال الهيئة الإيرانية في تسوية الارض وتزفيت الطرق المجاورة لملعب كبير في المنطقة يتوقع ان يلقي فيه أحمدي نجاد خطابا.

ويقول علي (40 عاما) وهو يدخن النرجيلة في quot;حديقة إيرانquot; في قرية مارون الراس المجاورة لبنت جبيل quot;هذه الزيارة تشرفناquot;، فالإيرانيون اصلحوا الطرق والجسورquot; بعد حرب 2006. وتزين صور الرئيس الإيراني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي المكان الذي يشمل مسجدا صغيرا على صورة مسجد الاقصى في القدس ومقهى.

في المناطق الجنوبية التي ينحسر فيها نفوذ حزب الله، يبدو الناس اقل حماسا لاستقبال الرئيس الإيراني. ويقول رامي (مسيحي) الذي يملك محلا تجاريا صغيرا في مرجعيون quot;من غير المفيد زيادة التوتر من خلال زيارة يمكن ان تستفز الاسرائيليينquot;. ويقول سليم وهو تاجر في الاربعين quot;نحن نقدر شعور اخوتنا الشيعة، لكن الزيارة قد تكون خطيرة عليناquot;.